عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم اجتماعًا عاجلاً حضره كل من السيد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، و الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، اللواء خالد فوزى رئيس المخابرات العامة، وعدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة.
وقد وجه الرئيس السيسي عقب انتهاء الاجتماع كلمة إلى الشعب المصري استهلها بالإعراب عن خالص تعازيه إلى الشعب المصري في الشهداء الأبرياء الذين سقطوا ضحية الحادث الإرهابي الذي تعرض له عدد من المواطنين صباح اليوم على الطريق الصحراوي الغربي المتجه من محافظة بني سويف إلى محافظة المنيا.
وأكد الرئيس السيسي، أن هذا الحادث يهدف إلى النيل من تماسك الدولة والشعب المصري، مشيرًا إلى الجهود التي تبذل لضرب الاقتصاد الوطني والسلام الاجتماعي، وأن استراتيجية “داعش” لمواجهة مصر تعتمد على إحداث الفتنة والنيل من وحدة نسيج الشعب المصري عبر استهداف الأخوة الأقباط.
وأوضح، أن حادث اليوم الإرهابي يأتي فى إطار هذا الهدف، منوهًا إلى أن مهمة داعش فى سوريا قد انتهت منذ نحو 5 أشهر عقب تدميرها، وأن العديد من مقاتلي داعش الأجانب خرجوا من سوريا عقب انتهاء المعارك فى حلب وسعوا للتوجه إلى مناطق ودول أخرى مثل ليبيا وسيناء.
وأكد الرئيس السيسي أهمية الانتباه إلى هذه المخاطر جيدًا، مضيفًا أن سقوط النظام فى ليبيا وما تبع ذلك من تداعيات نتج عنه العديد من المخاطر والتهديدات على الأمن القومي المصري، وأن القوات المسلحة المصرية انتبهت لذلك وقامت بجهد كبير لتأمين وإحكام السيطرة على الحدود، لافتًا إلى أنه تم حتى الآن ضبط نحو 1000 سيارة دفع رباعي قادمة عبر الحدود من ليبيا، وأنه تم تدمير نحو 300 سيارة خلال الثلاثة شهور الأخيرة فقط.
وأشار الرئيس إلى الجهد الكبير المبذول لحماية أرض وشعب مصر، مؤكدًا على أن الحادث الإرهابي الذى تم اليوم لن يمر مرور الكرام، وأنه يتم حاليًا توجيه ضربة للمعسكرات التي يتم فيها تدريب الإرهابيين، ومشددًا على أن مصر لن تتردد أبدًا في توجيه الضربات ضد معسكرات الإرهاب التي يتم تدريب فيها عناصر للقيام بعمليات ضد مصر، وذلك فى أي مكان، سواء داخل مصر أو خارجها، بما يحفظ أمن مصر وشعبها.
وأكد أن مصر لا تتآمر ضد أحد ولا تعمل فى الخفاء، معربًا عن تطلعه لأن تصل هذه الرسالة إلى الجميع. وأشار سيادته إلى أن مصر أطلقت استراتيجية لمكافحة الإرهاب فى مصر والعالم خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة فى الرياض، وهي الاستراتيجية التي إذا ما طبقها المجتمع الدولي ستتم هزيمة الإرهاب، مشددًا على ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتمول التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمقاتلين أو توفر التدريب لهم، وذلك دون مجاملة أو مصالحة معهم.
ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الرئيس الأمريكي “ترامب”، مؤكدًا ثقته فيه وفي أن مكافحة الإرهاب تمثل أولوية له، ومشيرًا إلى قدرته على تحقيق ذلك بالتعاون مع كافة الدول المحبة للإنسانية والسلام. كما دعا سيادته المصريين إلى الحفاظ على تماسكهم والانتباه إلى الأخطار المحيطة، مؤكدًا أنه رغم ما نتعرض له من ألم وما ندفعه من ثمن غالٍ خلال محاربة الإرهاب، فإننا سننجح فى التغلب عليه وصون حريتنا ومنع سقوط مصر في يد الإرهاب أو أن تصبح قاعدة للراديكالية في العالم.
وأكد أن الشعب المصري سيظل متماسكًا وقادرًا على خوض الحرب ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم كله، مشيرًا إلى أهمية أن يتحد العالم في مواجهة الإرهاب، وأن يقوم مركز مكافحة الفكر المتطرف الذي تم تدشينه مؤخرًا فى الرياض بدوره في هذا المجال.
واختتم السيد الرئيس كلمته بالتأكيد على أن مصر لن تترد في توجيه ضربات أخرى ضد المعسكرات التي تتواجد فيها العناصر الإرهابية التي تهدد أمن مصر القومي، وسيتم مواجهتهم وملاحقتهم في كل مكان. كما دعا سيادته الأجهزة الأمنية لمواصلة جهودها الحثيثة لحماية أمن مصر وشعبها.