ضربة دبلوماسية جديدة تلقّاها نظام ولاية الفقيه، مع إعلان تأجيل المفاوضات بين طهران وواشنطن، وسط أزمة داخلية خانقة، وارتباك استراتيجي بات يفضح هشاشة النظام وافتقاده لأي رؤية للحل.
بحسب ما نقلته قناة “الميادين”، فإن مصادر إيرانية أرجعت السبب إلى “المواقف المتناقضة من جانب الإدارة الأمريكية”، و”محاولتها تغيير الإطار المتفق عليه مسبقاً”. غير أن هذا التبرير لا يصمد أمام واقع أكثر تعقيداً: النظام الإيراني هو من يناور، لا من يفاوض، وهو من يسعى إلى كسب الوقت، لا إلى حلّ الأزمة.
لقد انتهى زمن كسب الوقت. اللعبة انكشفت. خامنئي لا يريد مفاوضات، بل يريد أن يشتري مزيداً من الوقت للهروب من استحقاقات الداخل، واحتواء الغليان الشعبي المتصاعد، ومحاولة إعادة ترتيب أوراقه بعد خساراته الإقليمية المتلاحقة، خصوصاً في سوريا.
لكنّ سياسة التسويف والمماطلة لم تعد تجدي. التأجيلات المتكررة ليست علامة قوة، بل اعتراف ضمني بأن النظام عاجز عن اتخاذ قرار حاسم، وأنه يُفاوض تحت ضغط الانهيار لا من موقع المبادرة.
وفي خضم هذا المشهد المرتبك، تبرز مجدداً مواقف المقاومة الإيرانية التي طالما وجّهت خطاباً مباشراً إلى خامنئي:
“تفضّل، تعالَ إلى التفاوض… ولكن ليس مع الغرب، بل مع الشعب الإيراني. تعالَ إلى طاولة المحاسبة على جرائمك، لا إلى طاولة المساومة على مستقبل إيران.”
المقاومة كانت أول من كشف حقيقة هذه المفاوضات: ليست طريقاً لحل الأزمة، بل وسيلة لخداع الداخل وكسب الوقت، بينما الشعب يزداد فقراً، والاقتصاد ينهار، والثقة الدولية تتبخّر.
النظام في مأزق، وزمن المناورة انتهى. إما التغيير الجذري… أو الانهيار الكامل.