فى تحد صريح لقرارات الاتحاد الإفريقي، رفض الرئيس الجامبى المنتهية ولايته يحيى جامع التخلى عن السلطة وتسليمها إلى الرئيس المنتخب أداما بارو. وهو ما أدى إلى تصعيد الأزمة ودفع السنغال إلى إمهال جامع ٢٤ ساعة للتراجع عن موقفه قبل التدخل عسكريا لإنهاء الأزمة، فى حين أدى بارو اليمين الدستورية كرئيس جديد لجامبيا فى سفارة بلاده بالعاصمة السنغالية داكار.
فقد هددت السنغال – بدعم من زعماء دول غرب إفريقيا – باجتياح جامبيا لعزل جامع إذا لم يسلم السلطة فورا لخليفته بارو، الذى فاز فى الانتخابات الرئاسية ديسمبر الماضي. وأعلن الكولونيل عبدو ندياى المتحدث العسكرى باسم الجيش السنغالى عن مهلة نهائية ، انتهت منتصف ليل أمس، للتدخل العسكرى فى جامبيا عبر الحدود المشتركة بين البلدين، قائلا إن:»قواتنا مستنفرة وتتدرب منذ بداية الأزمة، فإذا فشل الحل السياسى فستبدأ العمليات فى جامبيا».
وأوضحت مصادر بالرئاسة السنغالية أن جهود الوساطة التى يقوم بها الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز فشلت فى إقناع جامع بالتخلى عن منصبه، مما دفع عبد العزيز إلى التوجه إلى السنغال للقاء الرئيس ماكى سال لبحث سبل حل الأزمة.
وفى الوقت ذاته، صرح الرئيس الغانى نانا أكوفو-أدو بأن بلاده سترسل قوة عسكرية قوامها ٢٠٥ جنود للمشاركة فى القوة الإفريقية الإقليمية التى ستجتاج جامبيا، مؤكدا أن الهدف هو خلق مناخ موات لتسهيل تنصيب الرئيس الجديد، فى حين أعلنت القوات النيجيرية إرسال ٢٠٠ جندى وطائرات إلى السنغال تمهيدا لتدخل محتمل فى دولة الجوار.
وكان الرئيس المنتخب بارو قد أدى اليمين الدستورية أمس بسفارة جامبيا بالعاصمة السنغالية، فى حين أكد حليفا صلاح المتحدث باسمه إن التنصيب لم يتم كما كان مقررا.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا « إيكواس» قد دعت الرئيس جامع عدة مرات إلى احترام نتائج الانتخابات التى جرت فى ديسمبر الماضى ومغادرة المنصب الذى يتولاه منذ٢٢ عاما ، وفوضت السنغال للتدخل العسكرى فى جامبيا، التى قدمت بدورها مشروع قرار لمجلس الأمن للمطالبة بالسماح لدول غرب أفريقيا باتخاذ « كل الإجراءات الضرورية» لضمان انتقال سلمى للسلطة فى جامبيا.