أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / ومضات الذاكرة : التفاوض مع امريكا وليس مع النغول 7.. فلاش باك /:2005

ومضات الذاكرة : التفاوض مع امريكا وليس مع النغول 7.. فلاش باك /:2005

 بقلم: صلاح المختار

 

في شهر كانون الثاني / نوفمير من عام 2005 كنت قد سافرت الى القاهرة للعلاج من  مرض ألم بي وقتها عندما كنت في اليمن الحبيب ، ورافقني ابني اوس اليها، وبعد فترة وكنت على وشك انهاء الفحوصات نشر خبر عن عقد مؤتمر للمصالحة في العراق بين القوى التي نصبها الاحتلال حاكمة في العراق وبعض العناصر والكتل الوطنية وبمبادرة من الجامعة العربية ،وكان الخبر قد نشر قبل فترة، واخبرني به الاستاذ وليد الزبيدي صديقي القديم واحد العناصر الوطنية ذات الموقف المشرف من الغزو ، وهو حي يرزق اطال الله عمره، في مكالمة هاتفية استلمتها وانا في صنعاء وقبل المغادرة للقاهرة اخبرني فيها انه سيسافر الى القاهرة مع الدكتور حارث الضاري رحمه الله والذي كان احد اهم الشخصيات الوطنية المناهضة للاحتلال لحضور مؤتمر المصالحة ، وقتها نصحته بان لايذهب ويحضر المؤتمر ورجوته ان يبلغ تحياتي للدكتور الضاري ويخبره برأيي ، وهو انه لافائدة من اللقاء مع من نصبهم الاحتلال اتباعا له فهؤلاء اختاروا بأنفسهم العمالة لامريكا او ايران ، والعميل لايمكنه التراجع حتى لو اراد ، كما ان امريكا التي تحتل العراق وهي صاحبة القرار فيه لن تقبل بأقل من دعم الاحتلال عبر توسيع نطاق من يشاركون في العملية السياسية ،فالمؤتمر بهذا الاطار الصارم هو محاولة لجر اطراف وطنية للانخراط في العملية السياسية وبالتالي حرقها ، لان ازمة العراق ليست ازمة تشكيل وزاري بل كارثة احتلال ولا حل لها الا بأسقاط العملية السياسية برمتها كمقدمة لابد منها لطرد الاحتلال بالنضال المتواصل حتى النصر.

 وافقني الاستاذ وليد ولكنه قال :لنحاول فلربما توجد فرصة ، وسافرت الى القاهرة وبعد ان علمت ان المؤتمر سيعقد بعد بضعة ايام قررت المغادرة فورا وباول طائرة متوفرة لتجنب ربط وجودي في القاهرة مع انعقاد المؤتمر ،وفعلا غادرتها قبل انعقاده الى صنعاء. وعقب ذلك ثبت من خلال وقائع المؤتمر التي شاهدت جانبا منها عبر شاشات التلفزيون بان حضوره كان لعبة امريكية نفذتها الجامعة العربية لتوريط قوى وطنية في مصافحة الخونة وجواسيس الاحتلال .وكانت نتيجتها الفشل الذريع .

 عقب ذلك نشرت صحيفة الواشنطن تايمز الامريكية يوم 21/11/2005 مقابلة معي حول مؤتمر القاهرة،فيما يلي نصها :

صلاح المختار للواشنطن تايمز :البعث يرفض الحوار مع العملاء

بقلم بول مارتن وماريا سيدريل

رفض حزب البعث بزعامة الرئيس المخلوع صدام حسين ليلة امس اي شكل من اشكال المفاوضات مع الزعامة العراقية الجديدة ،رافضا بازدراء غصن الزيتون الذي حمله جلال الطالباني في مؤتمر كبير في القاهرة ، وعلى اية حال فان اثنين من مسؤولي الحزب ، في مقابلتين لم يسبق لهما مثيل ، عبرا عن استعداد البعث ،ضمن شروط صارمة ، للتفاوض مع الولايات المتحدة حول خروجها السريع من العراق .وفي بيان رسمي للحزب نشر في موقع موال للبعث ( المقصود شبكة البصرة المجاهدة صوت المقاومة والبعث) ،رفض الحزب مؤتمر القاهرة ، الذي صمم لعقد مصالحة بين الفئات العراقية المختلفة ،ووصفه بانه فاشل .وقال ان اللقاء يعقد تحت رعاية الجامعة العربية ،بدفع من الولايات المتحدة الامريكية لتشجيع الانقسام الطائفي ،وتعزيز تقاسم نفس المغانم ولكن بواسطة توابع مختلفين .ورفض  (بيان الحزب) الحوار مع القادة العراقيين عبر عنه بصراحة اكبر من قبل ناشط بعثي مقيم في احدى دول الخليج، فلقد قال صلاح المختار، السفير السابق في الهند وكوريا الشمالية ،انه يرفض لقاء الزعماء العراقيين في القاهرة ووصفهم كخونة وجواسيس .

وقال : ان حزب البعث لن يحاور هؤلاء ابدا، لكن الحزب مستعد، ضمن شروط معينة ، للدخول في مفاوضات مع القوى الحقيقية في العراق وهي امريكا وبريطانيا .وعبر عن نفس الموقف خلال لقاء شخصي في صحراء العراق الغربية في الاسبوع الماضي ،بين مراسل صحيفة الواشنطن تايمز وضابط من حزب البعث، والذي قبل ان يعرف فقط بصفته العقيد أ .م احمد . وقال الضابط ، الذي يتحدث بانكليزية ممتازة ،بانه خدم في مكتب وزير صدام لهيئة التصنيع العسكري ،واظهر السجل الرسمي للنظام بانه كان السكرتير الاول في المكتب.قال : كلا ، كلا ، كلا للمفاوضات مع عناصر النظام العميل. قال احمد ذلك عبر تلفون خلوي من العراق : نحن مستعدون للتفاوض فقط مع الناس الذين يسيطرون على العراق ،وهم الامريكيون .

وقال (جلال) الطالباني انه مستعد للتفاوض مع اولئك الذين يمارسون العنف ضد حكومته .وقال : اذا اراد اولئك الذين يصفون انفسهم المقاومة العراقية الاتصال معي فسوف ارحب بهم .انا لن ارفض اي عراقي يريد ان يقابلني .ولكن بالطبع هذا لا يعني انني اقبل ما يقوله .هذا ما قاله الطالباني في القاهرة للصحفيين .حتى الان  يرفض الزعماء العراقيون تشجيع الحوار مع من يوصفون بان (ايديهم ملطخة بالدماء) وهي جملة استخدمت من قبل رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري حينما اجريت معه مقابلة مع التايمز منذ شهور. وقال الطالباني انه لم تحصل اي اتصالات مع اولئك الذين يصفهم البعض بالمقاومة .انتهت المقابلة.

 تعليقي:  هذا هو موقفنا الثابت منذ بداية الاحتلال وحتى هذه اللحظةالتاريخية : النضال بلا هوادة ضد رأس الاحتلال وليس ذيوله، والاحتلال الان ايراني-امريكي،وفي ترتيب البعث للاولويات الستراتيجية لنضالنا اعتبرنا ان اسرائيل الشرقية (ايران) ونغولها وافاعيها، خصوصا المموهة برداء قومي عربي زائف، هم الهدف المرحلي الاول والاهم لاننا نعرف بدقة انه بدحر ميليشيات اسرائيل الشرقية وتطهير ارض العراق المقدسة من  الغزو الفارسي سنجرد امريكا من اهم ادوات بقاءها في العراق وهي الميليشيات الايرانية والتغلغل الايراني بواسطة المرجعيات وغيرها ،عندها سيكون طرد امريكا من العراق ممكنا.

    [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *