الشيخ أحمد تركى
أنا لا أدعوا الله تعالى أن أكون صالحاً ومن الصالحين !! أنا أدعوه سبحانه أن يجعلنى صالحاً و من المصلحين …
الفرق كبير جدااااااا
الصالح هو من صلح فى نفسه ويكتفى بذلك !! ليس عنده طموح ان ينشر الخير فى محيطه الاسرى والادارى والاجتماعى … عايش يربى العيال وليس له اثر على من حوله او لصالح وطنه وأمته ..
ناس كتير بتحب تعيش الدور دا !!!
يدخل مؤسسة ويخرج منها على المعاش دون ان يصلح فيها قشة واحدة أو يضيف لها علم او خبرة او نجاح او منفعة !!! وبعد كدا يشتكى الزمن وسنينه وانه جاء فى الزمن الغلط !!!!!!
المصلحون يا سادة هم أداة التغيير والعبور الى المستقبل بالعلم والخبرة والعمل ومواجهة التحديات …
الانبياء والأولياء والمصلحون عبر التاريخ تعرضوا لقسوة وتحديات تدهش العقل البشرى … لكنهم فى النهاية انتصروا وقابلوا ربهم ببصمات خير زرعوها فى الحياة وللناس …
لقد ذكر القرآن قصص هؤلاء جميعاً ليعطيك رسالة واضحة وصريحة …
ما تزرعه اليوم من خير ستجنى ثماره فى الدنيا والآخرة ..
وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ..
وما تزرعه من خير ويخفيه عدوك حتى لا يكون لك قدراً بين الناس سيعلن عنك حتماً يوماً ما … وسيكون رأس مالك فى الآخرة لدخول الجنة …
ثم كانت الوصايا الإلهية الآتية :
1- لاتكن مفسداً فى صورة مصلح.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11) البقرة ..
2- لا تكن فاسداً فى الخفاء ومدعياً للصلاح فى العلن …
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) البقرة
3- لا تنزعج من مواجهة التغيير ودفع الضريبة !!
فالله معك فى أشد الشدائد وهو ناصرك ومعينك ..
” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” 39. التوبة
4- احرص على اضافة شيء نافع للحياة قبل موتك ..
علم – مشروع – خدمة بلدك – نشر الأخلاق … الخ
على الأقل تربى اولادك …
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ثم اسال نفسك سؤالا مهماً ؟!! ماذا قدمت لحياتى ؟ لأجده فى دنياى بركة وعزة وسيرة طيبة ونجاح ومشروع صلاح ينفع ذريتى !! واجده فى آخرتى رحمة وثواب وجنة عرضها السموات والأرض …
“مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُومًا مَّدْحُوراً* وَمَنْ أَرَادَ الآخرةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً* كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاءِ وَهَـؤُلاءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً* انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وللآخرة أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً”. 18-21. الاسراء
الكثير يتساءل ؟!! ماذا أخذت ؟! والأجدر به أن يقول : ماذا قدمت ؟!
هذا هو السؤال الذى سيسأله الإنسان يوم اللقاء مع رب العالمين ،،،،
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24). الفجر.
ما احوجنا فى شدائد عصرنا الذى نعيشه الى هذا النوع من الناس !! لنعبر ببلدنا وحياتنا الى المستقبل بقوة الايمان والعلم والعمل وإدارة الازمات ومواجهة التحديات المحتملة او المحققة …
لا وقت عندنا لأصحاب الدروشة او التنطع او الفهلوة !!!
لان القوى فقط هو الذى سيستمر قوياً فى هذه الحياة مع تجدد أزمات انتشار الفيروسات !!
الضعيف سيموت وتموت معه حضارته وعقيدته وانتماؤه !!!!
ويقيني أن مصر المحروسة قوية وحباها الله تعالى وقت هذه الازمات بالقوى الأمين ،،،،
فكونوا خلفه جيشاً من الأقوياء المصلحين …
والله الموفق والمستعان