هناك مؤشرات فنية شرحها اصحاب الاختصاص .. وهناك مؤشرات سياسية تحدث عنها الكثير ممن يسمى بالمحللين الاستراتيجيين او السياسيين ولكن عند التعامل مع الواقع والوقائع وما نشر في الاعلام او ما تسرب من معلومات فأن المحصلة تعطي مؤشرات كثيرة واهمها :
1- ثبوت هشاشة النظام الايراني من ناحية ادارة الازمة لان حادثة سقوط طائرة الرئيس الايراني كشفت مدى الضعف في التدابير التي يجب ان تتخذ مع شخصيات بهذا المستوى، وكشفت مدى هشاشة النظام من الناحية الفنية والتكنولوجية في استخدامه طائرات يعود تصنيعها لاكثر من 40 عام، في الوقت الذي صدع النظام رؤوس العالم بالتكنولوجيا والاقمار الصناعية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والغواصات البحرية وكذلك إنجازاتهم المبهرة في مجال تخصيب اليورانيوم وحيازة القدرات لصنع القنابل النووية، بينما عجز عن صناعة ادوات احتياطية لطائرات مدنية او ضعف في امكانية الحصول عليها من خلال طرق شتى غالباً ما كان يستخدمها النظام في التهريب او التحايل على العقوبات .
2- ان العجز عن تحديد مكان الحادث بعد مضي اكثر من 11 ساعة كشف هزالة القدرات الايرانية، ولولا المساعدة الأوروبية والروسية والتركية لكان البحث استمر وقت اطول، مما يعني عجز النظام الإيراني في توفير معدات تكنولوجية تخص امن رئيس الدولة فكيف سيكون التعامل في حروب مع دول فاقت فيها القدرات التكنولوجية الخيال العلمي.
3- التخبط الاعلامي في التعامل مع الازمة حيث ظهرت تصريحات متضاربة لعدة اجهزة وهي اقرب الى التمنيات من المعلومات الحقيقية حيث بيانات الحرس الثوري اشارت الى انهم التقطوا اشارات او مكالمات من احد المرافقين او من اجهزة الطائرة وسوف يبشرون الشعب باخبار مفرحة ولكن ظهر فيما بعد ان الطائرة محطمة وجميع الركاب متفحمين. فضلاً عن اجهزة اخرى ادعت بان طواقم الاغاثة سوف تصل بعد نصف ساعة لمكان الحادث، وهناك اجهزة اعلامية اخرى تقول لم يحدد مكان الحادث، مما ادى ذلك الى فقدان المصداقية في التعامل مع الازمة وكشف مدى تفنن النظام في تضليل الرأي العام واعطاء صورة مغايرة لمظاهر القوة بالشكل المخالف للغطرسة والعنتريات الفارغة.
4- نتيجة تذبذب المواقف في التعامل مع الحادث والغموض في اعطاء الاجوبة المقنعة ادى الى ظهور شكوك كثيرة بان الحادث بفعل فاعل وليس بسبب عوامل جوية مستندين في ذلك الى عودة الطائرتين الى القاعدة الجوية وعدم استقبال أي نداء اغاثة مع ابراج المراقبة الارضية او عدم وجود اتصال بين السرب والطائرة التي تقل الرئيس الذي من المفروض ان يكون قائد الطائرة التي تقل الرئيس هو قائد السرب وهو الموجه للطائرات الاخرى بل تم ترك الموضوع لتسريبات اعلامية مبهمة بان الطائرة هبطت اضطرارياً في مكان عجز 49 فريق بحث عن تحديده، اي ان هذا الاختفاء المفاجئ دعم فكرة ان الحادث كان بفعل فاعل خصوصا ان مكان الحادث كان على قرب من الحدود الاذربيجانية ويقال هناك قاعدة عسكرية اسرائيلية تبعد 60 كيلو متر عن مكان اقلاع الطائرات، لذلك أشار كثير من المحللين بأن اسرائيل لها يد في الحادث رداً على الضربات الصاروخية التي قامت بها ايران في الفترة الاخير ومعروف لدى إسرائيل باع طويل في اسلوب الانتقام والاغتيالات خصوصاً بعد تطوير استخدام الطائرات المسيرة التي يصعب فيها تحديد الفاعل وحتى لو تأكيد ان اسرائيل قامت بذلك فأن ايران بمثل هذة الظروف يصعب عليها اعلان ذلك لانه يصعب عليها الرد، لهذا السبب اسرائيل استغلت تلك الظروف حسب ترجيح كثير من المحللين وقامت بالانتقام بعدما اعتادت على اصطياد كثير من القادة والمسؤولين الايرانيين، مما يعني ان ما حدث لا يمكن اعتباره خلل في طائرة الرئيس وانما خلل في سلوك وايديولوجية النظام الايراني المستهجن ليس فقط على مستوى دول المنطقة .. لذلك يفترض بايران بعد هذا الزلزال الكارثي ان تصحو من الوهم الذي تعيشه وتعود الى رشدها خصوصا في التعايش مع دول المنطقة التي طالما كانت تصرفاتها العدوانية تشكل مصدر قلق لهم وهم اليوم قد ابدوا تعاطفهم مع الحادث من خلال ارسال برقيات التعزية او الاستعداد للمساعدة ومد يد العون .. فهل تدرك ايران استحالة البقاء دون التعايش مع الاخرين أم سوف تستمر في غلها وغطرستها وحقدها المستمد من عقد التاريخ.