لم يكن همام أمستردام وحده من نجح في تحقيق حلمه، فهناك نماذج كثيرة، استطاعت أن تنجح في تحقيق أحلامها وفي العديد من المجالات، و بعيدا عن البطاطس وبيع الوجبات السريعة.
بطل قصتنا شاب كان يراود ه حلم واحد منذ طفولته وهو السفر والعمل في الاجازة الصيفية في هولندا مثل كثير من المصريين، ولكن والده كان يرفض بشدة ووصف حلمه بالكابوس .
ولا عجب في ذلك، لأن أشرف غالي كان شاب طموح يعمل بالتجارة مع أبيه منذ نعومة أظافره، ولأنه الأبن الأكبر والمدلل كان دائما مصدر اهتمام العائلة، و الأب كان يجد فيه الصاحب والأبن و السند، ولكن الحب لم يفسد أخلاقه على العكس كان مصدر طموحه، ولكن بعد وفاة الأب اختلف الأمر.
حيث قرر أشرف غالى بعد حصوله على الشهادة الجامعية، أن يخوض تجربة السفر، وحدد لنفسه رحلة لمدة سنتين فقط، يكتشف العالم، وليس حبا في جمع المال بل في التجربة نفسها خاصة وأن والده ترك ثروة لا بأس بها للعائلة وله شخصيا.
وفكر أنه من السهل بعد سنتين، أن يعود ويحقق حلم أبيه ويتزوج ويعمل أسرة جميلة و يعيش في القليوبية، في بيت العائلة ويدير أملاك أبيه.
وعندما حمل حقيبته وسافر اخذ معه فقط حلمه وطموحه بأن سيعمل بجدية و سيكون رجل أعمال ناجح.
ولكن بدايته في هولندا كانت صعبة مثل أى شاب مصري عمل بالنظافة في المحلات وتعب كثيرا واستطاع أن يجمع قدر لا بأس به من المال بعد سنتين.
ووقتها فكر هل أكتفي واعود وكل ذكرياتي عن هولندا أننى كنت عامل نظافة، إم استثمر ما جمعته من مال في التجارة لأحقق حلمي بأن أكون رجل أعمال ناجح، كما كنت دائما، وأطول مدة الغربة سنة أو سنتين فقط.
في الحقيقة لم يتردد كثيرا وعمل بتجارة السيارات ولأنه تدرب في السابق على إدارة أعمال أبيه وكان متميز جدا في اختيار العمل المميز والمربح، وبالفعل حقق نجاح و باقتدار وأصبح يمتلك أكثر من محل لبيع وشراء السيارات، في وقت قياسي، وتزوج وأنجب وأصبح الأن جد.
لم يكتفي غالي بذلك فقد دخل في مجال إدارة شركات وأعمال تجارية كبيرة ومتعددة ووصل إلى أنه أصبح يمتلك أكثرمن شركة، ومنذ فترة غير بعيدة قام بشراء فندق صغير في غرب أمستردام وتحول الأن إلى فندق أربع نجوم، و هو الأن ملك لبناته وهو يديره لهما، مع عمله في شركته، أو شركاته.
الجميل أن المهندس أشرف لم يعتمد على مليم من ثورة أبيه ولم يصبه الغرور لأنه جمع مال وثروة كبيرة من تعبه وعمله، مثل بعض الأغنياء، على العكس كان دائما يشكر الله، و كانت سببا في قربه إلى الله وقد حج ١٦ مرة.
ويحرص بشكل دائم على المشاركة في الأعمال الخيرية و أن تصل فلوس الصدقات والذكاء إلى بلده مصر في الأماكن الأكثر احتياج.
ولأنه يحب بلده واتفق أن يتولى منصب رئيس المجلس الأعلي للجالية المصرية بهولندا، ومع أعضاء المجلس قدم العديد من الأعمال الوطنية والخدمية والخيرية. حيث قدم افطار رمضاني ثلاث أيام أسبوعيا طوال شهر رمضان للجالية المسلمة، كما نظم المجلس حفل إفطار رمضاني على شرف البعثة الدبلوماسية المصرية أكثر من مرة، وغيره من الأعمال الوطنية مثل تنظيم المؤتمرات والندوات واستضافة صناع القرار لشرح الأوضاع الأمنية والاجتماعية والثقافية في مصر بشفافية.
وبخلاف ذلك حرص أن يسهل المجلس على الجالية المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرية وذلك بتنظيم رحلات بالاتوبيسات لنقل الناخبين للمقر الانتخابي بالسفارة المصرية بلاهاي.
حاليا يستعد المجلس برئاسة المهندس اشرف غالي لإيجاد مقر دائم للجالية المصرية بهولندا .