بقلم : طلال بركات
بالتأكيد لا تخلوا الأصابع الإيرانية بما يحصل في سوريا حيث سبق وان نوهت ايران عن طريق المرشد او عن طريق المسؤولين الإيرانين بأن هناك فوضى وحرب اهلية سوف تحصل في سوريا لانها في ذات الوقت كانت تعمل وتمهد لذلك ليس إنتقاماً لحليفها المخلوع او على أمل إعادته إلى السلطة لان هذا ضرب من باب الخيال ان لم يكن من المستحيل وهي تعلم ذلك ولكن الغاية أنها تريد ان توجه عدة رسائل من وراء ما حصل في سوريا اليوم وكالتالي :-
١ – رسالة إلى فلول النظام ومن يساندهم في الداخل وحسب ما يعول في ذلك على الطائفة العلوية وكأن ايران تريد ان تقول لهم نحن معكم وندعمكم بكل قوة ولن نتخلى عنكم، وأيضاً رسالة إلى اتباعها خارج سوريا أننا لن نتخلى عنكم ولابد من رفع المعنويات لمواجهة المؤامرة الكونية الكبرى ضد مشروع الثورة الإيرانية الاسلامية، بينما في حقيقة الأمر ان ما يحصل ليس حراك للطائفة العلوية وانما مجاميع من فلول النظام السابق المغيبة عقولهم على أمل عودتهم إلى السلطة بدعم من ايران التي لا يهمها الطائفة العلوية ولا حتى فلول النظام بقدر من تريد استغلال ذلك لنشر الفوضى في سوريا للوصول إلى مبتغاهم في حرب طائفية يروجون لها إنتقاماً من النظام الجديد الذي أنهى الوجود الإيراني لكي يقال ان سوريا غير مستقرة بعد خروج الإيرانيين منها.
٢ – رسالة إلى السلطة الجديدة الحاكمة في سوريا حيث تريد أن نقول لهم من الصعب تهميش ايران ولن نقبل ان تكون تركيا بديل لنفوذنا في سوريا ولابد من التعامل مع ايران كقوة إقليمية يجب ان يحسب لها حساب.
٣ – رسالة إلى تركيا حيث تريد ايران ان تقول ليس من السهولة ابتلاع سوريا التي سوف تكلفكم استنزاف عسكري ومالي كبير.
٤ – رسالة إلى الحكام العرب وبالأخص السعودية ودول الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن لا يمكن عودة سوريا إلى الحضن العربي دون ثمن، والثمن سوف لن يكون في الداخل السوري فقط وانما الفوضى سوف تنتقل إلى بلدانكم، وايضاً لتذكيرهم ان دعمكم للحكم في سوريا وهو ليس حكم عروبي بقدر ما هو إسلامي متطرف.
٥ – رسالة إلى اسرائيل كانّها تريد ان تقول طيلة سنين حكم الاسد الأب والابن لم تطلق رصاصة على اسرائيل واذا تمكنا من اعادة حكم الاسد او اتباعة من فلول النظام السابق فأن أمن اسرائيل محفوظ بعهدتنا مثلما هو الحال لا عهدة لنظام إسلامي سني متطرف أي لابد لاسرائيل من اعادة حساباتها في عدائها لايران، بمعنى في حال مساعدتنا في القضاء على الحكم الجديد سوف تفتح صفحة جديدة للخلافات بيننا.
٦ – رسالة إيرانية إلى الغرب وخصوصاً أمريكا كأنها تريد ان تقول لإدارة ترامب ايران لازالت دولة قوية ومؤثرة في المنطقة وبإمكاننا ان نزرع الفوضى في كل مكان والأكثر من ذلك بامكاننا عرقلة الاستقرار في المنطقة الذي سوف يعرقل المشاريع الاقتصادية التي تدور في عقل الرئيس ترامب.
نعم هذا هو الحلم الإيراني الخائب الذي من السهولة بمكان ان تصحى ايران من حلمها على إيقاع ضربات فلولها التي تريد ان تعول عليهم بأعادة مجدها في سوريا متناسية قدرات الشعب السوري ووعيه وإدراكه من اجل الحفاظ على ثورته ضد نظام دمر مقدراتهم وقتل أبنائهم بالاسلحة الكيمياوية والبراميل المتفجرة وبالمدفعية والدبابات والطائرات على مدى نصف قرن متجاهلين الاستنفار الشعبي العظيم في المحافظات السورية ضد هذه الفلول المجرمة، وتأييدها للحكم الجديد، بمعنى هل ممكن بهذة السهولة ان يستسلم هذا الشعب العظيم الذي جعل من سوريا محور للسياسيات العربية في المنطقة وبعد هذا الانتصار للثوار هل تعجزهم فلول تم دحرهم بعدما كانوا يملكون السلطة وأدواتها، مما يعني ان ايران تعلم أنها زوبعة في فنجان وان ما يحصل ليس إلا شو إعلامي لتقول نحن هنا ولم يفل نجمنا بعدما أسدلت الستارة عن ذلك المشهد الذي اصبح من الماضي وهي تدرك انها تقدم اتباعها مرة أخرى قربان لمصلحتها التي لا يعنيها غير ذلك لان سياسة عفا الله عما سلف لم تعد تنفع مع الوضع الجديد، واذهبوا انتم الطلقاء لم تجعل الحر يلدغ من الجحر مرتين .. بمعنى سوف يكون الحساب عسير وعلى الباغي تدور الدوائر.