أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / المعركة لم تبدأ بعد

المعركة لم تبدأ بعد

بقلم : طلال بركات

كثير من المراقين اكدوا ان ما يحصل على جبهة لبنان وغزة طراطيش كلام وان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد قياساً للخطر الحقيقي الذي يهدد اسرائيل، بمعنى ليس حزب الله ولا حماس يشكلون خطر وجودي على اسرائيل وانما الخطر الاكبر هو القنبلة النووية الإيرانية التي اقتربت ايران من الوصول إلى إنتاجها حسب تسريبات جهات فنية مختصة.

وهناك من يتسائل لماذا تُركت ايران لتصل إلى هذة المرحلة المتقدمة من الوصول إلى صناعة القنبلة النووية .. هذا الموضوع يتعلق بالمشروع السياسي الغربي – الأمريكي – الاسرائيلي في المنطقة لانه عادةً تلك المشاريع الاستراتيجة تستمر على مدى عقود ويتخللها متغيرات حسب المستجدات والظروف مع بقاء الثوابت الرئيسية في ذلك المشروع، فكانت امريكا ومن معها بحاجة إلى ايران لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الحيوية خصوصاً بعد ازاحة الشاة الذي اصبح اكسباير وكان البديل الإسلام السياسي وهو المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة الذي برز وفق الصفقات التي تمت في باريس من وراء الابواب المغلقة لاستبدال شاة ايران بنظام الملالي وتناوب الادوار بحلة جديدة تحت عباءة ما يسمى برجال الدين.

وخير دليل على قطف ثمار هذة الاتفاقات اطلاق عنان ايران على الارض ليكون لها دور مرسوم في العالم العربي والاسلامي لتغير الثوابت الوطنية في الخارطة السياسية من اجل إضعاف وابتزاز الدول العربية، إلى ان عُبّد لها الطريق في احتلال أربعة عواصم عربية، لكن طموح ايران جعلها تتجاوز الحدود المرسومة لها وتطاولت على دول المنطقة الحليفة لأمريكا، وانحيازها إلى روسيا في حرب أوكرانيا، وأيضاً اتبعت أسلوب المراوغة والكذب والخداع فيما يتعلق بالمشروع النووي، فضلاً عن تخطي المسموح في تخصب اليورانيوم للوصول إلى القنبلة النووية مما شكل ذلك قلق كبير للغرب وبالأخص اسرائيل التي باتت لا تأمن غدر ايران.

لذلك اتفق جميع الأطراف على استحالة السماح لايران في إنتاج القنبلة النووية لهذا تقرر إيقاف المشروع النووي الإيراني عسكرياً بعد فشل جميع المفاوضات وتعهدت اسرائيل بذلك بالرغم من اعتراض بايدن على على ضرب المنشآت النووية في ايران، لهذا أشار كثير من المحليين ان المعركة الحقيقية ليست غزة وحزب الله وانما ارادت اسرائيل ان تحمي ظهرها من خلال تكسير اذرع ايران في غزة ولبنان وبعدها سوف تبدء المعركة الحقيقية مع ايران لان الهدف هو إنهاء المشروع النووي الايراني الذي بات يشكل الخطر الأكبر على وجود اسرائيل.

لذلك قامت ايران بضربة استباقية تحت غطاء الثأر لمقتل هنية وحسن نصر الله لتطلق على اسرائيل 200 صاروخ كرسالة تحذيرية لتقول ان بإمكان صواريخ ايران الوصول إلى تل ابيب. لكن الغريب في الأمر لم نألف في العلم العسكري او الحروب في الميدان ان يخبر الطرف المهاجم بتوقيت الهجوم مثلما أخبرت ايران للمرة الثانية امريكا عبر وسطاء ومن خلالها اسرائيل بموعد وحجم وأهداف الضربات الصاروخية .. باضافة إلى ماهو معروف عند تقيم أي ضربة عسكرية يقاس الفشل والنجاح بحجم الخسائر التي يتكبدها الطرف الثاني يعني الأمور تقاس بخواتمها، وايران ضربت اسرائيل بحدود 200 صاروخ.

والسؤال ماذا تمخضت تلك الضربة من أضرار لكي تعادل مقتل اثنان من اشهر القياديين في محور المقاومة كما يقال، أي يفترض ان يكون رأس رئيس الأركان الاسرائيلي مقابل مقتل أسماعيل هنية، ويفترض ان يكون وزير الدفاع الاسرائيلي او حتى نتنياهو مقابل رأس حسن نصر الله او تدمير مراكز حساسة قد تسبب خلل في قدرات اسرائيل العسكرية او الاقتصادية، ولكن ما تمخض عن الضربة الإيرانية مقتل شخص واحد وتبين في النهاية انه فلسطيني

عني كثير من ردد ان ما حصل ضربة اتفاق لرد ماء الوجه بواسطة الوسيط الأمريكي، وهذا ما يؤكد ان ايران لا تريد انتقام حقيقي بقدر ما هي مضطرة من اجل الحفاظ على هيبتها وسمعتها بين اتباعها لاستمرار ثقتهم في قدراتها لكي تناور بهم في معارك خارج أراضيها بعيداً عن مواقع المنشآت النووية، ولكن على ما يبدو أنها اخطأت في تقدير رد فعل اسرائيل التي يمكنها استغلال هجوم ايران الصاروخي مبرر لرد مزلزل خصوصاً فيما يتعلق بمشروعها النووي

وفي القادم من الأيام سوف ينجلي الضباب عن حقيقة الصراع الذي يدور بين الطرفين والذي استمرّ اكثر من أربعين عاماً على الهواء ولنرى في الساعات القادمة ما سيحصل على الارض وان الصبح ليس ببعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *