كلمة “السحت” في القرآن الكريم تشير إلى المال الحرام أو الكسب غير المشروع. وهي ترد في عدة مواضع، منها:
1. في سورة المائدة، الآية 42: *”سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِن حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”*
2. في سورة المائدة، الآية 62: *”وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”*
بالإضافة إلى الآيات التي ذكرتها، وردت كلمة “السحت” في سورة البقرة، الآية 188، حيث يقول الله تعالى: *”وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)”*.
هنا، يشير السحت إلى المال الذي يُكتسب بطرق غير مشروعة أو بطريقة غير عادلة. فالسحت هو ما يكسبه الإنسان بغير حق، مثل الرشوة أو الغش أو الظلم، وهذا النوع من المال محرم في الإسلام، ويجب على المسلم تجنبه والابتعاد عنه.
*السحت في القرآن الكريم*
اذن فان “السحت” هو مصطلح قرآني يشير إلى المال الذي يُكتسب بطرق غير مشروعة أو بوسائل غير قانونية. وإن تناول هذا الموضوع في القرآن الكريم يعكس أهمية الحفاظ على النزاهة والعدل في التعاملات المالية.
1. *تعريف السحت:*
– السحت هو المال الحرام أو المكسب غير المشروع. يشمل ذلك ألوانًا من الكسب الذي يتعارض مع القيم الأخلاقية والشرعية، مثل الرشوة، الغش، السرقة، وأي نوع من أنواع الاستغلال غير العادل.
2. *الذكر في القرآن الكريم:*
– *وردت كلمة السحت في سورة المائدة، الآية 42:* “سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۚ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۗ وَإِن حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
– في هذه الآية، يشير القرآن إلى الأفراد الذين يتسمعون للكذب ويأكلون السحت، ويشدد على ضرورة العدل في الأحكام والابتعاد عن القوانين التي تقبل المال الحرام.
– *كما وردت في سورة المائدة، الآية 62:* “وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
– هنا، يُذكر السحت كمثال على الأنشطة الخاطئة التي يرتكبها الناس في مسارهم نحو الإثم والعدوان. ويُعتبر أكل السحت من أسوأ الأعمال التي يعاقب عليها الإسلام.
3. *أهمية تجنب السحت:*
– يُعتبر السحت من الأمور التي تضر بالنظام الاجتماعي والاقتصادي، حيث أنه يؤدي إلى الظلم وعدم الاستقامة. في الإسلام، تجنب السحت يتماشى مع تحقيق العدالة والشفافية في التعاملات المالية، ويُشدد على أن المال الحلال هو أساس البركة والنجاح.
4. *العواقب:*
– تُبنى العواقب على مبدأ أن السحت يجلب العقوبات في الدنيا والآخرة. فالمال الحرام يسبب توترًا في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وقد يؤدي إلى التسبب في عواقب سلبية للفرد والمجتمع.
5. *التوجيه القرآني:*
– يوجه القرآن الكريم إلى الالتزام بالعدل والشفافية في الكسب، والعمل على تنقية المال من أي شبهة حرام. ينصح المسلمون باتباع القوانين الشرعية في جمع المال وتجنب أي مصدر يُحتمل أن يكون مشكوكًا فيه.
*آثار السحت على المجتمع*
المال الحرام أو السحت له آثار سلبية عديدة على الفرد والمجتمع، وقد حذر القرآن الكريم منه لما يحمله من أضرار اقتصادية واجتماعية وأخلاقية. فيما يلي أهم الآثار التي يسببها السحت على المجتمع:
1. *التفكك الاجتماعي:*
– يؤدي المال الحرام إلى زيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء، مما يسبب احتقانًا اجتماعيًا وعدم استقرار. يزيد السحت من الشعور بالظلم والحرمان بين أفراد المجتمع، مما قد يؤدي إلى العنف والاضطرابات.
2. *تآكل الثقة:*
– يُضعف السحت الثقة بين الأفراد والمؤسسات. عندما يتعامل الناس بالمال الحرام، يصبح من الصعب بناء علاقات تجارية واجتماعية قائمة على النزاهة والثقة. وهذا يؤدي إلى تدهور القيم الأخلاقية وانتشار الفساد.
3. *ضعف الاقتصاد:*
– يضر السحت بالاقتصاد بشكل كبير، حيث يؤدي إلى تقويض الأسس العادلة للنشاط الاقتصادي. فالفساد المالي والرشوة تضعف الاستثمارات وتقلل من فرص العمل، مما يؤدي إلى تدهور النمو الاقتصادي وزيادة البطالة.
4. *انهيار القيم الأخلاقية:*
– يؤدي انتشار السحت إلى تدهور القيم الأخلاقية في المجتمع. عندما يصبح المال الحرام مقبولًا أو معتادًا، يفقد الناس القيم الأساسية مثل الصدق والأمانة والنزاهة. يصبح الاحتيال والغش سلوكيات مقبولة، مما يفسد العلاقات بين الأفراد.
5. *التأثير على النظام القانوني:*
– يعطل السحت النظام القانوني ويضعف هيبة القانون. عندما يُستخدم المال الحرام للتأثير على القضاء أو شراء الذمم، يفقد الناس ثقتهم في العدالة ويصبح القانون غير فعال في تحقيق العدالة والمساواة.
6. *التأثير الروحي والنفسي:*
– يؤثر السحت سلبًا على الروحانية والنفسية للأفراد. يؤدي التعامل بالمال الحرام إلى القلق والتوتر، حيث يشعر الفرد بالذنب وعدم الراحة. كما يُضعف الإيمان ويُبعد الفرد عن القيم الدينية والأخلاقية.
7. *تفاقم المشاكل الاجتماعية:*
– يزيد السحت من المشاكل الاجتماعية مثل الجريمة والعنف. عندما يصبح الكسب غير المشروع وسيلة للحصول على المال، يزداد معدل الجرائم مثل السرقة والاحتيال.
*خاتمة:*
إن السحت له آثار مدمرة على المجتمع بأسره. الحفاظ على النزاهة المالية والابتعاد عن المال الحرام هو أمر ضروري لتحقيق مجتمع مستقر وعادل، حيث تُحترم القيم الأخلاقية ويُعمل بالقوانين بصدق وعدالة. إن الالتزام بالتعاليم الدينية والأخلاقية في المعاملات المالية يساهم في بناء مجتمع قوي ومستدام.وإن تجنب السحت والتزام الحلال من القيم الأساسية في الإسلام، ويعكس ذلك التزام المؤمنين بالعدالة والتقوى في جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك المعاملات المالية.
الكاتب والباحث والمستشار الاعلامي د. رضوان عبد الله
