يتعرض الإنسان المعاصر إلى ضغوط نفسية واجتماعية هائلة نتيجة كم المعلومات والحوادث التى تصل إلى مساحه وعيه ومساحة لا وعيه.
ونستطيع القول : أن الإنسان المعاصر رغم ما يتمتع به من عطاءات علمية وتكنولوجية وترفيهية هو أتعس جيل من أجيال بنى آدم عبر تاريخ البشرية ، لأسباب كثيرة لعل من أبرزها :
افتقاده الأمان والخصوصية !! وانتشار الصراع الذى تحول إلى توحش
ولقد تنبأ نبينا وحبيبنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحال فقال :
“العبادة فى الهرج ( كثرة القتل ) كهجرة إلىّ”
وقال :
“تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا ، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا ، لا يَعرِفُ مَعروفًا ، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا ، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه.
يعنى سترى فى حياتك خائناً يحدثك عن الوفاء ! ، وكذوباً يحدثك عن الصدق ، وفاسداً ينصحك بالصلاح ، ومن ظلمك يهددك بأنه سيدعو عليك !
وأصحاب الفهلوة يتكسبون ويتمكنون اكثر من أصحاب الولاء لله وللوطن ؟
وضمير العالم الغربى رضى بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء والأطفال ، ومنح العدو المزيد من الدعم ليقتل أكثر ؟!
إذا وجدت الصورة مقلوبة فلا تفتتن وتنجرف مع التيار ؟!
لكن تمسك أكثر بضميرك وأخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذى قال عن أحبابه الصامدين على القيم. ” للمتمسك فيهم أجر خمسين منكم ( من الصحابة الكرام ) قيل بل منهم ؟ قال : لا . بل منكم ، لأنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون عليه أعوانا.
لكن المتمسكين بالمبادىء فى هذا الجو المربك ؟! يعانون ؟!
إنهم يتعرضون لأكبر موجة ضغوط فى التاريخ ، ويتبادر للذهن عدة أسئلة ؟
إلى متى أظل صامداً ؟ وهل هناك حد للصبر ؟
لقد ذكر القرإن الكريم مقولة الأنبياء والأولياء عندما زلزلتهم الأحداث الجسام فقالوا. متى نصر الله ؟
قال تعالى ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214). سورة البقرة
يعنى مهمتك أن تتحقق بتطبيق أسباب النصر !
والتى منها الانتصار على اليأس فى داخلك ! مع الصبر الجميل وحسن الظن بالله أنه ناصرك حتماً ، والتفاؤل حتى وسط الظلام !!
لأنك إذا انتصرت على اليأس فى داخلك فلن يهزمك شيء مهما كان قوته حتى وإن كنت فى الشدائد الحالكة.
أما توقيت النصر فهو وفق إرادة الله الذى قال لنا ” والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ”
والله أعلم
#إن_الله_معنا
الشيخ أحمد تركى