أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمي / لماذا هاجمت إسرائيل إيران الآن؟ … وما القصة الوهمية الـ 15 قنبلة نووية

لماذا هاجمت إسرائيل إيران الآن؟ … وما القصة الوهمية الـ 15 قنبلة نووية

في لحظة خاطفة… دوّت صفارات الإنذار في طهران، وسُمعت أصداء الانفجارات في نطنز وأصفهان. 

نتيناهو نفذ تهديده. “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطاب متلفز في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. 

في تلك الأثناء، كانت المقاتلات الإسرائيلية تضرب عشرات المواقع العسكرية والنووية في إيران. سقط كبار القادة في الجيش والحرس الثوري، واغتيل علماء في برنامج طهران النووي. 

“الأسد الصاعد”.. هكذا أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية ضد إيران. هي الأكبر من نوعها على الإطلاق. 

هجمات متهورة وغير قانونية“.. ردت إيران في رسالة إلى مجلس الأمن.  

تتمسك طهران بسلمية برنامجها النووي“منشآتنا تعمل تحت الضمانات الكاملة والمراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية“، قال وزير الخارجية عباس عرقجي في رسالته. 

ردت إيران عسكريا أيضا. سقطت مئات الصواريخ الباليستية على المدن الإسرائيلية. “الوعد الصادق” هو الاسم الذي اختارته طهران لعمليتها. 

15 قنبلة نووية خلال أيام! 

لم تكن العملية الإسرائيلية مفاجئة تماما. كانت تل أبيب تهدد بضرب إيران منذ فترة. لكن ما الذي دفع الإسرائيليين إلى تنفيذ هذه الضربة، حتى والمفاوضات الإيرانية الأميركية مستمرة؟ 

تقول إسرائيل إن معلومات استخباراتية، جمعتها خلال الأشهر الأخيرة، هي التي دفعتها إلى اتخاذ القرار.  

بحسب المعلومات، التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يكشف عنها للمرة الأولى، طورت إيران في الأشهر الماضية خطة سرية   لـتجميع كافة الأجزاء المطلوبة لبناء سلاح نووي”. وهي الخطة التي يعمل فيها كبار العلماء النوويين في إيران وتتم في “منشآت تخصيب محصنة” و “لا مركزية تحت الأرض“. 

في الأشهر الأخيرة، تسارع هذا البرنامج بشكل كبير، مما قرّب النظام بشكل ملحوظ من الحصول على سلاح نووي”، يقول بيان الجيش، فيما يشدد مسؤول عسكري   أنه أصبح “لدى النظام كمية كافية من مواد الانشطار لصنع 15 قنبلة نووية خلال أيام“. 

في الأشهر الأخيرة، جرت محاولات سرية لتجميع هذا السلاح بموافقة النظام، يضيف هذا المسؤول. 

في خطابه، قال نتنياهو إن إيران كانت على بعد أشهر قليلة، وربما أقل، من صناعة سلاح نووي. 

وأضاف أن طهران تقوم “بتسليح” اليورانيوم المخصب الذي بحوزتها، وتملك كميات تكفي لصناعة 9 قنابل نووية. بيان الجيش قال هو الآخر إن طهران تعمل على إنتاج آلاف الكيلوغرامات من هذا اليورانيوم المخصب. 

 مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، أكدت بنفسها في مارس الماضي أمام الكونجرس  أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب “بلغ مستويات غير مسبوقة لدولة لا تمتلك سلاحاً نووياً”. لكنها قالت حينها إن واشنطن لا ترى أن إيران تبني سلاحاً نووياً. 

تقارير.. ثم ضربة 

قبل الهجوم الإسرائيلي بيوم واحد، أعلن مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية أن إيران تخرق التزاماتها في ملف الانتشار النووي، في بيان هو الأول من نوعه منذ 20 عاماً. 

ردت طهران بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم، وهددت بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار. 

إذا انسحبت إيران من المعاهدة، فستُبرر مزيداً من الضربات الإسرائيلية وربما الأميركية أيضاً“، تقول الدبلوماسية الأميركية السابقة باربرا سلافن. 

تقرير آخر للوكالة الدولية، نُشر قبل أسبوعين من الهجوم، كشف أن طهران رفعت بحوالي النصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. ورغم أن هذه النسبة لا تصل إلى مستوى التخصيب المستخدم في تصنيع الأسلحة، إلا أن الكمية الموجودة لدى طهران تكفي لصناعة 10 قنابل نووية إذا ما تم رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المئة. 

بموجب النووي الموقع عام 2015، كانت إيران ملزمة بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 بالمئة”، يقول جون جلبيرت، الخبير في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي في واشنطن. هذه الكمية مخصصة للأغراض السلمية ومحطات الطاقة النووي. 

لكن بعد 2018، “بدأت طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 60 بالمئة، وهي نسبة تفوق بكثير ما كان يسمح به الاتفاق“. 

تقرير الوكالة الذرية اتهم إيران أيضا بعدم التعاون، وبتنظيف مواقع مشبوهة، ومنع و”بإعاقة أنشطة التحقيق” في ثلاثة مواقع نووية على الأقل. 

ترفض إيران بشكل دائم اتهامات الوكالة الدولية، وتقول إن قراراتها “مُعدة مسبقا”. 

أما في إسرائيل، فكان رد  مكتب نتنياهو  حاسما: على المجتمع الدولي التحرك الآن لوقف إيران“. 

في واشنطن، قال جون جلبيرت، إن التطورات المتتابعة والمتمثلة في تصاعد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب وارتفاع نسبة التخصيب، إلى جانب تهديدها بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، قد تكون عوامل دفعت إسرائيل إلى الهجوم. 

لكنه لا يعتقد بالضرورة أن إيران باتت قريبة من بناء سلاح نووي. “هناك ما هو أكثر بكثير من مجرد امتلاك الكمية المناسبة من اليورانيوم المخصب، يقول. 

العقيد الأميركي السابق في الجيش الأميركي يوضح أنه حتى وكالة الطاقة الذرية تجد صعوبة في تقدير مدى تقدم إيران في تطوير التقنيات وبالبنى التحتية لصناعة السلاح النووي. 

بالنسبة لإسرائيل، لا يكمن الخطر فقط في امتلاك إيران قنبلة نووية، بل حتى في اقترابها من هذه المرحلة. 

ندرك أنه إذا لم نتحرك الآن، وإذا لم نتصرف في هذه اللحظة، فسوف نصل إلى نقطة اللاعودة”، قال إيفي ديفرين، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عقب الهجوم على إيران. 

خيبة أمل من مسار المفاوضات 

جاءت الضربات قبل يومين فقط من الجولة السادسة للمفاوضات بين واشنطن وطهران في عمان. 

يقول محللون إن إسرائيل كانت تنتظر نتائج المحادثات، لكنها تحركت عندما رأت أنها “عديمة الجدوى”. 

ترامب منح المفاوضات 60 يوماً.. إسرائيل شنت هجومها في اليوم 61″، يوضح ديفيد دي روش الأستاذ المساعد مركز دراسات الأمن في منطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا. 

ويتابع دي روش: “قالواحسناً، من باب المجاملة للولايات المتحدة، لنرَ ما يمكنكم فعلهثم عندما لم تصل المفاوضات إلى اتفاق، قررت إسرائيل أن تأخذ زمام الأمور بيدها”. 

  هل تنجح إسرائيل في تدمير نووي إيران؟ 

استهدفت الغارات الإسرائيلية المنشآت النووية الرئيسية في إيران، أبرزها نطنز، مفاعل آراك في خنداب، ومواقع عسكرية في طهران وخرم آباد. 

واغتالت صواريخها علماء نوويين بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. انضم هؤلاء إلى قائمة طويلة من العلماء الذين تتهم طهران إسرائيل باغتيالهم. على رأسهم: محسن فخري زاده، العالم النووي الأرفع في إيران و”ورأس برنامجها النووي” الذي قتل عام 2009. 

الشيء الوحيد المتبقي لإيران هو برنامجها النووي، ونحن في انتظار أن نرى مدى الضرر الذي لحق به، وما إذا كانت إيران ستتمكن من إعادة بناء ما فقدته“، تقول الأميركية السابقة باربرا سلافن. 

إسرائيل أعلنت أنها ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية النووية، خصوصًا في نطنز المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. 

لكن طهران نفت ذلك، مؤكدة أن الأضرار سطحية والمنشآت الحيوية محمية تحت الأرض. 

آما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلم ترصد أضرارا كبيرة في أغلب المواقع. 

تتوعد إسرائيل بمزيد من الهجمات، فالحرب لم تنتهِ بعد. “هذه العملية ستتواصل حتى إزالة التهديد [الإيراني]”، يقول نتنياهو. “سندافع عن أنفسنا”، ترد إيران. 

توم غروس، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يقول إن إسرائيل  لا تختاج  إلى تدمير برنامج إيران النووي بأكمله. حتى الضربة الجزئية يمكن أن تعيده لسنوات أو تجبر النظام على التخلي عن خططه. إذا حاولت إيران مرة أخرى، فإن إسرائيل ستضرب مرة أخرى، حسب غروس.  

في عام 1981، قصفت إسرائيل مفاعل تموز العراقي. لم يتم تدمير البرنامج بالكامل لكن صدام حسين لم يعد بناءه أبداً. لقد تضرر (المفاعل) وهذا خلق ردعا كافيا، يقول. 

في عام 2007، ضربت إسرائيل منشأة نووية سرية في سوريا.  لم يحاول بشار الأسد مرة أخرى.    

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك يشكك في قدرة إسرائيل على تعطيل البرنامج بمفردها. 

يمكننا تأخيره أسابيع فقط... شهر” يقول في حوار مع شبكة سي أن أن. 

بالنسبة لإيهود باراك، الحل الوحيد هو إرغام إيران على توقيع أتفاق نووي جديد أو الدخول في حرب شاملة تنتهي بإسقاط النظام. 

هذا أمر يمكننا أن نقوم به مع الولايات المتحدة، يقول. لكنه يستدرك: لا أعتقد أن أي رئيس أميركي – ترامب أو أي من الرؤساء قبله – كان سيقبل باتخاذ مثل هذا القرار“.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *