راسلت مجموعة من الشيعة المغاربة الملك محمد السادس بخصوص تأسيس جمعية “رساليون تقدميون” التي رفضت السلطات المغربية الترخيص لها، والتي يقبع رئيسها الحالي في السجن بتهمة اختلاس أموال”. وحسب مصدر مطلع، أن الشيعة المغاربة هددوا بالمطالبة الصريحة بالحرية الدينية في خطوة تصعيدية ضد سجن رئيس الجمعية، واشتكوا للملك من تضييق السلطات على مبادرتهم، نافين أن تكون جمعيتهم مرتبطة بما هو ديني أو مذهبي.
وظهرت أخيرا أقليات في المشهد العام، بخاصة بعدما لقيت استنادا من جمعيات حقوقية، إلا أن هذه الأقليات تخشى الظهوربسبب الخشية من ردة فعل المجتمع، أو اتهامهم بتغيير مذهبهم العقدي، وأيضا الخوف من متابعات أمنية قد تطالهم، بخاصة إبان فترة قطع المغرب لعلاقاته مع إيران، منذ 2009 إلى 2015، على خلفية اتهام الرباط لطهران “بتقويض المذهب المالكي ونشر التشيع في البلاد. وتشير إحصاءات أوردتها وزارة الخارجية الأميركية بشأن الحريات الدينية في العالم، السنة الماضية، إلى أن عدد الشيعة في المغرب يبلغ زهاء 88 آلاف شيعي، جلهم وافدون من العراق ولبنان”، غير أنه لا يمكن الجزم بحقيقة عدد الشيعة في البلاد، بالنظر إلى التحولات الجارية.
وتميزت علاقة السلطة المغربية مع أنصار الشيعة بكثير من الحيطة والحذر، والهدف كان منع تسرب “الأفكار الرافضة” إلى المغرب السني لأسباب عدة. وكانت بداية دخول الشيعة للمغرب، حسب ما سبق و أن صرح به المفكر الشيعي المغربي، ادريس هاني، أن الأمر ليس وليد 2008 كما يقال، أو تابع لحزب مغربي تم حله، بل المغرب بلد شيعي من حيث ثقافته وهويته لأن تاريخه يدل على ذلك، رغم أنه بلد سني بالمعنى المصطلح.
ويركز المفكر الشيعي على مثال بارز يؤشر به على أن المغرب بلد شيعي ثقافة وهوية، ويقصد بذلك بعض التعبيرات الاحتفالية العاشورائية، من حيث إبداء الحزن، لكن مع وجود غموض كثير في هذه الطقوس ومع خلط لثقافة محلية جعلت من هذه المراسيم، وفق هاني، أشبه ما تكون بطقوس ذات سمة محلية محضة. مردفا، أن التاريخ يؤكد ذلك، بحيث أن دولة الأدارسة بالمغرب هي دولة شيعية ونفس الشيء بالنسبة للدولة الفاطمية التي أقيمت في شمال أفريقيا.
وأضاف المصرح، أن التشيع لم ينشأ ليكون مذهبا أو طائفة، بل إنه حركة احتجاج من داخل الأمة، وليس انقلابا على السنة بل هو جملة تدخلات تصحيحية وتوجيهية. على هذا الأساس أيضا يصبح معرفة التسنن والتشيع معا طريقا إلى القبض على صورة أمثل للإسلام، ويتمركز شيعة المغرب بشمال المملكة، وذلك باعتبار هذه الأخيرة هي المنطقة المغربية الأقرب إلى أوروبا، حيث تقيم جالية مغربية لا يستهان بعددها. كما تتجاور فيه الجنسيات العربية والإسلامية، مما يتيح عملية التثقف وتبادل الأفكار والتصورات والمعتقدات.