أربع سنوات بعد منحه اللقب، قبلت عائلة الطبيب المصري محمد حلمي الذي أنقذ يهودا من الموت خلال المحرقة النازية، تسلم التكريم في ألمانيا بعد إدراج اسمه ضمن قائمة “شرفاء الأمم” في إسرائيل.
قبلت عائلة طبيب مصري، أضيف اسمه لقائمة “شرفاء الأمم” في النصب التذكاري “ياد فاشيم” في إسرائيل لدوره في إنقاذ عائلة يهودية خلال المحرقة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، اللقب والتكريم بعدما رفضت الأمر طيلة أربع سنوات.
وحسب يومية هارتس الإسرائيلية، فإن احتفالا سيقام الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول بوزارة الشؤون الخارجية في برلين، سيحضره ناصر قطبي، ابن أحد أحفاد محمد حلمي.
ففي 2013، عندما أعلن القائمون على نصب “ياد فاشيم” المتخصص في دراسة تاريخ المحرقة النازية وضع اسم المواطن المصري محمد حلمي ضمن قائمة “شرفاء الأمم”، رفضت عائلة الطبيب قبول أي لقب أو تكريم من هيئة إسرائيلية حيث أعلنت وقتها ميرفت حسن، زوجة أحد أحفاد محمد حلمي في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” “لو اختار أي بلد آخر تكريم حلمي، كنا سنكون سعداء”.
وفي صفحات “جيروساليم بوست”، رحبت إيرينا ستينفيلد، مديرة قسم “شرفاء الأمم” في نصب “ياد فاشيم” التذكاري بتغيير العائلة رأيها. وقالت: “الأمر مهم ومؤثر جدا”، مضيفة “هذا يظهر قدرة الناس على تجاوز الحدود الثقافية ورؤية معاناة البشر”.
أول عربي ينضم لقائمة “شرفاء الأمم” في إسرائيل
ويعد محمد حلمي أول عربي يدرج اسمه ضمن قائمة “شرفاء الأمم” في إسرائيل. ولد في 1901، بالخرطوم في السودان، من والدين مصريين. انتقل في 1922 إلى برلين لتلقي دروس في الطب، ليستقر فيها رفقة صديقته الألمانية فريدة ستورمان، ويعمل في معهد “روبرت كوش” لغاية 1937 قبل أن يطرده النازيون من الشغل.
عانى الطبيب المصري من العنصرية خلال فترة إقامته بألمانيا، حيث لم يكن له الحق بالعمل في المؤسسات الصحية العمومية أو حتى أن يتزوج صديقته الألمانية حسب مسؤولي النصب التذكاري.
لعب دورا كبيرا في إنقاذ صديقة يهودية تدعى آنا بوروس خبأها لسنوات في منزله، حيث قالت “الدكتور حلمي خبأني في بيته ببرلين من 10 مارس لغاية نهاية الحرب”. مضيفة “الدكتور حلمي فعل كل شيء لي بقلب طيب وسأبقى مدينة له للأبد”.
كما ساهم الطبيب المصري في إنقاذ حياة ثلاثة أفراد آخرين من عائلة آنا بوروس.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، سافرت العائلة التي نجت من المحرقة إلى الولايات المتحدة وبعثت برسالة إلى مجلس الشيوخ الألماني لتثمن الدور الذي لعبه المواطن المصري وزوجته أيام النازية. وقام مركز أرشيف برلين بنشر هذه الرسالة مباشرة ثم سلمها بعد ذلك إلى مسؤولي النصب التذكاري في إسرائيل.
توفي محمد حلمي عام 1982، أما زوجته، فتوفيت في عام 1962.