أخبار عاجلة
الرئيسية / الجاليات / الأزمة السورية فى عيون خبراء المهجر بباريس

الأزمة السورية فى عيون خبراء المهجر بباريس

مع مستجدات الأحداث على الساحة السورية اهتم المراقبون بفرنسا بالنقاش والتحليل لما آلت إليه الأمور فى سوريا باعتبارها المحطة الاخيرة المخطط لها التقسيم على خريطة الشرق الأوسط الجديد.

وبعد ان قلب التدخل الروسى الموازين وضرب بعرض الحائط جميع التحديات العالمية، بما سببه من تقويض لمخططات رسمتها دول بعينها كان من الضرورى التعرف عن قرب عما يثار من لغط شديد حول الوضع الراهن, وذلك من خلال استطلاع آراء بعض المثقفين السوريين، وفى هذا الشأن كان لقاء مع الكاتب والناشر ‫على المرعبى المقيم بفرنسا منذ عقود,  والدكتور نبيل صالح الإعلامى السورى المقيم فى باريس منذ 35 عاما.‬ وفيما يلى نص الحديث والبداية كانت مع المرعبي..

ما رأيك فى المستجدات الراهنة على الساحة السورية بعد التدخل الروسي؟‬

‫لا بد لى فى البداية من تأكيد أن الوضع فى سوريا تصاعد مع الحراك السلمى إلى الثورة المسلحة نتيجة عوامل وتدخلات إقليمية ودولية، فالتدخلات الإقليمية وخاصة من إيران أدت إلى تفاقم وتعقيد الوضع الداخلى فى سوريا، كما أن المعارضة الوطنية السورية لم تستطع أن تتوحد مما فتح المجال لبروز التنظيمات المتطرفة مثل داعش.‬ اما التدخل الروسى كما أعتقد ـ ليس من أجل دعم النظام السورى كما يتوهم الكثيرون، بل من أجل مصالح روسيا الاستراتيجية فى المنطقة،خاصة أنها لم تعد تمتلك أى قواعد عسكرية بحرية سوى تلك التى فى سوريا (قاعدتى اللاذقية وطرطوس) وكلنا نعرف أن المياه الدافئة ضرورة ملحة لروسيا، وطالما أن النظام السورى أعطى موافقة مطلقة لروسيا فى قواعدها، فإن روسيا تحركت لدعم النظام من أجل مصالحها لاغير.‬

هل تعتقد أن الأزمة السورية انتهت بتحرير حلب؟‬

‫من غير الجائز تصوير الأمر بمثل هذا الشكل،ولا يمكن وصف حدوث تقدم ميدانى للنظام وحلفائه وتحت غطاء كثيف من آلاف الغارات الجوية، بإنه تحرير لحلب. ‬

‫حلب مدينة كبيرة والسيطرة على بعض الأحياء لا يعنى السيطرة عليها، كما نعرف أنه فى حرب الشوارع والمدن، فإن المتغيرات قد تأخذ فترات طويلة تمتد شهورا وسنوات.‬ إن ما يوصف بتحرير حلب هو نصر إعلامى أكثر مما هو واقعى وفعلي، وحصل نتيجة التدخل العسكرى الروسى الواسع, خاصة الغارات الجوية،ويمكن القول ان الأهم هو التقدم الميدانى الفعلي، وأن تراجع المعارضة السورية من بعض أحياء حلب لا يمكن وصفه بأنه انتصار للنظام وحلفائه،لأن المتغيرات متعددة.

‬ما رأيك فى الموقف الأمريكي؟‬

‫الولايات المتحدة وضعت منذ عدة عقود خطة واضحة ومعلنة بالتوجه لتشكيل ما سموه «الشرق الأوسط الجديد»، وتيار المحافظين الجدد الذى وصل للسلطة مع جورج بوش الأب، لم يخف أهدافه ضد الدول العربية. وهؤلاء رأوا أن اتفاقية سايكس ـ بيكو قد تجاوزها الزمن. وأطلقوا خيارات متعددة لتحقيق أهدافهم من خلال الفوضى الخلاقة. والادارات الامريكية المتعاقبة منذ زمن ريجان تحدثت عن إعادة تقسيم الدول العربية إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية.‬

‫من هنا يمكن فهم استهداف امريكا للقوى الوطنية والقومية العربية، لتترك المجال لبروز الحركات الدينية والطائفية والمذهبية الموغلة بالتعصب ورفض الآخر.‬

‫ هل تعتقد أن هناك خلطا بين المعارضة وأتباع تنظيم داعش؟‬

‫طبعاً هناك خلط مدروس ومتقن. وهناك محاولة لتصوير المعارضة السورية على أنها داعش أو النصرة، وهذا غير صحيح بالمطلق، التحرك الشعبى السورى بدأ سلمياً، ثم تم قمع التظاهرات السلمية الإصلاحية، ثم برز الجيش السورى الحر كحركة عسكرية فى هذه المرحلة برزت داعش والنصرة من لا شئ، كان لهم دور مدروس، لمصادرة دور قوى المعارضة السورية والجيش السورى الحر.

ما هى توقعاتك للفترة المقبلة؟‬

‫حسبما أري، لن تكون هناك أى حلول فى سوريا، لأن المطلوب تفتيت المجتمع السورى داخلياً. فالمعارضة السورية غير موحدة ميدانياً داخل سوريا و خارجها سياسياً، وهناك الدور المشبوه لداعش.‬إذا ما نظرنا إلى سوريا كمثلث له هذه الأضلاع الثلاثة تتأكد استحالة أى حل لا عسكريا ولا سياسيا ضمن المدى المنظور.‬ كما أن ما أعلن عنه من اتفاق روسى تركى ايرانى لوقف إطلاق النار فى سوريا لن يتحقق ولن يكتب له النجاح. وهذا الاتفاق إن تم تنفيذه، فإنه يحمل فى رحمه بداية تقسيم سوريا من خلال التقسيم الميدانى لوقف إطلاق النار، كما أن غياب النظام الرسمى العربى وضعفه وخوفه من الآتي، فتح المجال أكثر للتدخلات الإقليمية كإيران وتركيا وإسرائيل، التى تسعى للسيطرة على الدول العربية وثرواتها لتتحول إلى محميات تابعة لها. المطلوب، كما أعتقد، صحوة عربية شاملة لأن مخاطر ما يجرى الآن ستكون له آثار كارثية لعقود طويلة.

أما الدكتور نبيل صالح الإعلامى السورى المقيم بباريس منذ ٣٥ عاما-تقريبا- فيرى أن التدخل الروسى فى سوريا جاء بسبب التهديد الذى يمثله هؤلاء الارهابيون ومعظمهم من المسلمين المتشددين والارهابيين الشيشان الذين يشكلون مخاطر كبيرة على روسيا التى تتخوف من عودتهم للبلاد, وقيامهم بأعمال ارهابية كما هو الحال مع الارهابيين الفرنسيين والبريطانيين الذين يعودون باعتداءات ارهابية على بلادهم. ويقول صالح ان هذا ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين مرارا فى خطاباته.

كما ان هناك علاقات استراتيجية قديمة واتفاقيات دفاعية مع سوريا, بالاضافة الى ان لروسيا مصالح فى المنطقة, فكما نعلم لروسيا قاعدة بحرية للإصلاح والتمويل فى مدينة طرطوس. ومن اجل ذلك طلبت السلطات السورية من روسيا ان تقيم جسرا جويا لمساعدتها فى القضاء على الارهاب. إن روسيا اكتشفت ان الهدف من التحالف الغربى والولايات المتحدة الامريكية ليس ضرب الإرهاب فى سوريا او المنطقة بل إسقاط كل الدول المناوئة لإسرائيل وتقسيم سوريا مستعينا بهذه المجموعات التكفيرية المسلحة كأدوات لهذا المشروع تطبيقا لمبدأ الفوضى البناءة. والولايات المتحدة دعمت هذه التنظيمات المسلحة كأدوات لتنفيذ استراتيجيتها وأهدافها الطامحة لتقسيم سوريا، لذلك قامت روسيا والصين بالدخول المباشر كلاعب رئيسى فى الأزمة السورية, ولذلك نلاحظ انه لتغطية هذا الوجود طلبت الحكومة السورية الدعم الجوى الروسى لمجابهة هذا المشروع.

 

2017-636191257830070817-7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *