أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمي / ملفات محلية وعالمية «ساخنة» فى انتظار ترامب

ملفات محلية وعالمية «ساخنة» فى انتظار ترامب

واشنطن تعيش هذه الأيام مواجهات سياسية حادة ومصادمات اعلامية شرسة بين ادارة أوباما الراحلة وادارة ترامب المقبلة. ملامح الادارة القادمة مازالت آخدة في تشكيل طبيعتها وطريقتها في اتخاذ القرار وتسيير أمور البلاد.

الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» كعادته يفاجئ الجميع ـ وحتى أعوانه بـ «تويتاته» الحادة والصادمة. انها مسألة أيام ويتم حسم «صناعة القرار» بشكل دستوري ونهائي يوم ٢٠ من يناير الجاري.

وقد أثير جدل كبير في الأيام الماضية حول قرارات ومواقف الرئيس الحالي «باراك أوباما» الأخيرة وخاصة تلك المتعلقة بالاستيطان الاسرائيلي والعقوبات ضد روسيا بعد اتهامها بالحرب الالكترونية وتدخلها في الانتخابات الأمريكية.ولم تتردد دوائر سياسية عديدة في وصف «مواقف أوباما» بأنها محاولة لاحراج « دونالد ترامب» الرئيس القادم أو لوضع مطبات وحواجز في طريقه قبل مجيئه للحكم. في المقابل فان الرئيس المقبل بمواقفه «غير المعتادة» وتصريحاته «المفاجئة» حتى بعد انتخابه رئيسا للبلاد بالاضافة الى تشكيكه في تقارير وتقديرات الأجهزة الاستخباراتية (وعددها ١٧ جهازا) فيما يخص روسيا يثير باستمرار التساؤلات حول طبيعة ادارته وطريقة عملها وتعاملها مع ملفات القضايا المحلية والعالمية على السواء.

ولم يتردد «ترامب» في القول بأن له طرقه الخاصة في الحصول على المعلومات.وذكر أنه لا يزال يواصل رفضه لتلقيه شخصيا للتقرير الاستخباراتي اليومي. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن لديه خطة وتصورا لاجراء تعديلات وتغييرات في هيكلة وآداء ال CIA ـ وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة استخباراتية وأمنية أخرى.

ويلاحظ ألا أحد ولا حتى من المقربين اليه (الى يومنا هذا) يستطيع أن يحدد ويقول كيف سيحكم «ترامب» البلاد. وهذا التساؤل يتم طرحه وتكراره في العاصمة الأمريكية. وقد تم الاعلان عن أن ترامب سوف يعقد مؤتمرا صحفيا يوم ١١ من يناير الجاري. ويتابع المراقبون باهتمام بالغ تحركات الرئيس واتصالاته و»تغريداته» في محاولة منهم لمعرفة طبيعة حكم الرئيس ال٤٥ لأمريكا الا أن ملامح وتوجهات الادارة مازالت غير محددة وأغلبها خطوط عامة ـ وتنقصها التفاصيل. وكما يبدو فان تأثير ونفوذ نائب الرئيس مايك بينس في ضمان عمل ماكينة الادارة بتروسها يعد فعالا وقائما ويزداد عمقا وتوسعا.

عودة الكونجرس للانعقاد منذ أيام تشكل علامة بارزة في تحديد ملامح ولاية «ترامب» المقبلة اذ تبدأ دورة جديدة بأغلبية للجمهوريين في كلا المجلسين ـ الشيوخ والنواب. وحسب ما ورد في تصريحات لقيادات جمهورية بالكونجرس فان الأغلبية سوف تطرح مشروعات قرارات تخص الغاء بعض قرارات ادارة أوباما وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة ب»نظام الرعاية الصحية ـ أوباماكير» ثم العمل على ايجاد البديل. وأيضا قرارات أخرى تعكس أجندة اليمين المتشدد مثل الغاء التمويل الحكومي لبرامج تنظيم الأسرة وصحة المرأة. بالاضافة الى تشريعات تسعى لخفض الضرائب لأصحاب الأعمال.

وقد شهدت الأيام الأخيرة مشاورات ولقاءات مكثفة بين مايك بينس نائب الرئيس المقبل وقيادات الكونجرس (من الجمهوريين) من أجل تنسيق وجدولة طرح القرارات الجديدة والعمل على تمريرها واعتمادها خلال فترة وجيزة لا تتجاوز أشهر الصيف المقبلة.

نائب الرئيس الجديد «مايك بينس» ( ٥٧ سنة) كان عضوا يمينيا بارزا وقياديا في مجلس النواب في الفترة ما بين ٢٠٠١ و٢٠١٣. وقد ساند بوضوح «حزب الشاي» وحرص على تعريف نفسه كالتالي « أولا انه مسيحي ثم محافظ ثم جمهوري ـ بهذا الترتيب». وتأتي في أجندة الأغلبية الجمهورية أيضا اعادة النظر في الاتفاق النووي الايراني وتشديد العقوبات ضد طهران. بالاضافة الى تقليص أو منع المساعدات المقدمة للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية. ومناقشة محاسبة أو معاقبة الأمم المتحدة بسبب موقفها الأخير من الاستيطان الاسرائيلي.

وتتضمن الأجندة أيضا ملفات عديدة تخص الارهاب وأيضا مشروع قانون تصنيف الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية ومشروع قانون بناء الكنائس وترميمها في مصر. والشهور الأولى للدورة الجديدة ـ ال١١٥ للكونجرس سوف تظهر مدى جدية ورغبة الأغلبية الجمهورية والادارة المقبلة في الدفع بهذين القرارين الخاصين بمصر وتبنيهما.

أما بالنسبة لترشيحات «ترامب» للوزراء في ادارته بشكل عام قد يتم اعتمادها في الأسابيع المقبلة.الا أنه قبل الوصول الى تلك النقطة من المنتظر أن تشهد جلسات الاستماع بالكونجرس خلال أيام نقاشا موسعا من جانب الديمقراطيين على وجه التحديد حول ملفات المرشحين ـ تاريخهم المهني والسياسي ومواقفهم عبر السنوات. وبالطبع سجلهم في مجال الأعمال والاستثمار للتأكد من عدم وجود تضارب للمصالح قد تكون له انعكاسات وتبعات فيما بعد.

ادارة «ترامب» من البيزنسمان والجنرالات ـ بتكوينها وتوجهاتها وأولوياتها الاستراتيجية ستكون موضع مناقشة وفحص و»محاسبة» مع بدء ولاية «ترامب». وهذه الجلسات المقبلة ستتيح للأمريكي فرصة متابعة ومعرفة طريقة تفكير المرشح للوزارة ومدى فهمه لطبيعة التحديات وقدراته في التصدي للمشاكل والأزمات. ومن المنتظر أن تكون جلسات استماع «ريكس تيلرسون» المرشح لمنصب وزير الخارجية الأكثر اثارة واهتماما من جانب أهل واشنطن ودول العالم. لأن معرفة أفكاره وطريقة تفكيره ستحددان توجهات الادارة المقبلة في التعامل مع شئون العالم وأزماتها. وجلسات «تيلرسون « تحديدا من المتوقع أن تشهد مناقشة حول ارتباطاته النفطية بصفته رئيس شركة «اكسون موبيل» مع روسيا ودول الخليج . كما أن جلسات اعتماد الجنرال «جيمس ماتيس» كوزير للدفاع ستلقي الأضواء على مستقبل البنتاجون واستراتيجياتها في التعامل مع الارهاب وسوريا والعراق وأفغانستان والتوتر المتزايد في شرق آسيا. ملفات الصين العديدة بوجه عام تمثل تحديا كبيرا لأمريكا في عهد «ترامب» سواء تم التعامل مع الصين كعدو أو منافس أو شريك.

ومن الطبيعي مع انتقال السلطة الى ادارة جديدة أن يجد الرئيس المقبل أمامه أزمات عالمية لم تحسم الأمر فيها الادارة السابقة وفي هذا الشأن فإن سوريا بكل ملفاتها ستفرض نفسها على ادارة «ترامب». والقول الشائع في واشنطن هو أن الرئيس الأمريكي عادة لا يختار ملفات أو أزمات العالم بل تلك الملفات أو الأزمات تفرض نفسها عليه ويجدها على مكتبه وفي أجندته اليومية ..وفي اجتماعه مع فريق الأمن القومي

 

2017-636193308508023436-802

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *