أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / احتدام الصراع حول نقل السفارة الأمريكية للقدس

احتدام الصراع حول نقل السفارة الأمريكية للقدس

أيام قليلة تفصلنا عن يوم 20 يناير موعد تسلم ترامب لمهامه الرئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد انطلقت التحضيرات فى إسرائيل بتصريحات كبار المسئولين التى تتكىء على وعد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس،

مما اضطر الجانب الفلسطينى إلى الإعلان عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذا القرار كان اشدها ما اعلنه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، بسحب الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والسلطة الذى تم فى اوسلو بين عرفات واسحاق رابين عام 1993.
ليس خافيا عن العالم أجمع انحياز الولايات المتحدة الدائم والكامل وغير المشروط إلى دولة الإحتلال الإسرائيلى، بإعلان رئاسى حرص كل رئيس أمريكى على ترديده وتكراره «مسئولون عن أمن إسرائيل» ومع 42 «فيتو» استخدمتها الإدارة الأمريكية لمصلحة إسرائيل، ظلت الولايات المتحدة باقية كراعى لملف المفاوضات وحل الدولتين، ولتخفيف حدة الإنحياز توصلت الأطراف الى تركيبة الرباعية الدولية التى تضم الى جانب الولايات المتحدة روسيا والإتحاد الاوروبى والأمم المتحدة، ولكن الرباعية كيان سياسى لايملك آلية التنفيذ خصوصا مع التعنت الإسرائيلى لكل التفاهمات والمواثيق والقانون الدولى، ودوما تكون الإنتخابات الأمريكية ساحة للمنافسة فى حب إسرائيل ويتبارى المرشحان فى اثبات الولاء لدولة الإحتلال وتمضى السنوات الأربع الأولى دون ان تمس إسرائيل بأية ضغوط ترقبا لفترة الرئاسة الثانية وقد حدث مع كلينتون وبوش الإبن واوباما الذى تصادم بإستفزازات نيتانياهو ومؤامراته ولم يستطع الرد أو المواجهة سوى فى اخر إسبوعين، بالإمتناع عن التصويت ضد إدانة الإستيطان دون استخدام الفيتو.

ورغم الكثير من التوقعات الدبلوماسية أشارت الى أن القرار لن يتم تنفيذه في المستقبل القريب خاصة مع بداية مرحلة جديدة، والقضايا الداخلية التي تعهد ترامب بحلها والبدء بعملية اصلاحات داخل للولايات المتحدة، وتقارير إعلامية فى التليفزيون الإسرائيلى ترجح ان تنفيذ وعد ترامب لن يكون خلال الفترة الاولى لرئاسته، الا ان التخوفات الفلسطينية مشروعة خصوصا يقابلها تصريحات عنصرية من إسرائيل.
وحسب تقارير إعلامية فقد بعث الرئيس الفلسطينى برسالة إلى ترامب ابدى فيها قلقه الكبير وخشيته من نقل السفارة الأمريكية للقدس، واصفا الخطوة بأنها ستقوض جهود السلام المبذولة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلى وتنذر بدخول المنطقة في دوامة عنف جديدة، كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله مؤسسات المجتمع الدولي بالوقوف في وجه تلويح الإدارة الأمريكية الجديدة بنقل سفارتها إلى القدس، محذرا من انفجار الاوضاع الامنية في المنطقة برمتها في حال نفذت أمريكا هذه الخطوة، مشيرا إلى ضرورة الضغط على إسرائيل للالتزام بقرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان، وأبدى مسئولون في السلطة الفلسطينية، خشيتهم من تدهور الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال نفذت الادارة الأمريكية الجديدة وعدها بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، لأن ذلك يعني نهاية حل الدولتين وانتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كليا امام المفاوضات.

وكان اشد الإحتجاجات الفلسطينية ما قاله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، إنه إذا تم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس فسنعيد النظر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وسننفذ خطوات احتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي، ونحن نتحدث عن إجراءات وليس تهديديات، وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله: أنه عندما قامت منظمة التحرير بتبادل رسائل الاعتراف بدولة إسرائيل عام 1993 بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحاق رابين، كانت مدينة القدس قضية خارج حدود دولة إسرائيل، وقضية تفاوضية منصوص عليها باتفاق أوسلو، وأوضح أن الادعاء بأن نقل السفارة سيتم للقدس الغربية وليس للشرقية هو ادعاء غير مقبول، لأن إسرائيل تعتبر أن القدس هي مدينة موحدة ومضمومة، وتم التفاوض مع إسرائيل على القدس وكل قرارات الضم سابقا وكانت إسرائيل مستعدة لإعادة النظر فيها، لذا فإن نقل السفارة الأمريكية للقدس يؤكد حقائق غير صحيحة على الأرض، فالقدس ليست عاصمة لإسرائيل وليست جزءا من دولتها فهي أراض محتلة عام 1967، وإذا تم نقل السفارة للقدس فهذا يعني نهاية حل الدولتين ونهاية أي مسار مستقبلي تفاوضي وهو نقيض لموقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وعلى الجانب الإسرائيلى يتواصل التصعيد والممارسات المنهجية الإقصائية التى تتبعها حكومة نيتانياهو مستندة ومراهنة على قدوم ترامب حيث أكدت وزيرة القضاء الإسرائيلية أييليت شاكيد، مواصلة البناء الاستيطاني في مدينة الخليل، والقدس، وسائر أنحاء الضفة الغربية، بعد دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، زاعمة أن «مدينة الخليل يهودية من الناحية التاريخية، والقضائية»، وقالت شاكيد من حزب «البيت اليهودي» إن «إبراهيم الخليل قام بشراء الحرم الإبراهيمي بوثيقة بيع هي الأولى من نوعها في العالم»، وادعت أن المستوطنين الذين يستوطنون الخليل اليوم هم أبناء هذا المكان، وعادوا إلى بيت آبائهم وأمهاتهم «على حد زعمها».
وامام هذا الاحتدام يأتى المخرج من ترامب نفسه وحسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن السفير الأمريكي الجديد ديفيد فريدمان، الذي سيبدأ مهام عمله مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مهام إدارة البيت الأبيض، معني بمزاولة مهامه من مدينة القدس، غير أن اتصالات تجرى للخروج من مأزق نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ظل المناشدات الفلسطينية بعدم القيام بذلك وما قد يترتب على هذا الاجراء من تداعيات، وافضت هذه المشاورات الى ان يكون مكان عمل السفير الأمريكي الجديد في مقر القنصلية الأمريكية الموجود في جوار حي «جبل المكبر» في القدس الشرقية المحتلة، وفي حال تحقق ذلك، فإن السفارة الامريكية في تل ابيب ستبقى مكانها بينما يقيم السفير الأمريكي في جبل المكبر في القدس حيث مقر القنصلية الامريكية، برفقة فريق عمل مختصر.
وأعرب السفير الأمريكي الجديد الذي يملك شخصيا ثلاث شقق في القدس، عن رغبته في الاقامة والعمل في مدينة القدس بينما يرى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بهذا انه اوفى بوعده الانتخابي
وفي الوقت نفسه يتجنب اثارة الاضطراب سواء لدى الفلسطينيين او العالم العربي، ونقلت مصادر اعلام عبرية عن مسئول إسرائيلي كان شاهدا على طرح حل انتقال السفير الأمريكي مع طاقمه للعمل من القدس بينما تبقى السفارة في تل أبيب، وكشف موظفو إحدى شركات البناء في القدس التي تملك شققا سكنية للبيع في موقع مجاور لمقر القنصلية الامريكية في القدس الشرقية، انها تلقت اتصالات من مسئول في القنصلية الامريكية ابدى اهتمامه بعدد الشقق المتبقية للبيع لدى الشركة في هذا الحى.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *