أكد السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن القمة العربية الثامنة والعشرين ستعقد فى العاصمة الأردنية عمان فى ٢٩ مارس المقبل، وأن الأردن ملتزم بصورة كاملة باستضافتها، وقد بدأت بالفعل الاتصالات والاستعدادات الخاصة بعقدها مع الأمانة العامة للجامعة، واشار إلى أن وفدا أردنيا بحث هذه الترتيبات مؤخرا مع الأمانة العامة، والتى سيزور وفد منها عمان الأسبوع المقبل لمواصلة البحث فى استعدادات هذه القمة، وتوقع أن يكون التمثيل العربى فى هذه القمة كثيفا وعالى المستوى.
وأوضح زكى فى لقاء مع الصحفيين المعتمدين بالجامعة هو الأول من نوعه منذ توليه منصبه فى يوليو الماضى بحضور الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث باسم الأمين العام، أن قمة عمان تكتسب أهمية خاصة، فى ظل ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات والحاجة الشديدة لتأكيد التضامن والتفاهم العربى فى المرحلة الراهنة. وقال: إنه بغض النظر عن الترتيبات اللوجستية، فإنه يجرى التباحث مع الجانب الأردنى حول أهم الملفات المطروحة على القمة، ومضمون بيان عمان الذى سيصدر عنها تمهيدا لمناقشتها مع الدول الأعضاء وإقرارها قبل انعقاد القمة.
وردا على سؤال حول انعكاسات الخلافات العربية على أداء الجامعة، أقر السفير زكى بأن وجود اختلافات بين الدول العربية أمر قائم وليس جديدا، مشيرا إلى أن الوضع الحالى ليس هو الوضع الأمثل والمأمول، معربا عن أمله أن يتم فى المستقبل القريب الوصول لدرجة أفضل من التفاهمات العربية، خاصة فيما يتعلق بالأزمات الكبيرة التى تواجهها المنطقة، وشدد على أنه لا توجد خلافات جوهرية حول مهددات الأمن القومى العربى، وإن كانت هناك بعض الاختلافات حول وجهات النظر فى كيفية التعامل معها.
وردا على سؤال حول مشاركة الجامعة العربية فى مؤتمر باريس للسلام المقرر عقده منتصف يناير الحالى ، كشف السفير زكى عن تلقى الجامعة دعوة للمشاركة فى المؤتمر، ومساهمتها بفاعلية فى الاتصالات الجارية بشأن إعداد البيان الختامى الذى سيصدر عنه، مشددا على أهمية هذا المؤتمر الذى ستشارك فيه ٧٠ دولة من دول العالم التى تبدى اهتماما أكبر بالشرق الأوسط والموضوع الفلسطينى الإسرائيلى. ولفت إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو إعادة التأكيد على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية ، وأن أى أصوات تطالب بإلغاء هذا الحل وإعادة النظر فيه لاتحظى بإجماع دولى، وستتعرض للعزلة.
وفيما يتعلق بتطورات الأزمة السورية، وصفها بأنها تنطوى على تعقيدات، وأنها أزمة مركبة لها خلفيات كبيرة، وتشابكات دولية وإقليمية، وقال: إن الجامعة العربية باعتبارها المنظمة الإقليمية التى تنتمى إليها سوريا تتوق لكى تلعب دورا فى تحقيق السلام، غير أن الوضع فى سوريا أصبح بمرور الوقت فى غاية التعقيد والتشابك على نحو لايسمح لأى طرف لمجرد امتلاكه الرغبة فى ذلك بالمساهمة والدخول على الخط وتقديم ما لديه، واوضح أن قرار الجامعة العربية يتشكل من مجموعة إرادات أعضائها، والأمانة العامة لا تملك الاستقلالية فى الحركة، والأمين العام يلتزم التزاما شبه حرفى بمقررات اجتماعات الدول، واكد أن دور الجامعة مرهون بتوافق الدول الأعضاء، ودعا إلى توصل هذه الدول إلى تفاهمات بشأن سوريا، وقال : إن هذا أمر لم يحدث حتى هذه اللحظة، معربا عن أمله فى أن يتم التوصل لوضع يمكن من المساهمة فى تسوية هذه الأزمة.
وحول رؤية الجامعة للإدارة الأمريكية الجديدة بعد تسلمها السلطة فى العشرين من الشهر الحالى، قال السفير زكى: لا نريد أن نستبق الأمور لكن المؤشرات ليست جيدة.