في أول استعراض موسع لما يمكن اعتباره أسس سياساته الخارجية، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب استعداده المشروط لرفع العقوبات عن روسيا وحملها مسئولية وقوع أزمة إنسانية في سوريا، فيما توقع خروج مزيد من دول الاتحاد الأوروبي وأشار إلي اعتزامه تطوير حلف شمال الأطلنطي «الناتو».
وكشف ترامب في لقاء صحفي مشترك مع صحيفتي «التايمز» البريطانية و»بيلد» الألمانية عن اعتزامه عرض صفقة علي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها رفع العقوبات المفروضة علي موسكو بسبب أزمة ضم شبه جزيرة القرم، مقابل خفض فعلي في حجم الترسانة النووية الروسية، وتطرق إلي الدور الروسي فيما يخص الأزمة السورية، ووصفه بــ«الأمر السئ»، مؤكدا أنه ساهم بشكل مباشر في خلق «أزمة إنسانية شديدة» هناك، وطرح رؤيته حول الأسلوب الذي كان يفترض اتباعه لتقليص التباعات الإنسانية والحد من توافد اللاجئين إلي خارج سوريا، مؤكدا أنه كان من الأفضل خلق مناطق آمنة لحماية المدنيين داخل البلاد بتمويل أمريكي وخليجي.
وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلنطي، أكد ترامب – خلال اللقاء الذي جري داخل مكتبه في برج ترامب بنيويورك – أهمية التحالف، وقال إنه مازال علي التزامه بالدفاع عن أوروبا والغرب، وإن شدد ضرورة إعادة النظر في أسلوب عمله
وتناول الرئيس المنتخب بإيجاز أزمة السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا اعتزامه تعيين صهره جاريد كوشنر وسيطا خاصا للعمل علي ملف السلام، وطالب المملكة المتحدة في هذا الشأن بالتزام حق الاعتراض «الفيتو» ضد أي قرار ينتقد السياسات الإسرائيلية داخل مجلس الأمن.
وانتقد ترامب سياسات الإدارات الأمريكية السابقة فيما يتعلق بخوض حرب العراق، مؤكدا أنه كان «الخطأ الأكبر» في تاريخ الولايات المتحدة وشبهه بـــ»قذف الحجارة علي خلية نحل». وانتقد الاتفاقية النووية التي مررتها إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما مع أيران، مؤكدا أنها كانت الاتفاقية «الأكثر غباء علي الإطلاق».
وحول العلاقات عبر الأطلنطي، امتدح ترامب تصويت البريطانيين بالخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي، متوقعا أن تنتهي عملية الاستقلال البريطاني علي نحو «عظيم»، وأعرب عن رغبته في عقد اتفاق للتبادل التجاري مع المملكة المتحدة في أسرع وقت.
وردا علي تصريحات ترامب، أكد الكرملين الروسي أنه من السابق لأوانه مناقشة عرض الرئيس الجديد. وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تعتزم الانتظار لحين تولي إدارة ترامب الحكم رسميا، ولم تكن تعتزم طرح مسألة العقوبات للبحث مع أي دولة أجنبية خلال الفترة المقبلة. وجدد المتحدث نفي وجود تنسيق لعقد قمة قريبة بين الرئيس الأمريكي لجديد ونظيره الروسي بوتين وفقا لما أوردته بعض التقارير الصحفية.
وعلي صعيد منفصل، كشف راينس بريباس،كبير موظفي ترامب عن احتمالية نقل غرفة الصحافة التي يلتقي بها الرئيس مع الصحفيين من موقعها التقليدي بالجناح الغربي في البيت الأبيض إلي موقع أخر بغرض اختيار مكان يناسب استقبال أعداد أكبر من الصحفيين والمراسلين.