فى بداية فورية لمهامه الرئاسية، وقع الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب ثلاثة قرارات جديدة بمجرد أدائه اليمين الدستورية وقبل مشاركته فى الاحتفالات الرسمية بتنصيبه رئيسا للبلاد، حيث وقع قانونا بتقليص نظام الرعاية الصحية المعروف باسم «أوباما كير»، وقرارا بتدشين مظلة الدفاع الصاروخية للتصدى لأى هجمات محتملة من إيران وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى توقيع قرار يحدد يوما وطنيا جديدا للولايات المتحدة.
وينص المرسوم الأول لترامب على أنه «فى الوقت الحالى ولحين إلغاء أوباما كير، يتحتم على الأجهزة التنفيذية ضمان تنفيذه بكفاءة، واتخاذ جميع الإجراءات بما يتفق مع القانون للحد من الأعباء الاقتصادية والتنظيمية التى لا مبرر لها، والاستعداد لمنح الولايات مرونة وسيطرة أكثر لخلق سوق رعاية صحية أكثر حرية وانفتاحا».
يأتى ذلك فى الوقت الذى وافق فيه مجلس الشيوخ الأمريكى على تعيين كل من الجنرال جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، وجون كيلى وزيرا للداخلية، ليكونا بذلك أول عضوين فى إدارة ترامب ينالان الضوء الأخضر من المجلس.
وتزامنت هذه البداية السريعة لعهد ترامب مع انتشار الفوضى وأعمال شغب فى واشنطن العاصمة إثر مواجهات عنيفة بين مئات المتظاهرين المناهضين للرئيس الجديد وقوات الشرطة أمس الأول.
واستيقظت العاصمة الأمريكية أمس على مشهد فوضوى من سلال القمامة والسيارات المحروقة وواجهات المحال التجارية المحطمة وقنابل مسيلة للدموع.
كما شاركت نحو ٢٠٠ ألف سيدة فى المسيرة النسائية التى شهدتها واشنطن أمس، والتى وصفوها بأنها «مظاهرة ضد كراهية النساء والعنصرية والتعصب الديني».
كما تم تنظيم عدة مظاهرات احتجاجية فى أستراليا ونيوزيلاند ولندن وباريس وبرلين وتل أبيب والعديد من مدن العالم بشكل منسق، قدرت بـ٦٧٣ مسيرة، تحت عنوان «مسيرة الأخوات».
وكانت واشنطن قد عاشت ليلة من العنف، حيث حطم ما بين ٥٠٠ و١٠٠٠ متظاهر ملثم واجهات زجاجية، ورشقوا عناصر الشرطة بالحجارة فى شارع «كاى ستريت» الذى يبعد مئات الأمتار عن البيت الأبيض. وتجمعت سحابة دخان كثيف فى الموقع الذى حلقت فوقه هليكوبتر للشرطة وتناثرت فيه سلال القمامة المتفحمة وحطام الزجاج وعلب الصحف المعدنية والخرطوش، وكانت سيارة ليموزين سوداء بين السيارات المحترقة، وكتب على لافتة رفعتها متظاهرة مقنعة «نضالنا سيستمر أربع سنوات»، ملمحة بذلك إلى ولاية ترامب الذى أصبح الرئيس الـ٤٥ للولايات المتحدة، وأسفرت حالة الفوضى فى واشنطن عن اعتقال ٢٠٠ شخص.
وتوالت أمس ردود الفعل الدولية المتباينة ما بين الحذر والتفاؤل على تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد.
فعربيا، بعث العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز برقية تهنئة للرئيس الأمريكى الجديد، معربا عن «متانة العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة بين البلدين الصديقين»، كما أعرب وزير خارجيته عادل الجبير عن تفاؤله بالعمل مع ترامب.
كما هنأ الرئيس الفلسطينى محمود عباس دونالد ترامب، قائلا فى بيان «أتطلع للعمل معه من أجل السلام والأمن والاستقرار فى عالم مضطرب ومنطقة تعيش مأساوية».
بدوره، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكى ترامب، وكذلك الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وفى تل أبيب، عرضت أجهزة الأمن الإسرائيلية على رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو سيناريوهات التصعيد فى حالة إعلان محتمل للرئيس ترامب عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وفى موسكو، أعلن ديمترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الكرملين استعداد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقاء نظيره الأمريكي، ولكنه أوضح أن التحضير للقاء من هذا النوع قد يستغرق بضعة أشهر.
وفى لندن، هنأت تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية الرئيس ترامب بعد توليه مهامه الرئاسية، وصرحت أنها واثقة من أن الرئيس الأمريكى الجديد يعترف بأهمية حلف شمال الأطلنطى «الناتو»، على الرغم من تأكيداته فى الأيام السابقة أنه تحالف «عفى عليه الزمن».
وقالت ماى فى لقاء مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية «أنا واثقة أيضا من أن الولايات المتحدة ستقر بأهمية التعاون الذى لدينا فى أوروبا لضمان دفاعنا الجماعى وأمننا المشترك».
وفى روما، قال أنجلينو ألفانو وزير الخارجية الإيطالى إن إيطاليا لديها ثقة فى الرئيس الأمريكى الجديد، وفى علاقة الصداقة الوثيقة مع أمريكا.
وفى برلين، دعا زيجمار جابريل وزير الاقتصاد الألمانى إلى سياسة اقتصادية جديدة تركز على آسيا فى أعقاب تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وفى أوتاوا، هنأ رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو الرئيس ترامب، معبرا فى الوقت نفسه عن أمله فى أن تعزز كندا والولايات المتحدة الشراكة بينهما من أجل أمن البلدين ومصلحتهما.
وفى بكين، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أنها تأمل بأن تفهم الإدارة الأمريكية الجديدة أهمية العلاقات مع بكين، فى الوقت الذى أشارت فيه إلى أنه «يجب الاستعداد للأسوأ».
وفى مكسيكو سيتي، قال الرئيس المكسيكى أنريكى بينا نييتو إنه يريد تعزيز العلاقات مع نظيره الأمريكى الجديد ترامب الذى أدت تهديداته وانتقاداته للمكسيك إلى إثارة مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية ضخمة وأدت إلى هبوط عملتها.