بقلم الدكتور صلاح سلام
بعد ان بدأت مصر قي تطعيم الفرق الطبية وتعاقد وزارة الصحة على اربعين مليون جرعة من اللقاح لانستطيع ان نحدد المدى الزمني الذي تدخل فيه هذه اللقاحات الى مصر فجميع الدول تتعاقد ولكن تبقى الحقيقة المرة وهي ان ٢٠%من سكان العالم تستحوذ على80% من إنتاج مصانع العالم من اللقاح.
وهنا تضيع كل معاني القيم الانسانية ويبقى شعار المرحلة “ياروحي مابعدك روح” وتسقط كل الادعاءات الايديولوجيةالتي صدعوا العالم بها عن قيم ومبادئ المساواة في الحقوق دون النظر الى الدين والعرق واللون…
ونظرة فاحصة الى واقعنا ومن خلال احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء نرى ان20%من المجتمع تحت سن١٨عام وهذه الفئة ليست في حاجة الى اللقاح وثلث المجتمع تحت سن ٢٩ وايضا هذه الفئة لاتحتاج الى اللقاح الا القليل ممن يعانون من السمنة او السكر الوراثي وبناء عليه هناك حوالي50مليون فقط من هم في حاجة الى اللقاح ونظرا لانه اختياري فالمتوقع ان يتقدم نصف هذا العدد على الاكثر وبالتالي نحن نحتاج إلى 50مليون جرعة تقريبا…
وهنا يبرز سؤال هام وهو.. اين اللقاح المصري؟اين وزارة البحث العلمي واكاديمية البحث العلمي والمركز القومي للبحوث ومدينة زويل للعلوم وكليات العلوم ومعامل كليات الطب؟ هل تحولت كل هذه المؤسسات الى العمل الاكاديمي؟ واصبحت مجرد عنوانين..
والان وبعد مرور اكثر من عام على اكتشاف الفيروس لابد ان نوجه هذه الأسئلة وان كانت الاجابات المتوقعة دائما هي نقص الامكانيات مع العلم ان من يمول هذه الابحاث في العالم كله هو القطاع الخاص بالشراكة مع بعض المؤسسات علما بان هيئة المصل واللقاح هي شركة وتستطيع ان تستثمر في هذا المجال وخاصة ان اللقاح الصيني مثلا والذي اثبت وجوده وشاركنا في تجاربه السريرية ليس معقدا فهو مثل اللقاحات التي نستخدمها منذ عقود فهو فيروس ميت وتم وضعه في وسط معين بدرجة حرارة من ٢ الى ٨ ….
والمحصلة ان هذا النوع ذات تكنولوجيا في متناول اليد…وهذا مايجعل دعوتنا لتصنيع اللقاح في مصر مسألة ملحة وعاجلة ليس فقط لتوفيره للمصريين مجانا فقط ولكن لتصديره لكل دول افريقيا لتتحقق الريادة الفكرية فعلا لا قولا..وعود على بدء… ان ظن الدول الكبري بانهم اذا لقحوا كل شعوبهم وتركوا الدول الفقيرة انهم سيكونون في مأمن فقد خاب ظنهم فلكي تعود الحياة الى طبيعتها فلابد ان تفتح السفر والطيران والسياحة وغيرها فستضطر ان يختلط الحابل بالنابل وتعود الكرة من جديد للانتشار وخاصة ان مدة الحماية من الفيروس بعد تلقي اللقاح هي من ستة شهور الى سنة..
وللعلم انه حتى الان تم الانتهاء من اثني عشر نوعا من اللقاحات وتنظر الاجازة للاستخدام الطارئ ومنها من سيستخدم لمرة واحدة فقط بدل الجرعتين…
وعلينا ان نسابق الزمن فقوة الامم لم تعد فقط بالقوة الصلبة ولكن ايضا بالانجازات العلمية والطبية فلننظر الى شركتي فايزر ومودرنا كم حققتا من ارباح للناتج القومي الامريكي من حصيلة بيع اللقاح وماهو متوقع في السنوات القادمة وخاصة ان لقاح فايزر يمكن تغيير بعض مساراته ليقاوم السلالات الجديدة لفيروس كورونا وهو الوحيد حتى الان الذي يقوم بهذه المهمة…
ولكن المدهش انه بعد التشكيك المستمر في اللقاح الروسي سبوتنكv تخرج اهم واكبر مجلة علمية في العالم وهي “لانست”لتشيد بنتائجه والتي وصلت الى 91.6%…
اما الجديد في الامر هو الدمج بين لقاحين او اكثر لزيادة الفاعلية …وهكذا ستستمر الحياة في صراع بين الانسان والمخلوقات الصغيرة ويبقى البقاء للاقوى ولكن هذه المرة ليس لمن يملك القنبلة النووية او الصواريخ العابرة للقارات ولكن لمن يمتلك اللقاح او العلاج او كلاهما معا