أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / دلتا جديدة فى الصحراء الغربية

دلتا جديدة فى الصحراء الغربية

تقرير خطير تم عرضه على الرئيس السيسى فى رمضان الماضى يؤكد أن وادى النيل ضاق بأهله، وأن الأراضى الزراعية بجميع محافظات الجمهورية نحو 8 ملايين فدان يتصارع على زراعتها 30 مليون فلاح، 25٪ منهم يعانى البطالة.. وأن الفجوة الغذائية بمصر تزداد بعد اقتراب سكانها من 100 مليون والأرض الزراعية كما هى، ولا تكفى لإنتاج نصف غذائنا.

فأصدر الرئيس السيسى تكليفًا رئاسيًا فى أغسطس الماضى بتوقيع بروتوكول تعاون بين جهاز الخدمة الوطنية وفريق علماء بهيئة الاستشعار عن بعد برئاسة د. علاء النهرى، النائب السابق للهيئة، مستشار الجهاز حاليًا لمشروعات الأمن الغذائى.. ولمدة 3 شهور يبحثون عن أراض تصلح للزراعة ومصادر مياهها بجميع صحراء مصر.

الفريق العلمى.. لديهم وثائق مؤكدة بأن الصحراء الغربية بها دلتا قديمة كان يصلها النيل وتشمل 16.5 مليون فدان قابلة للزراعة.. ولكن مضى 20 عامًا ولا يستطيع أى فريق علمى الوصول إليها بعمق أكثر من 200 كيلومتر.. وبالمصادفة الشهر الماضى الدكتور النهرى على طريق جديد اسمه «روض الفرج – الضبعة» تحت الإنشاء وممنوع المرور عليه.. اكتشف أنه فى عمق الصحراء الغربية التى يعجزون عن الوصول إليها.

على الفور حول فريقه البحثى إلى قلب الصحراء الغربية، وهناك اكتشفوا أيضاً أن الدلتا القديمة بمساحة 16.5 مليون فدان تحت أقدامهم، وبتحليل 25 بئر مياه استكشافية تبين أنها مياه النيل العذبة بنسبة ملوحة 400 جزء، وهى نفس نسبة مياه النيل التى نشر بها.. وكانت جميع أجهزة الدولة طوال عهد مبارك تؤكد أنه بالتحليل يثبت أن مياه الصحراء الغربية نسبة ملوحتها تزيد على 9 آلاف جزء ولا تصلح للحياة.  هذا الأسبوع صدرت تعليمات مشددة لرئيس الفريق د. النهرى أن يستعجل تقريره النهائى، ليقدمه لهم الشهر القادم بدلًا من مارس.. ويكون باللغات الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية.

د. النهرى يعلن على صفحات «الوفد» تفاصيل هذا التكليف الرئاسى.. واكتشافه الدلتا القديمة فى هذا الوقت العصيب لإنقاذ مصر وأهلها من سنوات عجاف، كما حدث معنا منذ 4500 سنة عندما أنقذنا الله بمعجزة النبى يوسف الصديق.

 

العالم د. علاء النهرى.. هو من كبار خبراء علم الأراضى وتحليل بياناتها بالأقمار الصناعية بالشرق الأوسط.. أكد لى.. إن ما حدث معه يعتبر شبه معجزة إلهية وأنه استمر طوال 3 شهور يبحث عن أراض ومياه بالصحراء فى عدة محافظات.. فلم يتوصلوا سوى لبضعة آلاف، منها عشرة آلاف فدان بمصادر مياه فى الفرافرة. وكاد وفريقه يصيبهم اليأس وإذا به يمر مصادفة بطريق محور الضبعة الجديد بالسيارة بداية فبراير الماضى.. ويكتشف أنه فى عمق أراضى الدلتا القديمة بالصحراء الغربية.. وأكد أن الوثائق عندهم كشفت بصور أحدث قمر رادارى ألمانى بأن هناك دلتا وأراضى ومياهاً بعمق الصحراء لمسافة 200 كيلو.. وأن الفرق البحثية لم تستطع الوصول إليها ولم يتمكنوا من تحليل مياهها إلا من حواف حدود الصحراء الغربية.

لذلك نقل فورًا جميع خبراء الفريق العلمى إلى قلب الصحراء الغربية ويكتشفون 16.5 مليون فدان، أثبتت تحاليلها الأولية أنها أراض زراعية بدون أى ملوحة أو جير.. وبتحليل 25 بئرًا استكشافيًة للمياه ثبت أن ملوحتها 400 جزء وبعمق يبدأ من 50 مترًا حتى 200 متر وأن هذه مياه نيل قديم يجرى تحت الصحراء الغربية يكفى لزراعة الدلتا القديمة بالصحراء لمدة المائة عام القادمة.

يكشف د. علاء النهرى تفاصيل هذا الكشف الكبير مؤكدًا أن النيل الحالى الذى نعيش على ضفافه هو نيل شاب عن  خمس عشرة ألف سنة.. قبله كان هناك نيل آخر فى مصر من منابع أخرى غير الحبشة.. وهى جبال البحر الأحمر ويشق طريقه من الصعيد وبلاد النوبة حتى الصحراء الغربية ويصب بمنخفض القطارة، الذى كان يتصل بالبحر المتوسط فى هذا العصر المسمى «البلايستوسين».

وأن الدراسات القديمة وأهمها للجيولوجى الإنجليزى «جون بول» التى نفذها عام 1939 وكان يشغل وظيفة مدير مديرية الصحارى بمصلحة المساحة الجيولوجية فى مصر أكدت هذا الكشف.. ولكن الوصول إلى عمق الصحراء الغربية لإقامة آبار استكشافية والعثور على الدلتا القديمة التى كونها النيل القديم كان شبه مستحيل بالنسبة للعلماء والباحثين.. وكانت الدراسات حتى السنوات الأخيرة نظرية ويصعب تطبيقها.. حتى انتهت بصور أقمار صناعية تؤكد أن هذه الدلتا القديمة تزيد على 16.5 مليون فدان.. ولكن يصعب الوصول إليها.

القمر الألمانى ساعدنا

ومنذ منتصف التسعينيات وحتى نهايتها، شارك علماء الاستشعار عن بعد فى مصر.. علماء من ألمانيا فى مشروع كبير باستخدام أحدث تكنولوجيا توصلوا لها وقتها، وهو القمر الرادارى SIR-C-SAR وبدراسة وتحليل الصور الرادارية اكتشفوا وجود مجارٍ مائية قديمة تحت الصحراء الغربية وخاصة بالقرب من منطقة «بير صفصف» استطاع القمر الألمانى الحديث وقتها اختراق سطح الأرض حتى عمر 20 متراً ليصل إلى هذا الكشف الخطير.

وقام علماء مصر وألمانيا بإيفاد بعثة علمية لاقتحام الصحراء الغربية.. واكتشفوا أن المياه تحت الصحراء من خلال الحفر العميق سموها رادار ريفر RADAR-RIVER يؤكد د. علاء النهرى أن كل هذا الكشف كان على حواف الصحراء الغربية.. ولا نستطيع الدخول لعمق الصحراء الغربية لكشف آبار مياه للزراعة. ولكن الدراسات توقفت على تأكيد وجود خزان جوفى عملاق تحت الصحراء الغربية.. وفوقه دلتا قديمة هى وديان مستوية قابلة للزراعة بمساحة تزيد على 16 مليون فدان، فيما يسمى بالدلتا القديمة وهى التى كانت تضم الغابات والزراعات منذ قبل عشرة آلاف سنة لأهل مصر بهذه المنطقة.

وأكد د. علاء النهرى أن الخزان الجوفى العملاق هو مياه متجمدة من نهر النيل الحالى ومجرى الدلتا القديمة وأن الدراسات أكدت أنه خزان متجدد يتم إمداده بالمياه العذبة من مصدرين: الأول الأمطار السنوية والمنهمرة حتى الآن ومنذ العصور القديمة وهذا يغذى الخزان من أعلى، أما التغذية التحتية للخزان، فتأتى من المجارى القديمة المدفونة تحت الرمال، وهى التى كشفتها الصور الرادارية بالقمر الألمانى منذ نهاية التسعينيات.

الدلتا القديمة تحت أقدامنا!

