أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مسرح العرائس الانتخابي.. بقلم: أحمد سلام

مسرح العرائس الانتخابي.. بقلم: أحمد سلام

في ظل ما نراه من غليان في الساحة السياسية، من الإعلام ومن رؤساء الحملات الإعلانية ومن خطابات ووعود من المرشحين المؤهلين والغير مؤهلين لرئاسة الجمهورية
نرى تلاعب بعقول أناس بسطاء لا تفقه في حياتها إلا لقمة العيش وأهم طموحاتها في الحياة هي أن تعيش ويعيش معها من يعولها، لكن الأمر الغريب فيما نراه في الساحة الانتخابية من
الإعلام المصري الذي يغتال كل من سولت له نفسه وشجعته على أن يفكر في الترشح لانتخابات الرئاسة منافسا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقيامهم بفرض قناعتهم وأراءهم في البرامج الحوارية وغيرها، وكأنهم أوصياء على أبناء هذا الوطن! وكأن كل نساء مصر عجزن على إنجاب رجل مثل سيادة الرئيس، عذرا لكم: إنه لا يحتاج لتجميل، فهو في أعين مؤيديه جميلاً، وكل ما تفعلونه ظنا منكم أنه تجميلا له، أظن أن الأسلوب في الترويج خطأ.
ولكن هناك سؤال ربما الكثير من المصريون سأل نفسه هذا السؤال، ماذا بعد السيسي؟ هل لا يوجد في مصر من يكون مؤهلا لأن يكون قائدا لها؟ أم أننا نحيا على ذكرى ما كان في السابق؟
إنها مصر يا سادة، دولة أكبر من أي إنسان مهما كان دوره فيها، أنتم بأفكاركم وأفعالكم هذه تغتالون أمة ظل أبنائها في حيرة منكم، وكأنكم على قناعة بأن أبناء هذا الوطن لا يفقهون شيئا، ولكن صمتهم لا يعنى أنهم جهلاء بما يدور حولهم، ولكن من الممكن أن يكون بعض ما يدور حولهم من أحداث لا يستحق الكلام، ليس لتفاهتهم، إنما لتفاهة مروجي الحدث ومن شارك فيه، مثل من أعلن ترشحه في السباق الانتخابي وانسحابه مرة أخرى، بإرادته أو انسحابه جبريا بعد أن وجهت له بعض الاتهامات.
على سبيل المثال مشهد المرشح خالد على، بعد أن رشح لخوض الانتخابات تراجع عنها بعد أن نُسب إليه اتهام الفعل الفاضح، وكان من المتوقع تنحيه عن ترشحه للرئاسة.
أما الفريق المتقاعد أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، بعد أن أعلن ترشحه للرئاسة تنحى عنها.
أما الغريب هنا ليس خالد على ولا الفريق شفيق ولا غيرهم من المرشحين للسباق الانتخابي الذين انسحبوا أو الذين وجهت لهم اتهامات بقضايا أو غيره، إنما الغريب هنا هو الفريق عنان.
هل كان من المتوقع أنَّ توجه له المؤسسة العسكرية اتهاماً؟
إن العسكرية لها قوانينها الخاصة بها ولكن الأمر يزداد غرابة في الشعب المصري الذي نادى يوماً ما بشعار يسقط حكم العسكر.
هل نسوا أن عنان من المدرسة العسكرية حتى يلتفوا حوله، هل هذا المشهد هو مداعبة للشعب أم هو اختبار، أم أنَّ الشعب المصري عاطفي ويميل لاختيار الشخص وليس لبرنامجه الرئاسي.
ستظل فكرة الاستعانة بكومبارس المسرح موجودة إلى الأبد حتى يستمتع الجمهور بتحليل المشهد، ولكن الكومبارس لن يكون فقط من مشاركين المسرح ولكن يتم استدعاء من هم لهم سيطرة على عقول المشاهدين الذين يتحدثون باسم الدين.
مثل الداعية الإسلامي محمد سعيد رسلان ولا أدرى من الذي أثنى عليه بلقب داعية إسلامي، الذي شرع وأفتى قائلاً: إن ولى الأمر لا ينازع في مقامه ولا في منصبه ولا ينافس عليه، بل هو باق فيه إلا إذا عرض عارض من موانع الأهلية فذلك شيء أخر، أما إذا لم يعرض فالشرع يقول إن ولى الأمر المسلم لا ينافس ولا ينازع في مقامه ولا في منصبه إلخ.
وكأننا أمام مسرح لا يحترم عقل وفكر المشاهد.
هل نسيت أم أنك تتناسى أن الأديان نادت بالحرية والديمقراطية، لقد سخرتم الدين للسياسة، بأفعالكم وأقوالكم.
عذرا أيها السادة، إن المقام لا يتسع لذكر الكثير من الكومبارس!
هل هناك من هو على قوة بتحريك هؤلاء، وهل هناك من هو على قوة بتحريك المقبلين على خوض السباق الانتخابي بالترشح والانسحاب.
وانا على يقين والكثير من المصريين على يقين بأن من يفوز بالسباق الانتخابي هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، دون جمع توكيلات، حتى وإن كان منافسه قوى أو حتى أقوى منه.
أنا من مؤيدي عبد الفتاح السيسي، ليس لحبي أو لكرهي له، أو أنه أكفأ من أنجبت مصر، ولكنه أقوى المتواجدين على الساحة الانتخابية، ولا يجرؤ أحد على منافسته، وهذا أمر نراه منذ توليه منصب رئيس الجمهورية بأنه سيستمر، ومن المفترض أن يكمل مسيرة التنمية التي بدأها، وليس من العدل أن ينسب لغيره ما بدأ هو به، كل هذه الأقاويل نراها ونسمعها.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن سيادة الرئيس سيستمر بعد انتهاء فترتي الرئاسة إما بالاستفتاء الشعبي أو بثورة من مؤيديه.
فلا داعي لكل هذا الهراء، من أجل أن نظهر أمام العالم بصورة الديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *