منذ ان انطلقت العمليات الحربية في أوكرانيا والتداعيات الإقليمية والدولية تتسارع ف(واش نطن ) التي دخلت ساحة الحرب ومعها الاتحاد الأوروبي تمد أوكرانيا بأحدث المعدات والاسلحة لمواجهة التفوق الروسي وحُزَم العقوبات التي اصبحت تصدر جماعيا وفرديا ضد روسيا في مختلف المجالات وحملة سياسية واعلامية تروج لانهيار روسيا اقتصاديا وفشل روسيا في الخطط الحربية لحملة موسكو بل اصبح كبار المسؤولين يصرحون نيابة عن الأوكرانيين بل اصبح رئيس وزراء بريطانيا ووزيرة خارجيته يصرحون ويزودون اكثر مما يصرح به المسؤولون في (كييف)كما فعلت (تاتشر وبلير) ابان العدوان للإتلاف الدولي في حرب الخليج الاولى والثانية وسخروا معهم كل وساتل الاتصال والاعلام بكل ثقلها وعمدوا كما فعلوا ابان العدوان واحتلال العراق باستخدام شركات الدعائية الهوليودية ونشروا صور مفبركة بقصد شيطنة روسيا كما فعلوا مع العراق لإلصاق تهم جرائم ضد الإنسانية (الابادة والقتل الجماعي )بل وارسال الخبراء والمستشارين الغربيين والامير كان والمتطوعين للقتال الى جانب القوات الاوكرانية وبدأت العقوبات المفروضة على روسيا عكسية وكما اثرت على روسيا اثرت عليهم .
اما الجانب الروسي فقد وضع خطة لعملياته لها اهدافها المحددة فهدف احتلال (كيف )وتطويقها كما بدا اول وهلة كان خطة تكتيكه مقصودة لتشتيت القوة الأوكرانية وتفويت الفرصة عليها في مواجه مع القوات الروسية مجتمعة في شرق روسيا هدف العمليات الروسية الرئيسية .
وما قامت به روسيا لحد الان هو تدمير قدرة اوكرانيا العسكرية والاستراتيجية تدميرا شبه كامل واستطاعت احكام سيطرتها على محيط خاركوف واخرجت خرسون تماما من سيطرة كييف واستولت على ماريبول اخر ميناء على بحر (ازوف)وحاصرت مصنعها الاستراتيجي الذي بدأت بتدميره وكشف اسراره وباشرت بتعزيز وجودها وطرد القوات الاوكرانية من مقاطعة (دونباس) ودعمت (لوغانس ودونتسك )الجمهوريتين المستقلتين من طرف واحد وهي تحاصر ميناء نيكولايف الميناء السوفييتي السابق واودسا وتسعى لدخولها بدون عمليات عسكرية أو قصف كما جرى في مار يبول وغيرها.
خلاصة القول ان عمليات روسيا العسكرية في شرق اوكرانيا تكاد تحقق النسبة الاكبر من الخطة التي رسمها بوتن.
فلم تنهار القوات الروسية وظلت تواصل عملياتها بكفاءة ونجحت روسيا في تجربة كفاءة اسلحتها الاستراتيجية وتمكنت من تدمير القوات الاوكرانية وقواعدها ومصانع اسلحتها الاستراتيجية وشلت قدرتها العسكرية والاقتصادية والإنتاجية ولم تفلح العقوبات التي صدرت ضد روسيا من ثنيها عن اهدافها ولم ينهار الاقتصاد الروسي بل انعكست اثارا سلبية لم يسلم الاقتصاد الأوروبي والأمريكي نفسه حيث انه فشل الاجتماع الذي عقدته دول الاتحاد الأوروبي من تحقيق التوافق بينها تجاه مقاطعه النفط والغاز الروسي بناء على طلب واشنطن بل ان دولا مثل هنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا واستونيا لاحقا التي رفضت الدفع بالروبل عادت ووافقت على ذلك واضطر الاتحاد الأوروبي للسماح لبعض الدول بالاستثناء لفترات مختلفة لتلبية حاجاتها من النفط والغاز الروسي الذي عجزت عن تعويضه وفشلت واشنطن في املائها هذا بشكل واضح وتعاني الان دولا اوربية كثيرة من اثار العقوبات التي فرضت على روسيا مثل شحة موارد القمح والزيوت التي كانت تاتيها من روسيا واوكرانيا واصبح المواطن الاوربي يعاني من انعكاسات العقوبات على دخله ومعيشته كما يعاني المواطن الروسي بل فرضت روسيا على الدول الاوربية بتسديد قيمة النفط والغاز بالروبل الذي كان قبل بلغ عند بدء العمليات العسكرية الى مايقارب
120روبل مقابل الدولار بينما اصبح الان 62 روبل مقابل الدولار اضافة للكم الهائل من النازحين الاوكران الى اوربا الذين اربكوا الاقتصاد لهذه الدول.
بل امتدت اثار العقوبات على معظم دول العالم واجتاحت موجة من الغلاء اسواق العالم الى حالة تشبه ماحدث عشية الحرب العالمية الثانية .
هنالك اصرار اوربي امريكي على مواصلة الحرب ضد روسيا من خلال دعم مالي بلغ ارقاما خيالية فرضته واشنطن ودول الاتحاد الاوربي لتزويد اوكرانيا بالسلاح وهم يعرفون ان كفة النزاع حتما مع روسيا فالتصور الذي اعتقدته واشنطن بان روسيا مثل العراق ويمكن تدمير اقتصادها بالعقوبات فروسيا دولة عظمى لها امكانيات الدولة الكبرى اقتصاديا وعسكريا وتسليحيا ولها عمق سوقي هائل .
خلاصة القول ان موسكو مصرة على عمليتا الخاصة في شرق اوكرانيا ومصرة على تحقيق اهدافها وكشف الزيف الذي تروج له وسائل الاعلام الغربي وتصوير موسكو بانها لا تملك القدرة على حسم المعركة والتباكي على جرائم ترتكبها روسيا ضد الانسانية ونسوا انهم كانوا اكثر اجراما بحق العراق الذي حولته الى لا دولة تعيث فيه ايران وميليشياتها خرابا ونهبا وحولته الى ساحة لصراعات دموية وطائفية وقومية يحتاج الى معجزة لإعادة تأهيله كدوله لها تاريخها ومكانتها ووجودها.