جرائم النظام الفارسي الصفوي الفاشي ضد شعبنا كثيرة ومتعددة على مدى تاريخ الاحتلال الفارسي، ان لم يكن قبله، ويتساوى في ذلك نظام شاهنشاه العنصري الفاشي أو نظام الملالي الطائفي الارهابي، فكلاهما شربوا من دماء شعبنا حتى الثمالة، ولكن تبرز من بين هذه الجرائم بعضها بارزة تحكي فصول الدم، وتتكلم ألسنة الضحايا الشهداء لتعلن الى الملأ جميعاً ان هذا النظام الملالي الدموي هو الاكثر تجسيدا للجريمة والابشع تصرفا للمجازر وممارسة الارهاب، وهو صاحب تخطيط واسع ومتعدد الوجوه والابعاد، من أجل أن يستنزف شعبنا الأحوازي : ارضا ومياها وثروات فوق الأرض وفي باطنها.
وتبدو مجزرة الاربعاء الأسود التي ارتكبها الملالي بقيادة الخميني المتوحش وأجهزته المجرمة الفاشية غداة صعودهم وصعوده الى سدة السلطة في العام 1979م متنكراً لكل الوعود التي أطلقها لشعبنا العربي الأحوازي قبيل وصوله لسدة الحكم في ايران، وذلك بغية دغدغة العواطف وشراء الذمم وخداع الناس، وكانت هذه المجزرة التي حدثت لثلاثة ايام متتالية، اي بتاريخ الاربعاء 29 ـ 30 ـ 31 مايو 1979م قد أسفرت عن اِستشهاد مئات المواطنين وألحقت بألوف الجرحى وبمئات المفقودين معالم غائرة على أجسادهم، اِضافة الى حملة اِعتقالات عشوائية ارتكبتها أجهزة احمد مدني الضابط الشاهنشاهي المعروف ومندوب الدجال خميني ومندوب محافظة الاحواز فضلا عن كونه وزيرا لعدوانه العسكري : الدفاع، ثم عنصرا في جهاز المخابرات الأمريكية ال(CIA)، كما أقدم المجرم المدعو خلخالي، يد خميني اليمنى، مئات المذابح عبر المحاكم العسكرية والصورية المباشرة ضد الوطنيين الأحوازيين في شوارع المحمّرة وعبادان والخفاجية .
ان تلك الجريمة التي كانت حروفها النازفة من الدماء العربية الاحوازية لهي تتويج لكل الجرائم الفارسية السابقة والتي وضعت بين شعبنا العربي الاحوازي، من جهة، وبين طغمة الاحتلال الفارسي سداً من الدم وبنيانا من الحقد الوطني والقومي المقدسيْن، وجعلت كل الحلول أو أنصاف الحلول مع هذا النظام المجرم ومع هذه الدولة الغازية، هي في غياهب العدم، والمراهنات على الأوهام وأضغاث الأحلام، وقد استمرت جرائمه بشكل متواتر حتى هذه اللحظة، ترفع من سقف جرائمه في تلك المجزرة او تنخفض عنها، ولكنها تتميز بالاستمرار والعدوان والاستهتار على كل الصعد، من جهة أخرى .
ان نضال شعبنا العربي الأحوازي ودروسه التاريخية المستخلصة تبين لنا بوضوح ان الاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير واستمرار مقاومة الاحتلال بكافة السبل والامكانيات هي الناظم الفكري والسقف السياسي والتوجه الوطني، ويعتبر ذلك هو محددات هذا الكفاح الوطني الاحوازي الباسل، ودون ذلك سيبقى شعبنا يدور في حلقة مفرغة يستطيع النظام الفارسي الصفوي استثمار كل الثغرات التي تصادفه من اجل كسر عزيمة شعبنا خاسئا حتما.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز