أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / أبعاد المشروع الاسرائيلي في المنطقة بعد حرب غزة بقلم : طلال بركات

أبعاد المشروع الاسرائيلي في المنطقة بعد حرب غزة بقلم : طلال بركات

بعد انتظار طويل من التهديدات والجعجعة الإعلامية والمناوشات العسكرية انتهى عرض الألعاب النارية في سماء اسرائيل ولبنان .. يعني انتقم حزب الله لمقتل فؤاد شكر وفق مشهد صوري بات مكشوف اكثر من المناوشات السابقة بعدما أطلق حزب الله اكثر من 340 صاروخ وعدد من المسيرات التي لم تسفر مقتل سوى جندي واحد للرد على اغتيال فؤاد شكر ومن ثم إبلاغ الطرفين مواطنيهم بالعودة إلى منازلهم بعدما عبر كل طرف عن ارتياحه بما حصل في حالة غير مسبوقة وفق المفاهيم العسكرية .. بمعنى السؤال هل اثرت ضربات حزب الله على القدرات العسكرية لاسرائيل وحققت رد ماء الوجه .. وبالقابل هل اثر الرد الاستباقي الاسرائيلي على قدرات حزب الله .. أم ان ما حصل مسرحية كسابقتها من المناوشات التي عززت مفهوم الالتزام بقواعد الاشتباك .. نعم انتهى فصل مهم من المسرحية بعد الإعلان عن (العملية انتهت)، والفصل القادم سيكون التركيز على مفاوضات الهدنة في القاهرة، وهي لعبة أخرى تحيكها اسرائيل بالتعاون مع امريكا من خلال المماطلة في المفاوضات وتلك استرتيجية واضحة لاسرائيل لأنها لا تريد انهاء الحرب الا بعد تحقيق أهدافها وفرض شروطها بينما المفاوض الفلسطيني والعربي استراتيجيتهم لا تعدو حلم وقف إطلاق نار دائم وهذا لم يتم التوصل اليه لان اسرائيل تريدها هدنة لكي تتمكن من تجديد القتال متى ما تشاء، مما يعني استراتيجية اسرائيل السعي لحرب مفتوحة وصولاً إلى ايران لان هدف نتنياهو جر امريكا إلى هذة الحرب شائت ام أبت وهنا يكمن سر الخلاف بينه وبين بايدن الذي يعتبر الوقت غير مناسب لانشغال الجميع في الانتخابات المصيرية التي باتت على الأبواب وان الإدارة الامريكية في حالة قلق من توجهات نتنياهو المصر على تدمير المشروع النووي الإيراني عسكرياً بعدما تأكد من عجز الموقف الأمريكي من الوصول إلى تحجيمه سياسياً .. بمعنى إذا تمكنت اسرائيل من جر الولايات المتحدة إلى الحل العسكري، فأنه سوف يتم ضرب عرض الحائط كل التفاهمات السياسية التي تمت في الغرف المظلمة مع ايران طيلة العقود التي مضت، أي سيدخل الشرق الأوسط في مرحلة سياسية جديدة تنقلب فيها كل الموازين وهذا ما تسعى اليه اسرائيل بعدما سأمت من انبطاح امريكا لايران، وبذلك سوف تتمكن من تحقيق فرض سلام على دول المنطقة بالشكل الذي تريده .. مما يعني ان لاسرائيل مشروع متكامل لتغيير اوضاع المنطقة وفق شرق اوسط جديد بعدما استغلت مغامرة حماس التي لم يبقى لها الا البحث عن وقف إطلاق نار دائم بعدما تخلى عنها الحلفاء وبات مشروع الرد الخماسي في خبر كان مثلما رفع موضوع تحرير القدس وعودة فلسطين من قاموس قادة الممانعة والمقاومة .. ولم يبقى إلا الانبطاح والتنازل من اجل الحفاظ على المنشأة النووية الإيرانية من التدمير الذي بات هدف رئيسي لايران وليذهب جميع اتباعها إلى الجحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *