قوبل حفل تأبين إبراهيم رئيسي، الجلاد، الذي أقيم في الأمم المتحدة في 30 مايو بمقاعد فارغة وإدانة واسعة النطاق، مما أدى إلى عار مزدوج لنظام الملالي.
وشجب سيل من رسائل الاحتجاج من جميع أنحاء العالم هذا العمل المشين في أعقاب الإعلان عن تأبين الأمم المتحدة لسفاح مجزرة عام 1988 يوم الخميس. تجمع الإيرانيون الشرفاء والأحرار في الخارج أمام الأمم المتحدة، وعرضوا معرضاً لصور الشهداء الذين سقطوا، معبرين عن غضب الجمهور الإيراني العام وكراهيته لهذا الحدث المشين.
ورفع الإيرانيون الأحرار لافتات تصور 43 عاماً من جرائم النظام، وخاصة جرائم إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988، ورددوا شعارات مثل “عار! عار على هذا التواطؤ!” مرددين أصوات ملايين الإيرانيين وعائلات الشهداء الثكلى في شوارع نيويورك.
وعرض الإيرانيون في اليوم السابق في شوارع نيويورك وأمام الأمم المتحدة صوراً كبيرة لشهداء مجزرة عام 1988 ومشاهد لجرائم النظام مثبتة على الشاحنات، إلى جانب شعارات تدين قرار الأمم المتحدة المشين.
وبعث 45 من سفراء ومسؤولي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين، بمن فيهم كبار القضاة والخبراء، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بالتزامن مع الاحتجاجات الشديدة للمواطنين والاشمئزاز العالمي الواسع النطاق من التعازي المخزية وخطة الأمم المتحدة لتأبين إبراهيم رئيسي الجلاد، كرئيس لإيران. وعبروا فيها عن قلقهم العميق إزاء خطة الجمعية العامة في 30 مايو 2024 لتكريم إبراهيم رئيسي.
على مدى أربعة عقود، شارك رئيسي في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أو أشرف عليها، بما في ذلك حالات الاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء لآلاف السجناء السياسيين في ثمانينيات القرن العشرين. وكان عضواً رئيسياً في “لجان الموت” المسؤولة عن مذبحة 30000 سجين سياسي في عام 1988، مما أكسبه لقب “جزار طهران”. في السنوات الأخيرة، كرئيس للسلطة القضائية ولاحقاً كرئيس، أشرف على حملات قمع مميتة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، مما أسفر عن مقتل 1500 و700 شخص في انتفاضتي 2019 و2022 على التوالي. كما أشرف على المعاملة العنيفة مع النساء والفتيات في تحدٍ لقوانين الحجاب الإلزامي.
وأدان عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، براد شيرمان، تعازي الولايات المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي بالوقوف دقيقة صمت خلال جلسة استماع مع نائب وزير الخارجية في الأسبوع الماضي (22 مايو). قال شيرمان: “آمل أن تقترح على السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة الوقوف دقيقة صمت في الوقت المناسب في مجلس الأمن لعائلات أولئك الذين قتلوا على يد إبراهيم رئيسي. 30,000 منهم في عام 1988 و1,500 في نوفمبر الدامي من عام 2019، والعديد من الآخرين الذين وقعوا ضحية ليديه الملطخة بالدماء”.
وقاطعت الولايات المتحدة برنامج الأمم المتحدة لرئيسي في أعقاب تصاعد الاحتجاجات، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي قوله: “يجب على الأمم المتحدة أن تقف مع الشعب الإيراني، لا أن تحيي ذكرى مضطهديه على مدى العقود الماضية. لقد تورط رئيسي في العديد من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك المذبحة التي طالت الآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988”.
وأصدرت السيناتور كلير تشاندلر في صباح يوم الخميس، 30 أيار/مايو، بياناً أعربت فيه عن ارتياحها لمقاطعة المسؤولين الأمريكيين لحفل تأبين رئيسي، مؤكدة أن “العديد من الإيرانيين يعرفون رئيسي على أنه ‘جزار طهران’. يجب على أستراليا والدول ذات التفكير المماثل الوقوف إلى جانب الضحايا الأبرياء للنظام الإيراني خلال فترة ولاية رئيسي”.
وكتبت إيرين فيكتوريا ماسيمينو، المحامية الدولية لحقوق الإنسان والمقررة الخاصة للأمم المتحدة في المحكمة الجنائية العليا الأرجنتينية، في إشارة إلى فتوى الخميني بقتل جميع أعضاء منظمة مجاهدي خلق الصامدين قائلة: “في ذلك الوقت، قام رئيسي، كجزء من “لجنة الموت” مع ثلاثة من زملائه، باستجواب السجناء السياسيين بشكل منهجي، ولا سيما أولئك المنتسبين إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وأصدر أوامر التنفيذ في أقل من دقيقة. ولا يمكن تفسير المشاركة في تنظيم حدث لمثل هذا الفرد إلا على أنه عدم احترام جماعي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
ألحق غلیان دماء الشهداء وصيحات الاحتجاج من الإيرانيين، من شوارع إيران إلى مقر الأمم المتحدة، العار بمراسم تأبين جلاد مجزرة عام 1988 في الأمم المتحدة. وكان لهذا الحدث، الذي واجه مقاعد فارغة وإدانة واسعة النطاق، تأثير معاكس، حيث جلب عاراً مزدوجاً لنظام الملالي.