قال الجيش السوداني، الجمعة، إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية أطلقت النار على طائرة إجلاء تركية أثناء هبوطها في مطار وادي سيدنا خارج الخرطوم، مما أدى إلى إصابة أحد أفراد الطاقم وإلحاق الضرر بخزانات الوقود.
وأضاف الجيش السوداني في بيانه أن الطائرة هبطت بسلام ويجري إصلاحها، محذرة “من محاولات المتمردين عرقلة جهود الإجلاء بمثل هذه التصرفات الخطيرة”.
من جانبها، أفادت وزارة الدفاع التركية بتعرض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار في مطار وادي سيدنا بالسودان دون تسجيل إصابات، بحسب وكالة الأناضول.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع الهجوم على طائرة الإجلاء التركية وقالت إن هذه “المزاعم يكذبها الواقع”.
وأضافت القوات شبه العسكرية في بيان، الجمعة، أنها “ملتزمة بشكل صارم بالهدنة الإنسانية التي وافقنا عليها منذ منتصف الليل وأنه لا صحة لاستهدافنا لأي طائرة في سماء وادي سيدنا بأم درمان وهي منطقة لا تقع تحت سيطرة قواتنا”.
ودفع الصراع في السودان الدول إلى المسارعة بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها، حيث أجلت عدة دول رعاياها جوا بينما توجه آخرون إلى بورتسودان على البحر الأحمر على بعد 800 كيلومتر تقريبا من الخرطوم برا للإبحار نحو جدة غرب السعودية.
ورغم تمديد الهدنة الهشة أساسا، إلا أن العنف استمر في العاصمة الخرطوم، الجمعة، جراء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمر منذ أسبوعين.
وجرى التوصل للهدنة الجديدة بضغوط دولية من قبل دول تسعى لإنهاء القتال في السودان ودعت إلى تنفيذه بالكامل.
وفي بيان مشترك، رحب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع “الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
وأضاف البيان أن “هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية ستساهم في وقف دائم للأعمال العدائية وفي الترتيبات الإنسانية ما سيسهم في تطوير خطة لخفض التصعيد”.
ومنذ اندلاع القتال بينهما في 15 أبريل، جرى التوصل إلى هدن عديدة لكن جميعها فشلت في الثبات. وأسفرت المعارك حتى، الخميس، عن مقتل 512 شخصا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.
وكانت القوتان المتصارعتان، الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع، قد أطاحتا معا بحكومة مدنية في انقلاب أكتوبر 2021، لكنهما الآن تتناحران على السلطة مما يؤدي إلى تعطل الانتقال المدعوم دوليا إلى الديمقراطية ويهدد بزعزعة استقرار منطقة هشة.