في مثل هذا الأيام بدأت امبراطورية الشر الاعظم عدوانية امريكا وحليفتها وكر الشر الاكثر وحشية بريطانيا غزو العراق بعملية شاركت فيها جيوش عدة دول انتهت بغزوه بعد مقاومة بطولية ابتدأها الجيش العراقي الباسل وانتهت بفتح صفحة المقاومة الشعبية المسلحة التي لم تتوقف حتى الحقت الهزيمة بالغزاة واجبرتهم على الانسحاب من العراق وتسليمه لايران التي تمثل في ان واحد امبراطورية الشر الاقليمية والوكر الاعظم للاحقاد والمطامع في الارض العربية،وهكذا بدات صفحة جديدة من صفحات تدمير العراق واغتياله شعبا ودولة ووطنا حتى وصل التدمير الى محاولة محو الهوية الوطنية للعراق واحلال هويات مندثرة او متنحية او مصطنعة باعادته لما قبل الدولة الوطنية حيث سادت العشائرية والطائفية والمناطقية والاسرية والتخلف.
ان غزو العراق وكما اكدت كافة الاحداث والوثائق كان قرار ستراتيجيا متخذا قبل عقود من غزوه حيث كان تأميم النفط هو الحافز الاول للغزو،اضافه لبقية المواقف الوطنية والقومية التي تمسك بها النظام الوطني، خصوصا القضية الفلسطينية،او الانجازات التي حققها كمحو الامية بالكامل وازالة الفقر بالكامل ومجانية التعليم والطب وتوفير الخدمات القليلة التكلفة للمواطنين وبقية قضايا التحرر، فغزو العراق بهذا الاطار ما هو الا موقف استعماري اتخذ قراره لاعادة العراق الى سيطرة الاستعمار الغربي بوسائل الحرب بعد فشل كافه اساليب الحرب الاعلامية والنفسية والاقتصادية والمخابراتية.
اننا اذ نحيي هذه الذكرى لابد ان نؤكد على ان العراق كان قويا عزيزا مهابا بعد ان حقق كل التقدم الذي ذكرنا بعض أوجهه خصوصا انجازاته العظيمة في مجال التكنولوجيا والعلوم والمجتمع، وهذه الحقيقه تؤكد بلاشك بان تلك التحولات العظمى مرهونة بوجود سلطة وطنية حقيقية ترفض الاملاءات الخارجية من اي جهة،وتخدم المصلحة الوطنية والقومية للعراق والامة العربية وتنمي العلاقات الانسانية بين الامم والشعوب، وهذه السياسات لا يمكن للغرب ان يقبل بها لانها تحرر اقتصاده ومواطنيه من الهيمنة الغربية ونهب الثروات ومنعه من التقدم وتوفر له امكانيات هائلة لبناء وطن تسوده العدالة والامن والاستقرار.
والدرس الاعظم الذين يستخلص من هذه الذكرى هو ان العراق بنهوضه نهضت معه الامة العربية وبعزته تعززت كرامة الامة من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي،وبتدميره انهارت الامة العربية واستبيحت بنفس القوه والقدر، ولذلك فلا نهضة للامة العربية الا بنهوض العراق وتحرره، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه بالمساومات والتنازلات والمراهنة في الحل على من كان مهندس ومنفذ خطة تدمير العراق بل بتنظيم العراق بكل قواه الوطنية في اطار جبهوي واسع النطاق يمثل كل العراقيين ويتجاوز العقد والمشاكل السابقة ويهتم فقط بالتحرير الشامل والكامل من الغزو الايراني، وذلك بحد ذاته كفيل بأفقاد امريكا وبريطانيا واسرائيل اخطر ادواتها ووسائلها التي استخدمت لتدمير العراق والامة العربية وهو الاداة الايرانية بحرسها الفارسي وبمليشياتها الطائفية ،لذلك فان ما يجب علينا وقبل اي خطوة اخرى هو اعادة النظر في كيفية توحيد الصفوف في العراق ليكون ذلك مقدمة للنهوض العربي الشامل.
يا جماهير شعبنا العربي من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي
ان دروس هذه المرحلة الكارثية وعبر المعاناه القاسيه زادت من وعينا حول ما يجب فعله اولا وقبل كل شيء فعقدنا العزم في حزب البعث العربي الاشتراكي على تجاوز العقد الماضية وان نقيم جبهة عريضة تضم كل العراقيين المناهضين للغزو الايراني ومن له مصلحة في دحر هذا الغزو عراقيا،مثلما عززت قناعتنا بان اقامة الجبهة القومية العربية على المستوى العربي هي مفتاح انقاذ الامة العربية ، وكل ذلك مشروط بان لا نلتفت الى الخلف متعالين على نزعات الثار والانتقام متمسكين بان نحقق تحرير العراق قبل كل شيء فهو مقدمة لاعادة بنائه دولة بكافة خدماتها التي تنهي معاناه العراقيين، خصوصا توفير الامن والاستقرار ،فليكن شعارنا هو توحيد الصفوف والنفوس والوقوف رجلا واحدا من اجل التحرير.ولنكن على يقين بان حقوق العراق كاملة هدف مركزي لا يمكن التخلي عنه مهما طال الزمن، فحقوق الشهداء ثابتة ولاتزول بالتقادم ، وللدوله التي دمرت حقوق لابد من استرجاعها، وللانسان العراقي الذي عذب عمدا وتخطيطا في المهجر وفي داخل العراق حقوق راسخة لن تمحيها الوعود ولا مرور الزمن.
العار لامريكا وبريطانيا ومن شارك معهما في غزو وتدمير العراق وتهجير وتعذيب شعبه.
المجد والخلود لشهداء العراق والامة العربية .
التنسيقية القطرية 19-3-2022