عبر جان مارك أيرولت وزير الخارجية الفرنسى عن قناعته بأن اقتراح الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون استفزازا وله عواقب خطيرة ، وحث كافة الأطراف على الانضمام إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل لحل لقضية الشرق الأوسط يضمن إقامة دولتين.
وأقر وزير الخارجية الفرنسى فى الوقت نفسه بأن حل الدولتين «مهدّد» وأن الإسرائيليين والفلسطينيين بعيدون عن التوصل لموقف مشترك ،إلا أنه أكد على الحاجة الملحة لإقناع جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفا :»لا يوجد وقت لنضيّعه».
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها وزير الخارجية الفرنسي، خلال افتتاح المؤتمر الدولى للسلام فى الشرق الأوسط بباريس بمشاركة ٧٠ دولة ومنظمة من بينهما مصر والجامعة العربية
وأكد إيرولت، أن هناك ثلاثة أهداف من مؤتمر باريس الدولى لعملية السلام، وهى إعادة التأكيد وبقوة أن حل الدولتين هو الوحيد القادر على تلبية تطلعات وضمان حقوق الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي. وأضاف أن الهدف الثانى هو تأكيد استعداد المجتمع الدولى للمساهمة بشكل ملموس لهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين الجانبين بتقديم عدد من التحفيزات الملموسة. وشدد على أن الهدف الثالث يتمثل فى رسم مسارات عمل فى المرحلة القادمة ولمواصلة التعبئة الضرورية وفتح أفق سياسي.
وأشاد وزير الخارجية الفرنسى بالجهود الحثيثة لمصر والولايات المتحدة والرباعية الدولية، وذلك فى إطار التزامهم منذ فترة طويلة من أجل تهيئة الأجواء لإقامة حوار بين طرفى النزاع، لافتا الى أن مؤتمر باريس يتزامن مع الذكرى الـ ٢٥ لمؤتمر مدريد، واشار إلى تفهمه أن يكون هناك بعض التحفظات حيال المؤتمر وكذلك بعض الشكوك حول انعقاده فى هذا التوقيت بالتحديد، إلا أن الوضع على الأرض يظهر أنه لا يوجد وقت لإضاعته.
وفى السياق ذاته , أجرى وزير الخارجية سامح شكري، أمس بباريس، سلسلة من اللقاءات الجانبية مع نظرائه من الجزائر والكويت والنرويج وإيرلندا ، وتم خلالها استعراض الأفكار المطروحة إقليميًا ودوليًا بشأن تفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، وكذلك النتائج المرجوة من مؤتمر باريس ومقترحات التحرك الهادفة للتوصل إلى رؤية مشتركة للخطوات المطلوب اتخاذها لدعم القضية الفلسطينية، وكيفية تحريك عملية السلام. كما تناولت اللقاءات أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جهته، شدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية خلال مشاركته فى المؤتمرعلى ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية فى ضوء القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية فى هذا الصدد استنادا لكون القضية الفلسطينية هى القضية المركزية للأمة العربية وأهمية العمل على تأمين حصول الشعب الفلسطينى على كافة حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
على صعيد آخر، عقد عدد من الفصائل الفلسطينية فى موسكو اجتماعا أمس برعاية وزارة الخارجية الروسية، وقال قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن الاجتماع سيسعى للاستفادة من الاجماع الوطنى الذى خرج به مؤتمر بيروت لتوحيد الصف الفلسطينى والعمل على عقد مجلس وطنى جديد.وأشار عبد الكريم – فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية – إلى الدور البارز الذى يمكن أن تلعبه روسيا فى حل القضية الفلسطينية، خاصة مع تنامى دورها فى المنطقة.