كشف د. النهرى، رئيس فريق العلماء المكلف بالبحث عن أراضى الصحراء التى تصلح للزراعة، أنه استمر طوال الخمس سنوات الأخيرة يبنى أبحاثه العلمية على أخذ ما توصلوا إليه من علماء ألمانيا.. خاصة منذ تفجرت مشاكل سد النهضة.. وظل كثيرًا يبحث عن وسيلة للوصول لعمق الصحراء الغربية بمسافة 200 كيلو متر ولكن هذا مستحيل.

إلى أن استطاع تحقيق هذا الحلم بالمرور على طريق «روض الفرج – الضبعة» تحت الإنشاء الذى تقيمه إحدى أهم مؤسسات الدولة.. وكأن هذا الطريق هو المعجزة الحقيقية التى أوصلت علماء مصر إلى عمق الصحراء.. ونكتشف الدلتا القديمة أصبحت الآن تحت أقدامنا بمساحة 16.5 مليون فدان.

وأكد أنه بعد كشف المياه العذبة النيلية من خلال 25 بئرًا استكشافية كان «المتعدين» على أراضى الدولة حفروها.. قام فريق العلماء الذى يتبعه بمسح كميتها وطبيعتها على مساحة (600 كيلومتر مربع) على طريق الضبعة.

يقدم حاليًا تقرير مفصل إلى مسئولى الدولة الذين كلفوه بالمهمة يطالب فيه بتوسيع نطاق البحث بين الصحراء وحفر آبار استكشافية على مسافة كل 50 كيلومترًا بالتوسع جهة الغرب لدراسة الخزان الجوفى العملاق من حيث «جيوموفولوجية» الخزان وامتداده وسعته.. مستندين على أن الدراسات المبدئية تؤكد اكتشاف مياهاً عذبة متجددة تكفى تمامًا لزراعة ما بين سبعة إلى عشرة ملايين فدان من مساحة الدلتا القديمة التى تزيد على 16.5 مليون فدان.

ويتساءل د. النهرى: هل يوجد عندنا فلاحون يكفون لزراعة هذه الأراضى؟

فرسان الصحراء.. وضيق الوادى

التقينا المزارعين فى وسط المزارع التى أقامها المغامرون ممن تعدوا على أراضى الدولة وقاموا بزراعة مئات الأفدنة على جانبى طريق الضبعة الجديد بالصحراء الغربية.. هؤلاء المزارعون الذين استعان بهم المغامرون هم «فرسان معجزة الصحراء الغربية» الحقيقيون، فرغم بساطتهم الفطرية هم خبراء الزراعة الأوائل فى العالم بالفطرة ورثوها عن أجدادنا الذين علموا حضارات العالم الزراعة منذ آلاف السنين.

عم أمين حافظ، من كفر الشيخ، قال إنه يزرع بأرض الصحراء الغربية عند أحد «المتعدين» وأنه بخبرة مزارع، 40 عامًا، يؤكد أن جميع أراضى الوادى بمحافظات مصر الحالية يستحيل أن تغطى أى إنتاج مما تنتج مزارع الصحراء الغربية أكد أنها أرض بكر عفية.. وجميع ما ينتجه يذهب للتصدير بالخارج.. من رمان وعنب وبرقوق وجوافة وبطاطس.. وضعف إنتاج أى فدان بالأراضى الطينية فى مصر.. وبلا أى تلوث، لأن مياه الآبار محفوظة من أى تلوث.. وأكد أنه أجير بألف وخمسمائة جنيه.. ولكنه لا يجد عملاً فى أراضى مصر، لأن العمالة زائدة عن الأراضى ويجلسون على المقاهى لأن أراضى مصر الزراعية ضاقت بأهلها ومزارعيها.. لذلك جاء يزرع الصحراء.. وسيرسل لزوجته وأولاده ليحضرهم لزراعة الصحراء.

