بقلم: عبد الرحيم علي
يدعو البعض من اخوتنا من اقباط المهجر الى وقفات امام السفارات المصرية احتجاجا على ما اسموه بإضطهاد وظلم يتعرض له اخوتهم في مصر.
فاي اضطهاد واي ظلم تتحدثون عنه يا اخوتي، هناك فرق كبير بين ظلم يمارس ضد المصريين جميعا، والاقباط جزء منهم، من قبل فئة شاذة لا ترعى في المصريين الا ولا ذمة، في محاولة لاستفزاز وتركيع الدولة، من جهة، وانتقاما لوقفتهم جميعا في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ ضد حكم المرشد من جهة اخرى. وبين ظلم او اضطهاد منظم تمارسه الدولة أو المجتمع.
فنحن، يا اخوتي، ولأول مرة في تاريخ مصر، نشهد رئيس مصري يرعي حقوق المواطنة حق رعايتها، يقيم العدل، ويأمر ببناء الكنائس علنا ويقوم بمتابعة عمليات الانشاء بنفسه.
يذهب لتقديم التهاني لاخوتنا الاقباط في كنائسهم، ضاربا عرض الحائط بفتاوى المتطرفين، يواجه الارهاب والاخوان ويقدم ابنائه من ضباط الجيش والشرطة فداءا لمصر، بمسلميها ومسيحييها.
في الوقت الذي يحاول فيه الاخوان ومن على شاكلتهم، كل يوم، ان يضغطوا عليه وعلى المصريين، بالاعتداء على الكنائس والاديرة والمساجد ووحدات الجيش وتمركزات الشرطة، فيوجه بالأخذ بالثأر حتى وان حدث الاعتداء خارج حدودنا، وليبيا خير شاهد على ذلك.
لاول مرة نرى هذا العدد من نواب الشعب من الاقباط (٣٩ نائب) وهذا العدد من المحافظين ، الذين يتولون ملفات محافظات كبيرة( الدقهلية ودمياط) .
يفتح المجال لابنائنا من شباب الاقباط لدخول الكليات العسكرية والشرطة باعداد غير مسبوقة، ويطالب رجاله علنا بألا ينسوا بناء كنيسة في كل مدينة ينشئوها.
قائلا لهم: أين يصلي الناس اذا لم تبنوا لهم كنائسهم؟!.
اي رئيس فعل ذلك في مصر، يا أخوتي، منذ محمد علي وحتى الآن .
فهل يكون ذلك جزاؤه، ان نتظاهر ضده في الوقت الذي تتكالب فيه شياطين الانس من الاخوان والارهابيين ومحاور الشر لزرع بذور الفتنة في بلادنا.
اتقوا الله في بلادكم واتقوا الله في اقباط الداخل، اتقوا الله في المصريين جميعا فحتى هؤلاء الذين تدعون انهم ظلموا، وهم كذلك، لا يروق لهم ان تكون تلك هي وسيلتكم في الدفاع عنهم، اقول ذلك وانا لا يستطيع احد ان يزايد علي في الدفاع عن اخوتي واهلي من الاقباط في وقت لم اسمع فيه صوت الكثيرين منكم ولم ار وجه احد فيكم في شوارع مصر المحروسة، كنا نحن واخوتنا من الاقباط وحدنا في الشوارع نتصدى للاوغاد دفاعا عن بلادنا لاننا نعلم علم اليقين انها ملك لنا ولابنائنا واحفادنا كما كانت مهد لاجدادنا وآبائنا.
وسنظل ابد الدهر يدا بيد ندافع عن بعضنا البعض ونزود عن بلادنا كل شر،
مع رئيسنا المنتخب وقضائنا العادل، الذي احال الجريمة الخسيسة التي حدثت مؤخرا في المنيا الى محكمة الجنايات في اسرع قرار احالة تتخذه النيابة العامة، موصفة الجريمة بإعتبارها جريمة قتل عمد مع سبق الاصرار والترصد.
ان هؤلاء ، الذين تدعون انهم ظلموا، وهم كذلك، أؤكد لكم، انهم لا يرغبون في وقفتكم، يرفضون تصرفاتكم، يرفضون تلك الطريقة التي تدعون من خلالها الدفاع عنهم، يعتبرونها عار على كل مصري يرتضي ان يطعن بلاده، في هذا التوقيت، بخنجر مسموم، وهي تحاول الوقوف في وجه الذين يريدون تركيعها، متسلحة بوحدتها الوطنية التي عجزت كل اجهزة الاستخبارات في العالم وكل اهل الشر ان ينالوا منها.
لقد كتبت مرارا اطالب ان تزال كل العقبات امام اخوتي من الاقباط لبناء دور عبادتهم بحرية وتطبيق قانون بناء عبادة موحد للجميع وعدم التمييز بينهم في المناصب، كتبت ذلك طوال اكثر من ربع قرن ، واجهت خلالها الاخوان والسلفيين والارهابيين بكافة تنظيماتهم قابلت الكثير والكثير من اخوتي الاقباط ناضلنا معا في سبيل تحرير بلادنا من حكم الاخوان لكننا ابدا لم نستقو بالخارج، حتى في ظل حكم الطغاة من الاخوان، كان الشارع المصري هو ملاذنا ومسرح احداثنا وتحركاتنا ومهد ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣.
لقد كسبنا حريتنا وحرية بلادنا بدم الشهداء من المصريين دون تمييز بين مسلم ومسيحي، ولكننا خضناها هنا على الارض ، في الداخل فلا تجعلوا انفسكم رهينة لاحد واحملوا مصر في قلوبكم وكونوا واعين جيدا بما يحاك لها من مؤامرات. ابتعدوا عن تلك الوقفات وانسلخوا عنها فرائحتها كريهة وتوجهها احمق والباعث عليها لا يبشر بخير.