بسبب علمنا المسبق بالبیروقراطیة والصعوبات التي سنواجھھا في حالة طالبنا اللقاء بكم شخصیًا عن طریق السفارة العراقية في باريس ، ولبعد سفیرھا وكادرھا عن ھذه الجالیة العراقية ، والتي غالبيتها من فئات وشرائح العراق المنتجة والمثقفة ، التي كان لها الدور والفضل الكبير في بناء صروح الوطن ، الذي تجلسون انتم وغيركم فيه وتمارسون أداء كل مفاصل حكومتكم من خلال تلك الصروح ، التي لم ولن تشيدون عشر اعشارها طيلة ١٧ سنة مضت !!
لذا سنختصر الطریق الیكم ، من خلال ھذه الرسالة والتي ستوزع على جمیع وسائل الاعلام و ستنشر على صفحاتنا الشخصیة والعامة لإطلاع الرأي العام العالمي ، بأننا سلكنا معك الطريق الديمقراطي في الحرية الشخصية والتعبير عن الرأي .
رئيس الوزراء : انتم تعلمون “كما نحن” ان الوضع الداخلي في عراقنا العزیز لا یسّر الصدیق كما لا یغیض العدو ، وھذا یندرج على جمیع الاصعدة ، الامنیة ، الاقتصادیة ، الخدمیة والصحیة ، والسياسية ، وتعلمون أيضاً ، ان اعداء العراق قد تربّصوا بنا من كل حدب وصوب ، ونحن رغم بعدنا الجغرافي عن الوطن ، ولكننا نعتبر انفسنا جزء من ھذا الوطن الغالي على قلوب الجمیع ،
لذا فاستمعوا إلى حالة عدم الرضى التي تعم اوساط المجتمع العراقي على ادائكم الشخصي والحكومي ، رغم مرور اكثر من خمسة اشھر على تسنمكم منصب رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، الذي يملك كل الصلاحيات لتصحيح حال العباد والبلاد في العراق!!!
ففي كل یوم في بلدنا الذي تدَّعون وتتبجحون فيه أمام الرأي العام العالمي، انه بلد السيادة و الديمقراطية و القانون، ھناك سلسلة غير منتهية زمانيا ومكانيا من عملیات الإغتیال او الخطف او المجازر المروعة .. ولیست اخرھا سوى المجزرة التي ارتكبتھا المیلیشیات المسلحة في منطقة الفریحات والتي ذھب ضحیتھا ١٢ برئ مسالم بعضھم أطفال بعمر الزهور ، وتم اختطاف أكثر من عشرين شخص آخر .
نحن نراقب مشاركتكم الشخصية يوم أمس في مراسم عزاء هؤلاء المغدورين قبل مغادرتكم الى باریس ،
وهي مظاهر اعلامية دعائية لا اكثر كغيرها .
نحن لا نبحث عن معجزات ، لأنه حقا قد ذهب زمن المعجزات ، ألا ما يشاء ربنا الكريم ذو القدرة والجلال والإكرام من خرق العادات ، إن أراد شيئا ليقول له كن فيكون.
ولا نرید منكم انجازات وھمیة ، وحُقن تخدير تتوزع عبر مسلسلات الجيوش الالكترونيه التي فقدت صلاحيتها مع مرور الزمن،
لأن القاعدة ألعامة في الكذب، إن له وقت انتهاء للصلاحية.
نحن نبحث عن وطن یجمعنا كسائر الاوطان، ینعم فیھا اھلنا بالھدوء والسلام والامن والأمان والعيش الرغيد، بعیدا عن النزاعات الاقلیمیة المؤدلجة والمشاریع الطائفیة المشبوھة .
لذا فنحن كأحدى تشكيلات المجلس الوطني للمعارضة العراقية، نعتقد ان حكومتكم ھي حكومة واقع حال وغایتھا كما أُعلن كانت العبور بالبلاد الى الانتخابات النزیھة المبكرة ، مع قانون انتخابات عادل ومفوضیة مستقلة فعلا ولیس بالاسم فقط ، ولكن خابت آمالنا لحدّ الآن !! وخصوصا انكم كنتم في منصب مدیر جھاز المخابرات اثناء مھزلة الانتخابات الماضیة في عام ٢٠١٨ والتي قاطعھا غالبیة الشعب العراقي،
وأیًضا على اطلاع وعلم تام بعملیات التزویر الواسعة التي جاءت بھذا البرلمان الھزیل ،
اننا نتابع حكومتكم عن كثب ونراكم مشغولین بالعقود ، التي لم یستطع ان یوقعھا سلفكم عادل عبد المھدي،
وانكم تسیرون وتكملون نفس الطریق والنھج في الحكم، تلكم الطريقة والمنهج اللذين رفضھما الشعب العراقي،
ممثلا بثوار تشرین الذین دفعوا ثمنھا غالیًا من دمائھم الزكیة الطاھرة التي روت جمیع محافظات عراقنا الغالي.
رئيس الوزراء :
لقد منحك شعب العراق الفرصة لكي تكون معھم ومع المتظاھرین ، ولكي تكشف اسماء المجرمین والقتلة امام العالم ، ولكن ھذه الفرصة بقیت دون انجاز یذكر ،
( رغم انھا ما تزال قائمة، و تنتظرك، و لاتزال في متناول يدك وضمن صلاحياتك ).
رسالتنا ھذه ھي ضدّ ادائكم الذي یبدو لنا انه إعادة تدویر للعملیة السیاسیة البائسة بنفس المفردات وبنفس الاسلوب ، نحن سنحافظ على وجودنا في ساحات التظاهر وسنقف بحزم وبقوة لتحقيق مطالب ثورة تشرين الكبرى، ونساند كل القوى التي ستخرج للمطالبة بالأهداف التي قامت من أجلها ، وسنقف بإلضد وبكل شراسة بوجه كل المؤامرات الاقلیمیة والدولیة التي تحاك ضدّ شعبنا الصابر المحتسب ، وضدّ كل العصابات الارهابية وقياداتها العميلة المجرمة ، التي عرفها الشعب العراقي وتياراته الوطنية ،
لان ثورة تشرين قد أظهرت الحق وفضحت كل المؤامرات التي حاكتها قوى الظلام والاحتلال ، وكشفت زيف من يدعي التدين والقدسية ، فإن الثوابت المشتركة التي يدافع عنها الشعب العراقي بعد الله هي حرمة الإنسان وحقوقه المنهوبة .
فإننا نطالب بدماء ثوار تشرين التي سالت في ساحات الشرف والمنازلة مطالبة بوطن آمن وحياة كريمة .
نعم لقد سال الدم العراقي على أيدي الميليشيات و جلاوزة النظام، ولكنه بنفس الوقت، قد غسل تلك العقول التي كانت تنادي بديمقراطيتكم الهزيلة، و بدولة القانون، والمظلومية، فقد ثبت ان نظامكم الحالي هو أشد ظلما لذوي القربى، ليشمل بظلمه عموم العراق من اقصاه الى اقصاه.
ولسان حالنا يقول :-
حسبنا الله ونعم الوكيل :
ومهما طال الليل لابد من بزوغ فجر يوم جديد .
عاش العراق حرا أبيا والحياة للأحرار
والهزيمة لأعداء الانسانية .
اتحاد نساء العراق في المجلس الوطني للمعارضة العراقية .
٢ / ربيع الأول/ ١٤٤٢ هجرية .
٢٠ / ١٠ / ٢٠٢٠ . ميلادية .