بقلم احمد سلام
هل هي صفقة القرن التي سلمها مَنْ لا يملكها إلى مَنْ لا يستحقها، وصدق عليها مَنْ هو بلا كرامة.
أم أنها ليلة عقد قران عروس العرب على بني صهيون؟
إنَّ أول اسم ثابت لمدينة القدس هو أورشليم، وهي تعنى مدينة السلام، يوم أسسها الكنعانيون العموريون، القادمون من جزيرة العرب، في بداية العصر البرونزي، أي قبل خمسة آلاف عام.
والاعتراف بالقدسِ عاصمة لإسرائيل هو انتهاك للحقوق وانتهاك للكرامة العربية، والاعتداء على القدس هو اعتداء على مكة المكرمة والمدينة المنورة، فالقضية ليست مع أهل فلسطين فقط، بل هي جزء من إيمان وعقيدة كل مسلم وكل مسيحي، حيثُ أنَّ كنيسة القيامة بنيت داخل أسوار البلدة القديمة في القدس وتعتبر أقدم الكنائس المسيحية والأكثر أهمية، أما بالنسبة لليهود يوجد الحائط الغربي أو حائط المبكى الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان.
ولها في قلوب المسلمين جميعاً مكانة سامية، ففيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، لقد ربط الله سبحانه وتعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الآية الأولى من سورة الإسراء “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.”
وذلك حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين، ولا يفرط في واحد منهما، فإنه إذا فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر.
وجاءت الآن الحظة الحاسمة التي قرر فيها الظالم المتعجرف المختل “ترامب” بأن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل سفارتها إلى المدينة.
لم يكن قرارًا وهميًا، إنما هو غطاء لإسرائيل لاستهداف الأقصى، فالأنفاق التي تحت المسجد الأقصى تهدف لهدمه، وليس كما يزعمون البحث عن آثار تاريخية.
إن لم يشاهد ترامب غضب العرب في هذا القرار، سيهدم المسجد الأقصى وتهدم الكعبة المشرفة أيضاً.
وإن لم يغضب حكامُنا وملوكُنا كمثل خشيتهم من غضب أمريكا وإسرائيل فلن ينجو الأقصى.
الناشطون يكتبون والصحافة تكتب وتحتج بحروفٍ أشد قوة من الأعيرة النارية، والشعراء يعبرون بأقلامهم والمطربون تُغني بحزنٍ على الأقصى في العقود السابقة وهذا كل ما نستطيع فعله نثور بالدموع كالنساء.
أين أنتم يا قادتَنا من كل هذه النداءات، أين أنتم يا ساداتنا من كل هذا الكم من الظلم الذي يقع على الأرض العربية المقدسة، أين أنتم أيها الملوك، هل حالكم من حالنا؟ أم النخوة هربت من رجولتكم، أم تقولون للبيت ربٌ يحميه؟
فلولا خوفكم وصمتكم تجاه الجرائم في حق فلسطين وغيرها من بلادنا … لما تجرأت أمريكا وإسرائيل بالقيام بتلك الجرائم.
إن قرار ترامب سيؤدى إلى الغضب العارم وأفعال غير مسؤلة وعدم استقرار المنطقة، إن العرب حينما يغضبون لا يستشيرون أحدا ولا يتلقون أوامر من أحد، إن لم تسيطر عليهم قادتهم بيدٍ من حديد، فاحذر أيها ال “ترامب”، سيأتي صلاح الدين قريباً ويخرج من بين الأمة العربية ليحرر هذه الأرض العربية المقدسة، ولم يترك لكم أخضر ولا يابس، إن لم يفعلها حكامنا وقادتنا.