استقبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى البيت الأبيض فى أول اجتماع بينهما منذ تولى ترامب منصبه، وهو لقاء قد يشكل ملامح السياسة تجاه الشرق الأوسط خلال الأعوام المقبلة.
ويتضمن جدول أعمال اللقاء عددا من قضايا المنطقة مثل الحرب فى سوريا، والملف النووى الإيراني، والصراع الإسرائيلى الفلسطيني، بما فى ذلك مسألة الاستيطان، وما إذا كان حل الدولتين أمرا واردا.
وذكر تقرير لوكالة أنباء «رويترز» أن نيتانياهو يعتبر هذا الاجتماع فرصة لإصلاح العلاقات مع واشنطن بعد فترة من التوترات مع الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى قد تناول مساء أمس الأول العشاء مع وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون قبل لقائه ترامب وقادة الكونجرس.
وفى غضون ذلك، أعلن مسئول بارز فى الإدارة الأمريكية أن واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فى موقف يتعارض مع الثوابت التاريخية للولايات المتحدة فى هذا الشأن.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسئول الذى طلب عدم الكشف عن اسمه قوله إن الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أى اتفاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بل ستدعم أى اتفاق يتوصل إليه الطرفان أيا يكن هذا الاتفاق.
وفى رد فعل فلسطينى على تلك التصريحات، أعربت الخارجية الفلسطينية عن أملها فى أن تكون التقارير الإخبارية التى تتردد بشأن عدم تمسك واشنطن بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى «غير صحيحة».
واعتبرت حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تصريحات المسئول الأمريكى تعبر عن سياسة «غير مسئولة» ولا تخدم قضية السلام.
وفى غضون ذلك، أكد الكاتب الأمريكى آرون ديفيد ميلر – فى مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»- أن فتورًا اعترى العلاقات بين إدارة الرئيس ترامب وإسرائيل بعد أن اتسمت بالدفء فى ظل وعود ترامب خلال فترة الانتخابات بالتساهل إزاء النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية وأخرى بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ورصد ميلر تصريحا أدلى به ترامب بدا فيه متخذا نفس منهج سابقيه من الرؤساء الأمريكيين، حيث قال إن المستوطنات «لا تساعد» عملية السلام، كما ألقى شكوكا على ما تعهد به فى حملته الانتخابية من نقل السفارة إلى القدس.
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء القطرية «قنا» أن وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى التقى فى واشنطن مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون.
وأوضحت أن الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية خاصة القضية الفلسطينية والأوضاع فى سوريا واليمن ومكافحة الإرهاب.
جاء ذلك قبل ساعات من توجه وزير الخارجية الأمريكى إلى مدينة بون الألمانية للمشاركة فى اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين هناك، وستكون تلك هى أول زيارة رسمية لتيلرسون منذ توليه منصبه. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن تيلرسون سيشارك فى الجلسات الخاصة باجتماعات مجموعة العشرين، وسيعقد اجتماعات ثنائية مع نظرائه من بريطانيا والسعودية وسلطنة عمان والإمارات لبحث قضايا المنطقة.
وفى موسكو، أكدت مصادر فى وزارة الخارجية الروسية أن سيرجى لافروف وزير الخارجية سيلتقى اليوم – الخميس – فى بون نظيره الأمريكى الجديد على هامش اجتماعات مجموعة العشرين لبحث عدد من القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى انتقدت فيه موسكو تصريحات شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض حول أن الرئيس ترامب ينتظر أن تتخذ الحكومة الروسية إجراءات تخفيف التوتر فى جنوب شرق أوكرانيا وإعادة شبه جزيرة القرم.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية «روسيا لن تتخلى عن أى جزء من أراضيها .. القرم جزء من أراضى الاتحاد الروسي».