السياحة العلاجية.. بين المليارات والفرص الضائعة

» سياحة المليارات.. والفرص الضائعة »‬.. هكذا يمكننا أن نصف السياحة العلاجية بمصر.. فهذا النمط السياحي يدر دخلا بمليارات الدولارات علي الدول التي تهتم به وتوليه رعايتها.. ورغم ان تلك الدول لا تقارن إمكانياتها في هذا المجال بمصر التي تزخر بإمكانيات متنوعة ومتعددة ولا مثيل لها في العالم.. إلا أن حصيلة هذا النمط السياحي المهم بمصر يقترب من خط الصفر.. لذلك هي بالفعل سياحة المليارات والفرص الضائعة علي مصر.. ورغم السلبيات التي تواجه السياحة العلاجية بمصر حاليا من تجاهل للأماكن المميزة والشهيرة عالميا في هذا المجال.. وغياب التسويق لهذا النمط.. بجانب عدم وجود رؤية واضحة لتنشيطه وتفعيله.. الا ان الزيارة الأخيرة لأسطورة كرة القدم النجم الأرجنتيني العالمي ليونيل ميسي القت حجرا ضخما في المياه الراكدة منذ سنوات بل وعقود في هذا المجال.. بقي أن نستغل هذا الحراك وندفعه للأمام للبناء عليه.
لم تكن زيارة ميسي الحدث الوحيد الذي يعطي بارقة امل.. فهناك قرارات المجلس الأعلي للسياحة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا والذي طالب بالإهتمام بهذا النمط.. الا ان زيارة ميسي تلقي الضوء عالميا لإمكانيات مصر ليس في علاج فيروس سي فقط الذي يشارك فيه ميسي إنما بكافة انماط السياحة العلاجية.. وإذا بدأنا بالفيروس »‬سي» ولماذا ميسي.. نجد الإجابة عند شيرين حلمي رئيس شركة فاركو للأدوية الشريك مع شركة فارما الذين يقدمان برنامج »‬ تور أند كيور» بمشاركة ميسي والعديد من النجوم.. يقول حلمي أن الفيروس »‬سي» أكبر تحد امام العالم حاليا.. ومصر كانت من أعلي الدول في معدلات الإصابة بالمرض.. ونجحنا في تقديم عقار مصري أذهل العالم لعلاج الفيروس.. وتحولنا من أكبر دولة مصابة بالمرض الي أكبر دولة تشهد نسبة نجاح في علاجه.. فهناك العام الماضي الذي تم فيه علاج حوالي مليون ونصف المليون حول العالم من المرض.. حوالي مليون منهم في مصر.. وبعد نجاحنا المذهل هذا فكرنا لماذا لا نقدم هذا العلاج للعالم أجمع بإعتباره أولا ألأفضل وهذا بشهادة التقارير الدولية لإرتفاع حالات الشفاء منه لحوالي 99% مقابل حوالي 90% في أعلي الدول وهي امريكا.. وثانيا لأنه الأرخص.. وبالفعل أعددنا برنامج »‬ تور أند كيور» للعلاج من الفيروس هنا داخل مصر.. وبقي من يوصل رسالتنا للعالم.. فكان القرار الإعتماد علي نجوم العالم وكان داني ألفيش وغيره الكثيرين بمصر والمنطقة العربية والعالم.. ثم جاء مسك الختام بمشاركة ميسي من خلال إعلانه الذي أذعناه لأول مرة أمس الأول علي هامش الزيارة.. وسنطلقه للعالم للترويج للبرنامج ونتوقع إقبالا غير مسبوق خاصة مع إشادة ميسي بالعقار المصري وأيضا بمكانة وإمكانيات مصر.. كما ان الزيارة ستساهم في مضاعفة الإقبال علي البرنامج.
مؤتمر عالمي
وكما قلنا هناك تحرك مكثف في إتجاه الإهتمام بالسياحة العلاجية.. وعلي سبيل المثال هناك مؤتمر عالمي للتسويق للسياحة العلاجية سيتم إطلاقه الشهر القادم بشرم الشيخ. وسيعقد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء مؤتمرا صحفيا يوم 2 مارس القادم للاعلان عن تفاصيله وجلساته.. ولأهمية المؤتمر فقد وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعقد تحت رعايته في الفترة من 23 إلي 25مارس.
ويؤكد اللواء خالد فودة أن الهدف من إقامة مؤتمر للسياحة العلاجية بجنوب سيناء هو تسليط الضوء علي امكانيات مصر في السياحة العلاجية والاستشفائية وحصولها علي نصيبها العادل من هذا النوع من السياحة التي لم نحصل فيها إلا علي نسبة ضعيفة رغم امكانياتنا الهائلة.. مشيرا الي أن جنوب سيناء تزخر بالعديد من المناطق المؤهلة لإقامة منتجعات سياحية علاجية مثل سانت كاترين التي يوجد بها أعشاب طبية لا يوجد لها مثيل في العالم وكذلك الوديان بسيناء ومنطقة طور سيناء وحمام فرعون وعيون موسي والمياه الكبريتية المتميزة في علاج الامراض الجلدية والرمال الساخنة.
ويقول محافظ جنوب سيناء أنه سيشارك في المؤتمر الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق، وممثلي وزارات السياحة والصحة، واللواء عصام عبد الفتاح ممثلا عن القوات المسلحة ومستثمرين في مجال السياحه العلاجية، والشركات السياحيه العاملة في هذا المجال وهشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء.
ويشير عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء وأحد المنظمين للمؤتمر إلي إن محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة أكد علي توجيه الدعوة لجميع محافظات مصر التي تتميز بطبيعة تمكنها من العمل في هذا النوع من السياحة لحضور المؤتمر بشرم الشيخ وسيتم توجيه الدعوة لعدد من خبراء ومتخصصين واطباء من مختلف الدول ووسائل الاعلام العالمية لحضور المؤتمر.
ويضيف أن مثل هذه المؤتمرات تمثل دفعة قوية للاقتصاد المصري والسياحة ويسلط الضوء علي الامكانيات الموجودة بمصرنا الحبيبة وتوفير فرص عمل كبيرة للشباب.وأضاف أنه سيتم اقامة منتجع للسياحة العلاجية بمدينة طور سيناء وخاصة حمام موسي مع الإهتمام بدراسة علمية متخصصة والترويج للاعشاب الطبية في سانت كاترين.. كما سيتم خلال المؤتمر إبراز 3 محاور رئيسيه أهمها المحور البشري والنواحي المهارية والفنية للأطباء والإمكانيات الطبيعية الموجوده في مصر عامة وجنوب سيناء خاصة.
أول جمعية
وفي بارقة أمل علي دخول الإهتمام بالسياحة العلاجية حيز التنفيذ الفعلي.. بدأ الخبير السياحي عادل راضي وهو الرئيس الأسبق لهيئة التنمية السياحية ورئيس لجنة السياحة العلاجية حاليا بغرفة الفنادق جهودا مكثفة لإنشاء أول جميعة أهلية للإهتمام بالسياحة العلاجية كنواة لتطوير هذا النمط المهم بمصر.. ويؤكد عادل راضي أن الجمعية سوف يطلق عليها »‬الجمعية المصرية للسياحة العلاجية والاستشفائية» موضحا أنها ستضم أهم وأشهر المستثمرين والخبراء في هذا المجال.. موضحا ان الجمعية ستضع ضوابط علمية وفنية لترخيص المنشآت العاملة بالسياحة البيئية بكافة صورها لتقنين هذا النشط بجانب البدء في فتح خطوط إتصال مع دول العالم الخارجي الناجحة في هذا المجال.. بجانب وضع اجندة للمؤتمرات المتخصصة.. وقال ان الفترة المقبلة سوف تشهد إجتماعات مكثفة لتحقيق تلك الخطوة.
ومن جانبه أكد أحمد شكري، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة إهتمام الهيئة الكبير بتنمية وتطوير السياحة العلاجية النمط السياحي الأكثر دخلا لمصر موضحا أن هناك الكتالوج الذي أصدرته الهيئة بمقومات مصر في هذا الإطار والفنادق والشركات التي لديها إمكانيات لتنشيط هذه السياحة.. وعدة إتفاقيات منها اتفاقية رسمية بين الحكومتين المصرية والبولندية لتبادل الخبرات والمعلومات والتدريب والخبرة الكاملة في هذا المجال واقترح تفعيل هذه الاتفاقية وقال شكري أن زيارة ميسي تمثل خطوة بالغة الأهمية في الترويج لمنتج السياحة العلاجية التي تعد إحدي الكنوز السياحية غير المستغلة وغير المكتشفة في مصر حيث تحتل مصر موقعا متميزا علي خريطة السياحة العلاجية مما يجعلها مقصدا لراغبي الإستشفاء من جميع أنحاء العالم… وستعمل الهيئة علي إعادة استغلال هذا القطاع الحيوي والترويج له، الي جانب الاهتمام بالسياحة الاثرية والثقافية والترفيهية والاستشفائية التي تزخر بها مصر وبما لديها من مقومات طبيعية مثل الآبار والعيون والرمال.
خطة الملايين
ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي أنه بعد نجاح مصر في علاج المرضي من فيروس »‬سي» أصبحت محط أنظار جميع دول العالم.. موضحة أن زيارة »‬ميسي» جاءت لتؤكد أن مصر كانت وستظل رائدة في مجال السياحة العلاجية وتبعت برسالة لجميع شعوب العالم بأن مصر آمنه ولديها سواعد قادرة علي تقديم الخدمة الطبية علي أعلي مستوي وفقا لمعايير الجودة العالمية وبعقاقير مصرية وبدون قوائم انتظار لصرف العلاج، مشيرة إلي أن زيارة »‬ ميسي » تعد ضمن خطة الترويج للسياحة العلاجية بمصر من خلال إستقدام المشاهير العالميين سواء في المجال الرياضي أو غيره من المجالات.
وأوضحت وزارة الصحة أنه تم وضع خطة لجذب ملايين السائحين من خلال السياحة العلاجية، حيث يتضمن المشروع علاج أمراض الصدفية والروماتيزم والروماتويد وحب الشباب والأكزيما الجلدية، بالإضافة لاستكشاف الأماكن الواعدة في مصر في مجال الاستشفاء البيئي منها حمام فرعون وعيون موسي ورأس سدر في سيناء وسيوة في مرسي مطروح والآبار الكبريتية والعيون في الوادي الجديد والواحات البحرية ومحافظة أسوان، إضافة إلي أنه تم تطوير منطقة سفاجا وتحويل مستشفي سفاجا لمركز طبي للاستشفاء البيئي.
كما أشارت وزارة الصحة إلي أنه تم تدريب كوادر متخصصة من أطباء الوزارة للعمل في مجال السياحة العلاجية، من خلال دورات كانت أولها في مستشفي ناصر بهدف تحويل مصر لأكثر مركز للسياحة العلاجية والاستشفاء البيئي علي مستوي العالم.
وأوضحت الوزارة أن شركة »‬برايم فرما للأدوية» هي من قامت بتبني حملة السياحة العلاجية لمرضي فيروس »‬سي» تحت شعار »‬جولة وعلاج» Tour N»‬ure حيث تقوم بالترويج لعلاج المصابين بالفيروس في كافة أنحاء العالم واستقدامهم للعلاج بمصر بأدوية محلية الصنع وإشراف طبي مصري، وبتكلفة أقل من 5% من قيمة العلاج بالخارج، شامله تذاكر السفر والتنقلات والإقامة والتحاليل والعلاج.
وأشارت إلي أن خطة العلاج تبدأ باستقبال المريض منذ وصوله للمطار واجراء التحاليل والفحوصات وتحديد العلاج اللازم، وذلك من خلال مستشفيات ومراكز طبية تحت إشراف وزارة الصحة والسكان، لافتة الي أنه خلال تلقيه العلاج يتم تنفيذ برنامج سياحي له لمدة أسبوع يرافقه مرشد لزيارة أهم المعالم السياحية، كما يتم متابعة المرضي طوال فترة علاجهم بعد سفرهم لبلدانهم من خلال وسائل التواصل عبر الانترنت.
وذكرت وزارة الصحة والسكان أنه تم التفاوض علي تخفيض سعر الدواء حتي وصل إلي سعر 1% من السعر العالمي مما يُعد نجاحاً كبيراً للتخفيف علي الموازنه العامه للدوله، وقامت الوزارة بتشجيع شركات الدواء المصرية لانتاج المثائل المصرية لعلاج أكبر عدد من المرضي بتكلفة أقل وبنفس المعايير العالمية.