بقلم: هنادي السعيد
اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية ويقول منها “لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعونا، لكنهم أخطأؤا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارسة الدينية، و “أنا فخور بأن حكومتي صادقت على خطة الحي اليهودي في الخليل، نحن لم نطرد أحد، ولكن لا أحد يطردنا، سنبقى في الخليل للأبد”.
لقد انتشرت قوّات كبيرة من الاحتلال منذ صباح اليوم الأربعاء بشكل مكثّف في محيط عدد من البؤر الاستيطانية بالخليل. كما انتشرت قوّات كبيرة من الاحتلال في محيط البلدة القديمةوشارع الشهداء وحي تل الرميدة وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المحال التجارية في عدة مناطق في البلدة القديمة بمدينة الخليل لتأمين اقتحام نتنياهو و نشر المستوطنون أغطية كبيرة في محيط المناطق التي سيزورها نتنياهو وذلك لحجب رؤية الأنشطة في المكان عن المناطق الفلسطينية المجاورة.
كما أخلت قوات الاحتلال مدرسة قرطبة الواقعة في تل الرميدة وسائر المدارس في البلدة القديمة من الطلاب وهيئاتها التدريسية، في خطوة استفزازية في إطار تهيئة المنطقة لعملية الاقتحام. يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي القيام بزيارة عدوانية للخليل وبلدتها القديمة وللمسجد الإبراهيمي للمشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى الـ 90 للأحداث التي جرت عام 1929، لكنها تحمل خلفيات انتخابية عشية الانتخابات التي ستجري في السابع عشر من الشهر الجاري .هذاوانطلقت دعوات في الخليل لرفع الأعلام السوداء على أسطح المنازل رفضاً لهذه الزيارة.
و في بيانين منفصلين قالتا وزراةالخارجية والأوقاف الفلسطينيتين إن الزيارة عنصريةو”تصعيد خطير” من قبل إسرائيل.وبدوره اعتبر عضو المجلس الثوري والمتحدث بإسم حركة فتح أسامه القواسمي أن زيارة نتانياهو للخليل لن يغير من الحقيقة شيئاً، بأن الخليل بحرمها الإبراهيمي الشريف كاملاًوبلدتها القديمه بكل أزقتها كانت وستبقى فلسطينية عربيةمشيراً إلى أن “زيارة السارق لساحة جريمته دليل على عدوانه السافر”.وأكد القواسمي ان نتنياهو يسعى لكسب أصوات المتطرفين الذين يسعون لتحويل الصراع إلى ديني وهذا إفلاس سياسي وأخلاقي وإعلان فشل واقتحامه للخليل وللحرم الإبراهيمي يأتي في سياق محاولاته المسعوره للفوز في الانتخابات واستخدام الدين كأداه في أروقة الدعاية الانتخابيه بعد فشله في تحقيق ذلك بالقوة العسكرية . و تعقيباًعلى الزيارة، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن اقتحام نتنياهو لمدينة الخليل يشكل تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر المسلمين ويأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن.
وأضاف أبو ردينة في بيان له نحذر من التداعيات الخطيرة لهذه الزيارة التي يقوم بها نتنياهو لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف
وتابع: “نحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجرّ المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها”.
وأكد أبو ردينةعلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي خاصة منظمة اليونسكو لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي . وقال فلسطينيون يسكنون البلدة القديمة في الخليل، إن السلطات الإسرائيلية أبلغتهم بإجراءات تضييقية تمهيداً لزيارة نتنياهو كإغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين وحظر التجوال والتحرك.
وذكر موقع “معاريف” الإسرائيلي أن نتنياهو يعتزم المشاركة رسمياً في طقوس بالحي الاستيطاني اليهودي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.