الرئيسية / مقالات / أزمة النيل، على عاتق شيرين!

أزمة النيل، على عاتق شيرين!

بقلم: أحمد سلام
يقع نهر النيل في قارة إفريقيا، ويبلغ طوله 6670 كم، ويمر مساره بعشر دول إفريقية منها مصر ويطلق عليها دول حوض النيل، وإنه ايضًا أطول أنهار الكرة الأرضية.
لا شك أنَّ نهر النيل هو شريان حياة المصريين، وكان عند القدماء المصريين له قدسيته، ولقب بكثير من الألقاب منها نيل الحياة ونهر الجنة والنهر المقدس وخالق الكائنات وغيرها من الألقاب، وكان بمثابةِ إله للفراعنة يعبدونه، وأسموا فيضانه بالإله حابى وبأبي الألهة وهو لقب مستعار من الإله نون رب المياه الأزلية عند الفراعنة، فمنه تعلموا حساب الأيام والسنين وقسموا فصول السنة.
كما ورد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع طقوسها وصلواتها أهمية مياه نهر النيل. إذن لنهر النيل موقع مهم في طقوس الكنيسة المصرية.
وقد صلى من أجله المسلمون واستمر الاحتفال بوفاء النيل في العصور الإسلامية المختلفة وكان يجتمع المشايخ بجوامع مصر لختم القرآن فتعم الأفراح في شتى بقاع البلاد، لا يتسع المقام للتحدث عن أهمية نهر النيل، ولكن.
بعد أن انتقد الكثيرين ما قالته الفنانة شيرين عبد الوهاب في حفل الشارقة منذ عام تقريبا عن النهر العظيم، من هنا بدأت الأزمة وهي ترد على أحد معجبيها عندما طلبت منها أغنية “ماشربتش من نيلها”، قائلة “هايجيلك بلهاريسيا”، واستكملت سخريتها قائلةً: “اشربى إفيان” وهي ماركة مياه معدنية.
لقد أخطأت شيرين عبد الوهاب الطفوليه العفوية والخطأ هذه المرة غير كل مرة أخطأت فيها شيرين، إنما هو خطأ فادحًا في حق الوطن وفي حق نفسها أيضا، وهذا الخطأ سوء تصرف وعدم ثقافة ولا نشكك أبدا في انتمائها ووطنيتها وحبها لمصر.
أظن أن الغضب على شيرين لابد وأن يكون أقل من الغضب على العطش الذي سنواجهه يوما ما، وإن كان كل هذا الكم من الغضب في لفظ عفوي قالته شيرين دون وعى ثقافي، فلماذا لم نغضب لتلوث النهر بالمنشأت السياحية والصناعية والمبانى السكنية والعوامات والنواد الليلية والقوارب التي يسكنها الكثير من المواطنين، والمصانع التي تلقى بمخالفاتها وجثث الحيوانات والقاذورات التي تلقى في نهر النيل، كل هذا العبث لا يستدعى ثورة ضد كل مسؤول عن سلامة النهر وسلامة المواطنين الذين أصيبوا بالفشل الكلوي بسبب إهمالهم، كل هذا لا يستدعى الغضب ونقف فقط أمام لفظ صدر من امرأة.
لقد أخطأت شيرين وسبق لها أخطاء من قبل، ولا أختلف مع أحد على أن ردها على معجبة غير جائز، ولا أدافع عن خطأها، ولكن الخطأ الأكبر ليس في مقولة شيرين، إنما هو في تلوث نهر النيل أولًا وبناء سد النهضة ثانيًا، والذي ستعانى بسببهِ الأجيال القادمة، فإن أردتم محاكمة شيرين على عفويتها، فهناك أيضًا من وجب أن تنصب لهم المشانق، وهم المسؤولين عن سلامة النهر العظيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *