في ظل تصاعد التوتر في مسار المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، تتزايد المؤشرات على أن طهران لا تسعى إلى اتفاق حقيقي، بل تستخدم مسار التفاوض كأداة لكسب الوقت وتخفيف الضغوط دون تقديم تنازلات جوهرية.
فقد تمّ تعليق الجولة الرابعة من المحادثات التي كان من المقرر عقدها يوم السبت في روما، وسط تباينات عميقة في المواقف، سواء في ما يخص البرنامج النووي أو الملفات الإقليمية الحساسة.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة 2 أيار/مايو، شدّد على أن على إيران “أن توقف بشكل كامل تخصيب اليورانيوم، وتجميد تطوير الصواريخ البالستية بعيدة المدى، ووقف دعم الميليشيات المسلحة مثل الحوثيين في اليمن”، كما طالب بالسماح للمفتشين الدوليين بدخول جميع المنشآت، بما فيها المواقع العسكرية. وأشار روبيو إلى أن الدول التي تخصّب اليورانيوم إنما تفعل ذلك بهدف الوصول إلى سلاح نووي.
في المقابل، جاءت ردود طهران عبر مستويات مختلفة، تحمل طابعًا دفاعيًا يفتقر إلى الاستعداد لأي تغيير جذري في السياسات. علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي، ألمح إلى احتمال فشل المفاوضات، قائلاً: “الكثير من القوانين الدولية تبدو في ظاهرها خاضعة للمنظومات القانونية، لكن في جوهرها ترتبط بالقوة”، مضيفًا أن “الأميركيين يعتقدون أن عليهم فرض إرادتهم كقوة عظمى”.
بدوره، عبّاس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أعرب في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن تمسّك طهران بالتواصل مع الترويكا الأوروبية، لكنه اعتبر أن استمرار سياسة العقوبات والتهديدات الأميركية “يضع علامات استفهام حول جدية واشنطن”.