أعلنت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تدعم المحادثات بشأن التسوية فى سوريا، والمزمع إجراؤها فى العاصمة الكازاخستانية آستانة يناير الجاري. وأعرب الوزير جون كيرى – فى مؤتمر صحفى عقده فى واشنطن – عن أمله فى أن تكون هذه المحادثات خطوة نحو حل الأزمة السورية. وقال «نأمل فى هذه المرحلة أن يكون اللقاء فى آستانة خطوة كبيرة إلى الأمام».
وأضاف أنه تحدث مع كل من نظيره الروسى سيرجى لافروف، والمبعوث الدولى الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا،»وثلاثتنا متفقون على أن الهدف لم يتغير وهو الوصول إلى جنيف، حيث لا بد من إجراء مفاوضات حقيقية»، فى إشارة إلى جولة المفاوضات المزمع إجراؤها فى جنيف فبراير المقبل.
وذكر كيرى أن الولايات المتحدة لا تعتبر نفسها منافسة لكل من روسيا وتركيا وإيران فى تنظيم العملية التفاوضية إلى حل الأزمة، مؤكدا تمسك واشنطن بفكرة أن «الحل الدبلوماسى هو الوحيد الممكن».
فى السياق نفسه، دافع كيرى مجددا عن سياسة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما فى سوريا، وأعلن أسباب تراجع الولايات المتحدة عن فكرة توجيه ضربات إلى سوريا فى العام ٢٠١٣، بعد تقدم روسيا باقتراح سحب الأسلحة الكيميائية من هناك.
وقال إن»الرئيس أوباما قرر استخدام القوة وأعلن قراره على الملأ. بعدها قرر الرئيس أن عليه التوجه إلى الكونجرس». وأضاف»لم يقل أبدا أنه عدل عن توجيه الضربات، فقد توجه إلى الكونجرس ليطلب منه تصريحا». جاء هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه روسيا البدء بخفض قواتها فى سوريا، من خلال سحب حاملة «الأميرال كوزينتسوف» وطراد «بطرس الأكبر» ومجموعة السفن المرافقة لهما من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري.
وقال فاليرى جيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية إنه وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتن، فإن وزارة الدفاع بدأت فى تقليص قواتها المسلحة فى سوريا بسحب مجموعة السفن المذكورة.
من جهة أخري، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المحادثات مع قادة فصائل مسلحة بريف دمشق وحمص وحماة وحلب مستمرة للانضمام إلى الهدنة.
وأكد مركز«حميم» الروسى للمصالحة فى سوريا فى بيان نشر على موقع الوزارة أن اللجنة الروسية التركية المشتركة المعنية بمتابعة نظام وقف القتال فى سوريا، رصدت عددا من الخروقات. وأوضح البيان أن الفريق الروسى فى اللجنة سجل ١٥خرقا للاتفاق خلال الساعات الـ٢٤ الماضية، فيما رصد الفريق التركى ١٣خرقا.
على صعيد متصل، واصل الجيش السورى هجومه الذى بدأ منذ أسبوعين للسيطرة على وادى بردى الاستراتيجي، والذى يحوى نبعا رئيسيا يوفر إمدادات المياه لأربعة ملايين نسمة فى العاصمة دمشق.وقصفت عشرات الطائرات المنطقة حول نبع عين الفيجة وقرى بسيمة وكفر الزيت والحسينية، التى تشكل جزءا من عشر قرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة فى الوادي.
من جهتها، وصفت منظمة الأمم المتحدة انقطاع المياه فى دمشق بسبب المعارك بـ «جريمة حرب»، وقال يان إيجلاند رئيس مجموعة العمل فى المنظمة الدولية حول المساعدة الإنسانية لسوريا خلال مؤتمر صحفى فى جنيف إن «أعمال التخريب والحرمان من المياه جرائم حرب لأن المدنيين يشربونها ولأنهم هم الذين سيصابون بالأمراض فى حال لم يتم توفيرها مجددا».