لقد تردد على أسماعنا الكثير من العبارات من اللاجئين السوريون غير مبسوط ـ أوربا كذبه ـ لقد صدمنالم نكن نتوقع ـ فهل فعلاً كانت أوروبا كذبه بالنسبه لهم أم أن لهم أسباب أخرى جعلتهم لا يشعرون بالسعاده ـ هل هي فترة انتظارهم الطويلة التي مكثوها في الكامب و التي خابت آمالهم بها حيث كان في اعتقادهم ان فترة انتظارهم لن تتجاوز الشهرين لحصولهم على الاقامة و لم الشمل أم هو شعورهم بالقلق و التوتر على من خلفوا ورائهم من زوج و اطفال و أهل في بلد منكوب و يعاني من ويلات الحرب و مرارتها من دمار و تشرد وجوع و فقر و قتل أم من حيرتهم بالبقاء في هذا المغترب الجديد أو الرجوع إلى وطن غير مستقرحيث في كل لحظه ينتظر خبرا مفجعاً قد يفقدك عزيزاً أو قريباًبالإضافه الى ذلك فهو لن يجد مستقبلاً لأطفاله في بلد تملأه الكوارث و المصائب ـ فماذا بعد رحلة العناء و الشقاء التي مروا بها من ركوب البحر و التضحيه بأنفسهم الى عبورهم الغابات و التي قطعوها بعشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام للوصول إلى أرض المغترب ليبدؤ بمعاناة الكامب و ظروفه سواء من الحالة النفسية التي كانوا يعانون منها و التي جعلت بعضهم يعتدي على الآخر بالإضافة إلى طول الإنتظار للحصول على الإقامة فهل انتهت معانتهم إلى هنا لا أظن فبعد حصولهم على الإقامة و لم الشمل لينطلقوا إلى حياة جديدة و يندمجوا بالمجتمع و اجهتهم صعوبات أخرى من حيث صعوبة اللغة و عدم تقبلهم لها إضافة إلى ضيق الوقت حيث يتوجب عليهم الذهاب إلى المدرسة للتعلم والذهاب ما يقارب ثلاث مرات يوميا لمدارس أولادهم إضافة إلى تلبية إحتياجتهم المنزلية و هذا أحد أسباب عدم شعورهم بالسعادة و هم لا يزالون في خطوتهم الأولى في بلاد جديدة و ـنتمنى لهم السعادة و التوفيق و إزالة جميع العوائق و هذه مقدمة صغيرة و لكن انتظروا أخبار مفصلة في كل ما يهم اللاجئين وواقعهم
بقلم هنادى السعيد