الناظر الى خارطة العالم لايجد بقعة في العالم تعج بالفوضى والصراع والاضطراب والقتل والخراب الذي خلف الملايين من القتلى والجرحى المهجرين خاجيا وداخليت كما هو حال الوطن العربية ففي:
سوريا ومنذ عام٢٠١١ حرب و صراعات اقليمية ودولية خارجية لها قوات عسكرية مسلحة تدير الصراع فيها ومليشيات ايرانية وعراقية ولبنانية وداعش والقاعدة تهيمن عليها و تتقاسم غنائمها وتنتشر فيها الفوضى ليس لسوريا وشعبها اية فائدة ومصلحة ..
وفي لبنان مايقارب النصف قرن تتجاذب ايران والقوى العالمية الصراع ففيها مليشيات حزب الله وفصائل المقامة الفلسطينية والقوى المسلحة المسيحبة ودور اسرائيل في التاثيرفيها.
والعراق الذي يعاني منذ الاحتلال 2003من مظاهر ازدواجية في كيانه السياسي الذي تلعب ايران وواشنطن واسرائيل دورها الاكبر في ظهور قوى تتحكم في مصيرة فعشرات المليشيات الموالية لايران وبقايا داعش والحشد المحاصصه الطائفية والعرقية التي تتصارع وتلغي دور الحكومة او تضعفه حسب مصالحها وموارده المالية وثروته الكبيرة اصبحت نهبا للفاسدين الذين جاء بهم الاحتلال منذ2003.
وفلسطين لازال فيهاشريان الدم والقتل يمارس ضد شعبها الصامد منذ 75سنه ولازالت أ س ر ا ئ ي تخوض حربا لابتلاع كل فلسطين ومنذ ثلاثة اشهر تتعرض غزة الى خراب ودمار للحرث والنسل دون ان تتوقف لعدم وجود قوة تسطيع ان توقف هذا العدوان الذي ارتكبتفيه ابشع الجرائم الانسانية.
اما جنوب الوطن ففي اليمن صراع مرير قسمه الى جزئين جزء الجنوب مقر الحكومة الشرعيه في عدن تدعمه السعودية ودول اخرى من مجلس التعاون الخليجي وجزء شمالي تهيمن عليه مليشيات الحوثي وبدعم مطلق من النظام الايراني اضافة الى مليشيات القاعدة وداعش ورغم مرور سنوات عدة الا ان جميع محاولات وقف اطلاق النار واحلال السلام لم تنجح وعادت صنعاء كما وصفها الشاعر عبد البرذوني (عاصمة عاشقاه السل والجرب)..
وفي الصومال مليشيات القاعدة وداعش وعصابات عاثت فيه خرابا و دماراًمنذ سنوات طويله .
وفي السودان انشطر جزءًه الغني بالنفط والذي يشكل ثلثه باساس ديني وبدعم اوربي .
واليوم تدور صراعات بين عصابات ومليشيات في دار فور والحكومة المركزية ثم تطور الى صراع بين الجيش السوداني وتلك المليشيات الي تحولت بقرار غبي الى قوات قتالية رسمية سميت بقوات التدخل السريع بقياده ( حميدتي ) حولت السودان الى ساحة حرب مدمرة وهيئت لتقسيم جديد للسودان تلعب فيه جهات عربية واجنبيةدورا في تاجيج الحرب .
وفي ليبيا قامت جهات اجنبية وعربية باسقاط النظام السياسي فادخلت لبيا في صراع عنيف لازال مستعرا منذ سنوات قسم البلد الى نصفين تشارك فية قوتين عسكريتين نظاميتين وقوات اجنبية ومليشيات متعدده الولاءات السياسية التبعية للاجنبي.
وحاولت لازالت قوى اجنبية دولية واقليمية التامر على مصر وخاض الجيش المصري وقواته الامنية سنوات لمواجهة المليشيات والعصابات الارهابية المدعومة من الخارج التي حولت سيناء والجانب الغربي المحادد لليبيا الى ساحة قتال لسنوات حتى تمكنت مصر من دحرها واليوم تواجه مصر تهديدا لاقتصادها يهدف الى زعزعت استقرارها اصافة الى الاثار الخطيرة التي تواجه اليوم مصر جراء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائلي على غزه .
وتتعرض تونس بعد اسقاط نظام بن علي في ربيع بائس ولحد اليوم الى صراع بين قوى سياسية وحزبية ونقابية ومليشيات متشدده خلفت ولازالت تدميرا لاقتصادها وافقارا لشعبها يهدد مستقبلها .
واخيرا صراع يخبو يشتد بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية منذ انسحاب اسبانيا منها.
هذه صورة وطننا العربي الحالية تضرب الفوضى مستقبله عقد الاوضاع فية وهجر الملايين من ابنائه الى خارج الوطن العربي اوداخله لم تستطع الجامعة العربية ولا النظام الرسمي ولا المنظمة الدولية او المبادرات الدولية والاقليمية معالجته لانها جزء من اللاعبين الرئيسين في هذه الاحداث.
ونهبت وبددت ثرواته وافقرت ابنائه .
وغاب دور الاحزاب والقوى السياسية والشعبية عن التاثير بل غيب دوراجيال الشباب الجديدة .
الذي عاجزا ومخدرا عن التاثير واصبحنا نرى شعوبا اوربية واجنبية ومنظمات مدنية في الخارج فعالياتها وتصديها لمايحرى في وطننا العربي وخير مثال العدوان على غزه.
ان مايجري هو تطبيق لنظرية مااسمي (باافوضى الخلاقة) التي تسعى لتقسيم المقسم في الوطن العربي وتفتيته. الى كيانات متصارعةذط…..
أ.د مزهر الدوري - سفير سابق
