المركز العربي الألماني
برلين
الامبريالية لطخة عار في جبين الإنسانية
الموقع : منصة تعليم المفتوحة لدراسة التاريخ
ترجمة : ضرغام الدباغ
هذه ليست المرة الوحيدة، التي تقتل فيها الشرطة في البلدان الرأسمالية شخصاً بدون ذنب، إنها لحقيقة أن هذا الفعل يتكرر كثيراً في هذه البلدان، فعل مؤسس على أن الدولة تمتلك القدرة كرد فعل على أي احتجاج. فالدولة الرأسمالية تملك قوة التشريع القانوني، والمؤسسة العدلية (المحاكم) وأجهزة التنفيذ، هذه القوى الثلاث بيدها تحت السيطرة، وبمرور القرون، أصبحت الدول تمتلك قدرات ومعدات فنية متطورة، وذات خبرة لتمارس تطبيق القوانين بطريقة احترافية، وتطبيق القانون بوسائل تلائمها بأنحرافات دقيقة، وأستخدام البوليس هو الخيار الأفضل والأسهل في استخدام الشرطة كأداة قمعية مفضلة.
لذلك نسمع كثيرا عن جرائم قتل بوسائل القتل المصرح بها. وفي حالات الضرورة يحال رجال الشرطة “للتحقيق”، ثم إلى “المحاكم”، ولكن جميع أجهزة السلطة، هي في قبضة السلطة، وقد يحدث أن أحد أعضاء هذه الأجهزة يكون مخلصاً لضميره، فهناك الكثير من الوقائع تطيع فيها الأجهزة ما تؤمر به. وتتعامل مع المخلص بسلاسة، ولكنهم سيتركونه يجوع على أرصفة الشوارع.
في الولايات المتحدة، حيث أسوء تطبيق للقانون، حيث يتمتع الشرطي الأمريكي بصلاحية وسلطة إطلاق النار على الرأس والصدر(بقصد القتل) إذا لم يطع الشخص الأمر الصادر له من الشرطي بالامتثال والوقوف، وتنفيذ أوامره المذلة والمهينة ، واستخدام القوة في التفتيش والبحث، وبسلاح مشهر، وبأول إشارة على عدم قبول أو غضب المواطن على هذا الإذلال والإهانة، يواجه المواطن بالقوة والمبالغة في القسوة.
وللأسف صار الشباب ينخرطون في سلك الشرطة، ويتخذون من أبطال الأفلام كسوبرمان وسبايدرمان أمثلة لهم في استخدام السلاح والعنف لأتفه الأسباب. وحتى في دول ” ديمقراطية ” مثل بريطانيا، حيث للشرطة فيها تاريخ جيد في تنفيذ القانون، يتعلمون من الشرطة الأمريكية التصرف الخاطئ، وسهولة اللجوء لإطلاق النار من أسلحتهم.
لقد أصبح الإرهاب ذريعة لتعاظم لجوء الشرطة لاستخدام الأسلحة وهي فكرة تروج لها مصادر الشرطة والأمن. وأن الثقافة المنحطة ( العنصرية، والفاشية) قد انتشرت بشكل ملحوظ بين ضباط ومراتب هذه المؤسسات، لسبب بسيط، هو أن الدولة تبدي ” التفهم ” للتطرف اليميني ويستحقون معاملة خاصة.
والدولة لا تقف بشكل ثابت وصلب ضد قوى اليمين، ولا تعتبر أن العنصرية هي المدخل إلى الجريمة الجماعية، لأن حفنة من المجانين تتخذ قرارات جماعية ضد الإنسانية، والشعوب والأمم، ويتعاملون مع الأمر بتفهم قليل، بعدم القبول بالعنف المتزايد ففي هذه الحالة يتصرف السياسي كالصيدلي ا(لذي يزيد الجرعة أو يخفضها)، يبدي عدم رضاه للمعاملة الفضة، ولكنه لا يدينها، وإذا عبر أحدهم عن عدم قبوله هذه الطريقة الغير إنسانية من التعامل فسيعتبر إرهابيا معاديا للسامية ….!
الدستور في الولايات المتحدة الأمريكية وربما في بلدان رأسمالية أخرى، ينبغي أن لا يستخدم في القضايا الداخلية، والمشرع في البلدان الرأسمالية قد أهتم ” في الحالات الضرورية فقط “ويقرر في الحالات الضرورية. واليوم يقررها رئيس البلاد في الدول الرأسمالية، في الولايات المتحدة من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقد مارس ذلك عدة مرات في التاريخ الأمريكي المعاصر، واليوم يقرر الرئيس ترامب
استخدام الجيش لقمع الاحتجاجات الشعبية، وفيها أستخدم الجملة ” لا تفوتكم ذكرى موت ديفيد ” (الشاب الأمريكي / الأفريقي الذي صرع على يد شرطي)، وهذه من تقاليد المجتمع العنصري الذي يقرر قيمة الإنسان بحسب لون بشرته.
واليوم تأخذ القضية تأخذ القضية نطاقا أوسع، ويجب أن يكون النطاق أوسع، فكيف يتمكن ” رجل بوليس / شرطي ” من قتل مواطن لم يفعل شيئا، يضع ركبته على رقبة المواطن بعد أن يطرحه أرضاً، ويضغط عليه لحد الموت .. رغم أن الرجل يصرخ ” أنني سأموت “، ويتعاون المستشفى مع الشرطي ويقرر أن الرجل كان يعاني من مرض قلبي، و ” ربما ” أنها سبب وفاة الرجل ….!
أنهم لا يريدون أن يحتج الناس … ولكن العالم بأسره اليوم يحتج ضد القتل، وشرطة العاصمة يقلدون الأمريكيين، بتبرير أنهم الشرطة الأكثر كفاءة ومهنية وأدائهم خارق. العالم الرأسمالي ينهار. يجب على الناس أن يكتشفوا أنهم (الانظمة الرأسمالية) في وضع صعب، وأنهم فاشلون في كل شيئ ما عدا أضطهاد وقمع الناس… وفوق كل هذا وهم يتتبرون أنفسم المبشرين بالديمقراطية.
البطل هو ليس من يخنق الناس بالقوة الغاشمة بركبته وتحت قدميه، البطل هو من يستطيع أن يقف وأن يصرخ …لا … القتلة يجب أن لا يفلتون
Leute… Passt auf…
أيها الناس … كونوا يقظين …..! (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش
(*) هذه جملة قصيرة شهيرة قالها المناضل الجيكوسلوفاكي يوليوس فوجيك قبيل إعدامه عام 1944 على أيدي النظام النازي