الحادثة الأولى : صباح يوم السبت المصادف 9 / شباط / 1963، المكان بغداد / وزارة الدفاع ، وقد أدلهم الخطب، وأشتد الوطيس، وجاء ضابط من حمايات الزعيم عبد الكريم قاسم يقول له: ” سيدي الزعيم، هناك من أتصل من السفارة السوفيتية وأخبرونا، بأنهم مستعدون للتدخل إذا طلب ذلك منهم الزعيم عبد الكريم قاسم “.
فما كان من الزعيم إلا أن نهره بشدة، وأسكته، قائلاً : ” لقد ناضل الشعب العراقي من أجل تصفية الوجود الأجنبي، ولن أدخلهم بنفسي، مهما كانت العواقب “.
هل كان الزعيم عبد الكريم قاسم، ديكتاتور أوحداً، نعم أرتكب الكثير جداً من الأخطاء تستحق إبعاده عن السلطة، … وهو بالإجمال لا يستحق منصباً رئاسياً .. نعم، هو كان كذلك … ولكنه كان شريفاً، ومسؤولاً,
الحادثة الثانية : معلومة … أقول معلومة وليست تحليل : جهة دولية لها اعتبارها، أوفدت مندوبا عنها للرئيس صدام حسين(أواسط التسعينات)، تبلغه أن (الولايات المتحدة) مستعدة إذا منحها العراق القاعدة الجوية في (H3 ) مقابل ذلك سترفع الحصار، والسماح للحكومة العراقية أن تستعيد السيطرة على اقليم كردستان، واستعادة العراق كافة حقوقه السيادية. فرفض الرئيس صدام حسين، وقال للمندوب الأجنبي : ” (H3 ) لنا، والعراق لنا، ولن نمنح قواعد عسكرية ناضل الشعب العراقي طويلاً من أجل تصفيتها “.
الفريق الركن عبد الكريم قاسم لم يكن ديمقراطياً، وبعض من سياسته الداخلية انتجت صراعات دموية، يريد الحكم بأي ثمن، ولكنه لا يبيع العراق كان مخلصاً للعراق. حتى يوم محنته.
الرئيس صدام حسين لم يكن ديمقراطياً، (لم يكن هناك حاكم ديمقراطي بالجوار ليحسده) ولكنه حين عرضت عليه قضية في مصلحة العراق، لم يضحي بالمصالح الوطنية لصالح نظامه كان قائداً مخلصا نزيها أميناً على العراق حتى اللحظة الأخيرة من عمره.
كلا القائدان، عارضناهما، اختلفنا معهما، وأخطئوا وأخطأنا … قل عنهما ما تشاء، ولكنهما كانا مخلصان للعراق، وذهب كل إلى ربه، نظيف اليد والجيب.