وشاركه بيشوى جرجس وشقيقه إسحق، اللذان يستأجران أرضاً من أحد المعتدين بمزرعة دار السلام بالصحراء الغربية.. شاركوه نفس الرأى، مؤكدين ضيق الوادى بأهله، وأن العمالة الزراعية أصبحت فى طابور البطالة بالملايين بعد عودة العمال من ليبيا والعراق والخليج ومساحة أرض مصر 8 ملايين فدان بجميع المحافظات يتزاحم عليها الفلاحون لزراعتها.. نصفهم يعمل، والباقى عاطلون.. وينتظرون أى فرصة لزراعة الصحراء والعيش بها أهون من البطالة.

الكاوبوى المصرى!

نقيب الفلاحين فى مصر «رشدى عرنوطة»، أكد أن نقابته تضم 2 مليون فلاح وعدد فلاحى مصر بأسرهم نحو 30 مليون فلاح هم مزارعون خبراء وعمالة زراعية، وبالفعل ضاقت بهم الأراضى الزراعية فى مصر.. ونصفهم يعيشون فى بطالة حقيقية، لدرجة أنهم منذ 6 شهور تقدموا بطلبات لإلحاقهم بالعمل مزارعين بالسودان مع رجل أعمال مصرى يزرع هناك 50 ألف فدان.. وسيمنحهم هناك بيتاً و3 فدادين ملكية مقابل زراعة أراضيه بالسودان، ولكننا رفضنا بعد دراسة عرضه، لأنه يطالب الفلاحين بتسديد ثمن البيت و3 فدادين لكل فلاح بعد أن عرضها مجانًا لإغرائهم بالعمل الشاق بالسودان.

لذلك يؤكد نقيب الفلاحين أنه يعلم بمعجزة الصحراء الغربية وأراضيها منذ رمضان الماضى من خلال صديق له يدعى د. شريف شوقى، أستاذ زراعة بجامعة الإسكندرية، وأنه عنده ملف دراسة كامل يؤيد كل اكتشافات أعلن عنها د. علاء النهرى.. وأكد أن صديقه كلفه أمانة أن يقدم ملف هذه الدراسة إلى الرئيس السيسى أثناء دعوتهم للإفطار الرئاسى ولكن الظروف لن تسمح لذلك.. يتمنى أن تصل الرسالة له من كشف معجزة الصحراء.. ويعلن النقيب أن من وقتها وهو يشغل باله بتدبير فلاحين خبراء لزراعة 7 أو عشرة ملايين فدان بدلتا الصحراء الغربية هو يؤكد أن فلاحى مصر أذكياء وأنهم يريدون تملك أى أرض بالصحراء.. وسينحتون الصخر ويتحملون الصعاب لزراعتها.

يؤكد نقيب الفلاحين أن 30 مليون فلاح بالوادى بمحافظات مصر.. ضاق بهم الوادى ينتظرون تحقيق حلم تملك أرض زراعية بدلتا الصحراء الغربية المكتشفة، مؤكدًا أنهم لن يكفوا، وأن مصر ستحتاج إلى مثلهم على الأقل 30 مليون شاب مغامر بخبرة الفلاحين أو «الكاوبوى المصرى» لتحقيق حلم سيادة مصر الزراعية على العالم لو زرعنا ملايين الصحراء الغربية التى كشفها علماء مصر.

وننتظر رأى وزير الشباب فى هذه المعجزة.

استعجال التقرير النهائى بعدة لغات

وفى النهاية..  كشف د. علاء النهرى أن المسئولين بعد هذا الكشف الخطير طلبوا منه هذا الأسبوع إعداد تقريره النهائى ليكون فى غايته منتصف الشهر القادم بدلًا من المتفق عليه مسبقًا.

وكان فى شهر مارس.. مشددين أن تتم كتابة هذا التقرير النهائى باللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية.

وأكد د. علاء أنه لا يعلم سِّر ضغط مهمة التقرير النهائى خلال شهرين بدلًا من أربعة كما هو موقع بالبروتوكول والتكليف الرئاسى.

ولكنه سيعكف مع فريق الخبراء بالمعامل لتنفيذه وسيشمل تقريره تحليلاً كاملاً لأنواع تربة أراضى 16. 5 مليون فدان.. ونوعية الزراعة الملائمة.. وتأكيد تجدد المياه العذبة بالخزان الجوفى بالصحراء الغربية للخمسين عاماً القادمة على الأقل.

06a414c8f942df0f48bf156abf621b24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *