أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / فى ذكرى يوم الشهيد. تعرّف على الفرق بين الشهيد والقتيل؟!

فى ذكرى يوم الشهيد. تعرّف على الفرق بين الشهيد والقتيل؟!

بقلم: الشيخ أحمد تركى

 

اليوم 9 مارس ( يوم الشهيد ) ، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصرى عام 1969 على الجبهة المصرية وسط جنوده وهو يقود معارك حرب الاستنزاف بنفسه أمام العدو الصهيونى.

استشهاد البطل عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش فى حفرة تبعد عن العدو الاسرائيلى مائتين وخمسين متراً فقط يقاتل بنفسه دفاعاً عن وطنه بكل شجاعة وجسارة ، ألهبت مشاعر الملايين من الشباب المصرى والعربى خلال الثمان والأربعين سنة الماضية ، فى الدفاع عن الوطن ، وبات الشهيد رمزاً سار على دربه خيرة أبطال جيشنا العظيم فى معركة اكتوبر 73 ، ولا يزالون يستشهدون دفاعاً عن مصرنا المحروسة .

فى الوقت الذى يسقط كل يوم شهداء على حدود مصر الشرقية دفاعاً عنها ، ُيروج قطيع جماعة الإخوان الإرهابية ( مشروع خيانة المسلمين والأمة العربية منذ عام 1928) ، وأخواتها وبناتها ، أن من قتل المصريين والجيش والشرطة. شهيد !!!!!

وهذا بالطبع أوجب علىّ كأحد علماء الأزهر الشريف ، أن أقول كلمة حقٍ فى وقت يحتاج الحق فيه إلى تبيين الحقيقة و تجلية الفرق بين الشهيد والقتيل وقد أمر الله تعالى أهل العلم بتصحيح المفاهيم المغلوطة ، ومجاهدة الذين يفترون على الله الكذب بالحجة .
قال تعالى : ” وجاهدهم به جهاداً كبيراً ” 52 : الفرقان.
وقال تعالى : ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ” (187 ) ال عمران .

س: ما الفرق بين الشهيد والقتيل :-

ج: الشَّهِيدُ هو: المقْتول في سبيل الله والجمع شُهَداء وفي الحديث: « إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِى طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْثَمَرَةِ الْجَنَّةِ أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ » رواه الترمذي ، والإسم الشهادة واسْتُشْهِدَ قُتِلَ شهِيداً وتَشَهَّدَ طلب الشهادة .
قال الله عز وجل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِأَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) [آل عمران : 169] ،كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث ، وسمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة ، وقيل سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأُمم الخالية ، قال الله عز وجل لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ، والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله ، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ ، وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ، ، وقيل لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه ، وقيل لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ .
**والشهيد هو من قُتِل فى ( قتال ) دار بين الأمة ( الدولة ) بإذن ولى الأمر ( الحاكم ) وبين العدو دفاعاً عن الأرض أو مصالح الوطن
قال رسول الله صلى الله عليه سلّم: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. رواه النسائى.
ويلحق بذلك كل من كلفه ولى الأمر بمهمة دفاعاً عن الوطن أو لتحقيق مصلحة عليا للأمة داخل الوطن أو خارجه أو على حدوده ، مثل مهام رجال الشرطة فى تنفيذ القانون ومؤسسات جمع المعلومات وتأمين الوطن على كل المستويات.
ومن الفروق الواضحة بين الشهيد والقتيل:
1- الشهيد : يموت فى قتال ( فى سبيل الله ) للدفاع عن الوطن بإذن ولى الأمر. وهذا الشرط لا ينطبق إلا على الجندى فى الجيش
أما القتيل : فهو يموت فى معركة لتحقيق أيدلوجية باطلة راسخة فى عقله فهو يمارس القتل وليس القتال !!!
وهذا ينطبق على الإرهابى.
والفرق بين القتل والقتال واضح وضوح الشمس. فى القرآن
حيث أمر الله تعالى بالقتال وليس القتل !!
قال تعالى : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة : (190)
والقتال على وزن فعال. يعنى معركة حربية من طرف الدولة مع طرف آخر( عدو ) للدفاع عن الدولة.
أما القتل فهو إزهاق روح للتشفى أو تحقيق مصلحة شخصية بشخص أو جماعة .
والقرآن كما حث على القتال فى سبيل الله للدفاع عن الوطن. نهى عن القتل. ” أنه من قتل نفساًبغير نَّفْسٍ أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ” المائدة : 32
والقتال فى سبيل الله هو نوع من أنواع الجهاد.
أما القتل فهو جريمة جزاؤها جهنم وبئس المصير.
فالشهيد مقاتل فى سبيل الله ، أما القتيل فقد كان يمارس القتل وليس القتال.

2- الشهيد يموت ليدافع عن الأمة ( الوطن ) وهذا هو مفهوم الإحياء ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) وهذا ينطبق على خير جنود الأرض من جيشنا العظيم الذين استشهدو فى أرض المعارك ، فهم يموتون لأجل الأمة ( الدولة ) أما القتيل فقد كان حريصاً على قتل الأمة ليحيا هو وأيدلوجيته وجماعته. !!
( فكأنما قتل الناس جميعا).
وهذا ينطبق على الإرهابى الذى يدمر الوطن ويقتل مخالفيه باسم الجهاد فى سبيل الله.
3- الشهيد قاتل أعداءه بإذن ولى الأمر تحت راية الدولة ، أما القتيل فقد قتل بإذن جماعته وتحت رايتها أو تطوع ليؤدى دوراً إجراميا.

وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من يقتل ويدعى الجهاد فى سبيل الله ، وحذرنا منهم وأمرنا بقتالهم ، وقال : طوبى لمن قاتلهم !!
فقال ( يؤتى بالمقتول يوم القيامة فيقول الله له : لم قتلت ؟ فيقول : لتكون العزة لك ، فيقول الله له : كذبت !! انما قتلت لتكون العزة لفلان !! ويسحب به الى النار ).
وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ”

وهذه الأحاديث وغيرها تؤكد أن من قتل تحت راية جماعة ضد الدولة أو الأمة (حتى ولو اعتبر ذلك جهاداً لنصرة الله) فهو قتيل يستحق غضب الله وجزاؤه جهنم وبئس المصير وليس بشهيد.
وهذا بالطبع ينسحب على كل الجماعات الإرهابية التى تقتل وتدمر وترفع راية الجهاد والله ورسوله منهم برآء ،
وأهدافهم هى اهداف الخوارج قديماً وحديثاً – احراز المكاسب باسم الدين – وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم عنهم ” يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ”
وقد قُتِل الكثير من اتباع مسيلمة الكذاب فى معاركه ضد صحابة النبى صلى الله عليه وسلم تحت راية الدين والهدف الحقيقى هو احراز مجد كذوب لمسيلمة الكذاب !! وراحت أراحهم هدراً ،،،،، خسرو الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين ،،،
وهذا لمن يسأل عن مصير قتلى الارهاب بناء على حقيقة القران والسنة…. مصيرهم هو مصير قتلى جيش مسيلمة الكذاب ويوم القيامة سيتبرأ بعضهم من بعض
قال تعالى :
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} البقرة 166، 167

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *