في عام 2016، كان هناك العديد من العمليات العسكرية الكبيرة التي ساهمت في تعزيز مواقف الجيش السوري، ونذكر هنا نتائج الحرب في سوريا على مدى العام. العملية العسكرية في اللاذقية: بدأت العملية في آخر شهرين من عام 2015 (نوفمبر-ديسمبر)، ولكنها انتهت في فبراير عام 2016.
واستطاعت القوات السورية أن تسيطر على الحدود السورية-التركية، وكانت غالبية الإرهابيين هناك من شمال القوقاز وآسيا الوسطى والإيغور. والعديد من القادة هناك قاتلوا ضد القوات الاتحادية الروسية في الشيشان وداغستان، ولذلك فإن العملية الروسية هناك كانت مسألة شرف.
جرت عملية تحرير تدمر في شهر مارس عام 2016، وكانت تدمر في ذلك الوقت، قد فقدت قيمتها الاستراتيجية، لكنها حافظت على قيمتها الحضارية. وقامت القوات الروسية بعملية تحرير تدمر ومن ثم عملية إزالة الألغام، من أجل منع تدمير كل الآثار التراثية هناك. وهنا نذكر أيضا العمل البطولي الذي قام به العسكري الروسي، ألكسندر بروخورينكو، الملازم الأول لقوات العمليات الخاصة، الذي استدعى النيران تجاهه بعد أن كشف الإرهابيون عن مكان وجوده وطوقوه.
فيما أصبحت عملية تحرير حلب من أهم العمليات في هذا العام. تمكن الإرهابيون في أربع سنوات من تحويل الأحياء الشرقية من مدينة حلب لشبكة محصنة، حيث أقاموا دولة شرعية. وكان لديهم أكثر من 100 ألف رهينة من المدنيين.
وقام الجيش السوري أولا بتطويق المدينة وثانيا أوقف هجوم المسلحين ولم يسمح لهم بكسر الحصار، وبعد ذلك نظف المدينة وأنقذ المدنيين في غضون أسبوعين. للأسف استطاع أكثر من 4 آلاف مسلح، معظمهم من إرهابيي “النصرة” الهروب من المدينة ومعهم أسلحة ورهائن، بسبب سياسة وضغط الغرب. ومع ذلك، فإن أكبر مدينة بعد دمشق في سوريا، قد تحررت. وقد تكبد الإرهابيون خسائر فادحة في الأشخاص والعتاد، أما الجيش السوري فقد أطلق سراح القوات في حلب، لتنفيذ العمليات التالية، ووعد بأن يكون في العام القادم انتصارات أكثر.
يستعيد أهم أرث ديني في حلب الآن تجري عمليات في الرقة وإدلب ودير الزور، وتدمر التي استطاع المسلحون من السيطرة عليها في نهاية العام الجاري. ويستعد العسكريون لمعارك جديدة ولانتصارات أخرى في العام القادم.