ترى فارايتى”المجلة العالمية الأكثر شهرة سينمائيا “ إن” مولانا يعد من الأفلام الأكثر جدلا في المنطقة “,ويؤكد نجم الفيلم عمرو سعد ان “الفيلم علامة فارقة فى تاريخ السينما” ومثله يجزم ساويرس منتج الفيلم ويصفه بالرائع.. ولكننا نرى انه لن يبقى في الذاكرة ..وليس من بين خياراتنا الرجوع إليه كوثيقة على الإطلاق.!!
تقرير فارايتى وناقدها “جاى ويسبرج “ الذي نشره عقب مشاهدة الفيلم في مهرجان دبي السينمائي منذ شهر يقول فيه “أن أحد أكبر عيوب هذا الفيلم هو أنه كان يجب تحذير المشاهدين من أن المبارزة بالكلمات هي «فكرية»، دون أن تكون سينمائية أو جذابة، حيث تتخلل السيناريو خطوط ثقيلة، وبه الكثير من الحشو في الحوار، ونادراً ما يمنح المخرج المفاهيم القوية وقتاً للظهور”..
الالتباس الذي طال ناقد فارايتى ومن شاهدوا الفيلم جاء- فى ظني- نتيجة إلى أن “الشيخ حاتم الداعية بطل الرواية والفيلم تتصارع على إفساده عدة جهات وحمل الفيلم بقضايا التنصير والتطرف والشيعة,وخيانة الداعية وطمع زوجته وغرق ابنه,ولا يفوته إن يختم بتفجير كنيسة,منتقدا الأصولية الدينية المتعصبة والتي هي الأزهر ورجاله ومناهجه – متجاهلا الإخوان وإرهابهم- علي حين أطلق سهامه في تصفية حسابات تجاه مبارك ونظامه مستهدفا التبشير بثورة ضده!! .. كلها قضايا تثقل عينيك وتجعلك تتمنى استراحة لا تجيء. تعود المجلة وتقسو أكثر من ذالك بقولها «إن التوازن بين موضوعات الفيلم كان ضعيفا في مشاهد.. ومشاهد أخرى طالتها السطحية والجودة فيها غير متقنه «ما لم تقله المجلة كتبه طارق الشناوي”الفيلم على المستوى السينمائي ليس موازيا للقيمة الفكرية للرواية، بل كان المعادل البصري يغلب عليه الرتابة,والسرد إيقاعه في الفيلم تقليدي،لذا أرى أن الرواية كانت أقوى”..أقرب الأصدقاء للمخرج “مجدي احمد على” نصحوه بان لا يقع في هوى رواية تفتقد الصورة السينمائية ,ولكنه أصر فكان ما كان,وما سجله ناقدان شهيران”عالمي ومحلي “ يؤكد انه لن يبقى في الذاكرة رغم ملايينه الأربعين ..!!ولكن ليس على نحو مفاجىء يضع هذا الفيلم نجمه “عمرو سعد” على سلم التماس الكامل مع جمهوره بفعل تجارب وافلام ناجحة استحق من خلالها هذا النضوج ..
أقسم لي الممثل لدور”حسن الإرهابي” الشاب احمد مجدي”ابن المخرج” أننا سنرى والده في ثوب أخراجي جديد يبعد عن الكلاسيكية المعتاد عليها..ولكن”الشبابية “ التي ظهر بها مجدي احمد على في مولانا تجعلنا نصر على أن كلاسيكياته “ يا دنيا يا غرامي,البطل,خلطة فوزية,أسرار البنات,عصافير الجنة” هي ألأبقي,ولذا نالت ما نالت من جوائز ..
كان نجيب ساو يرس قد كتب في سبتمبر 2015 بمقالته في “الإخبار” حينما تعاقد مع عيسى لإنتاج هذه الرواية “.. وعلى الرغم من أن كل تجاربي السابقة في مجال الإنتاج السينمائي قد باءت بالفشل، إلا أني متفاءل جدا بنجاح هذا الفيلم لتميز كل العناصر المشاركة فيه”. ولكن حتى الان الفيلم عرض بمهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة ولم يفز بأية جائزة ..والرواية رشحت من قبل لجائزة البوكر العربية ولم تفز أيضا ..!! إشارة مهمة كتبتها «فارايتى “ومرت سريعا دون إن تلفت انتباه احد انه “ سيكون من الصعب طرح الفيلم بدول «المنظمة الدولية للفرانكفونية»، أي مجموعة الدول الناطقة باللغة الفرنسية”..لأسباب تراها المجلة تتعلق بأنظمة متشددة ترى هذا الفيلم خطر على ثقافتها ..!! السؤال هنا واجب عن مدى الحشد الذي يمكن إن يدفع به أنصار عيسى ويسارييه – اللذين حجوا عن بكرة “مولاهم “ للعرض الخاص- لإنقاذه وفيلمه وإقناع دول وحكومات بقبول عرضه؟!! هذا على افتراض أن الفيلم رسالة عالمية ..كما يبشر بذلك صانعو الفيلم والحواريون..!!