اكررها للمرة المليون، الأزهر قلعة للعالم الاسلامي شاء من شاء و ابى من ابى. الأزهر عمره اكثر من الف عام و رغم ذلك لم نسمع عن الارهاب باسم الدين الا في آخر ٣٠ -٤٠ عاماً متضمن تنظيم القاعدة و حتى تنظيم داعش اللي ظهر منحوالي ٥ سنوات .
هناك من يدعم و ينشر هذه الاكاذيب غالبا غير المسلمين المتشددين و المنافقين من ذوي المصالح. و للمتطاولين أقول يا ريت نقرا الخريطة السياسية صح و نقرا الأحداث و ما نبقاش (بغبغانات) نردد عبث الكلام بدون وعي او تفكير او ثقافة .
ركزوا على محاربة الارهاب لان لا دين له و هو صناعة مستوردة من خارج البلاد العربية ازدهرت و ترعرعت داخلها على أيدي ابناءها بسبب الفقر و الجهل معاً و اتمنى ان نغلق باب النزاع و تلفيق التهم ضد الاسلام التي هو بريء منها.
الاسلام اصلا ليس في وضع اتهام و لكنها النفوس الكارهه للاسلام تجد في كل موقف فرصة للتعبير عن هذا الكره . اشكر الله على نعمة الاسلام الذي يتسع للجميع لحرية الاختيار بالآية الكريمة” فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر”.
الأزهر ليس له سلطان على اي مسلم و كل إنسان عندنا في الاسلام مسؤل عن نفسه و ليس الأزهر مشرع للدين و لكنه مصدر العلم الديني بفروعه المختلفة .لا كهنوت في الاسلام و ليس بينا و بين ربنا وسيط. و إليكم على سبيل المثال و ليس الحصر الاية الكريمة : ” كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه” و آيه اخرى يخاطب ربنا رسوله الكريم قائلا:” ذكر أنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر” و آية اخرى : ” لا اكراه في الدين” و لكن هناك حدود في الاسلام شرعت للحفاظ على المجتمع و سلامته و لا يجروء احد بتطبيق هذه الحدود الا أولي الامر.
مطالب الناس بتكفير فئة باغية لا تجوز شرعاً اذا كانوا يدعون قول الشهادتين. اذا طالبنا بمحاربة داعش الان فهذا حقنا كمسلمين على فئة مسلمة باغية عملاً بالآية الكريمة” وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ”.
و لكن اذا كانت المطالَب ان نحاربهم لانهم كفرة فهذا معناه إعطاء الضوء الأخضر لمحاربة كل ما هو غير إسلامي و ده منتهى الخطورة و الكارثية و ضد مبدأ الاسلام في ان كل شخص له حرية الاعتقاد . الى جانب اذا سلمنا بأنهم كفرة هل هذا سيمنع اي اعتداءات او يحد من الجريمة؟ الإجابة لأ.
و الى متهمي الأزهر بالتقاعس و التكاسل في مسألة تكفير داعش او غيرهم من الإرهابيين المعتدين أسأل سؤال مهم.. هل أصدرت كنيسة الڤاتيكان او كنيسة الاسكندرية قرارات بتكفير البيض لما استعبدوا السود و اصطادوهم كالحيوانات من افريقيا و أتوا بهم رغم عنهم الى امريكا.
هل كفرت الكنيسة قتل الهنود الحمر بالملايين على أيدين البيض المؤمنين وقتها. هل كفرت الكنيسة موت ٣ مليون بني آدم ماتوا في ١٠ ثواني بالقنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية . هل كفرت الكنيسة مجموعة ال kkk المسيحية المتطرفة عندما قتلوا السود و عثوا في الارض فساد؟؟؟ .
الإجابة :طبعاً لم يحدث و لن يحدث ابدا و يا ريت يكون لنا رؤية أوسع عند المساس بالاديان و علينا جميعا ان نقتنع ان اذا كان أياً من كان مسلم او مسيحي او يهودي يقوم بأعمال شيطانية فليس هذا معناه لانه ينتسب لهذه الديانة و لكنه إنسان خارج على القانون لابد ان يحاسب و يعاقب و ان كان مسلم او مسيحي او يهودي.
كان من الخطأ ان تعلو المطالَب بتجديد الخطاب الديني على غير هدى و لا كتاب منير بتجديد الخطاب الديني دون وضع القيود والضوابط ان تكون من خلال المتخصصين من علماء الدين الاجلاء.
وان تكون صحوة في التعليم الديني و توصيل المعلومة الصحيحة و لكنها ليست مشكلة الأزهر و لكن مشكلة منظومة علمية بالية داخل مصر و تقصير في طريقة إعداد المعلم و الطالب معاً على كل المستويات و ليس الأزهر فقط. الجميل في امريكا ان يعيش فيها كل انواع البشر بكل افكارهم و بكل طوائفهم و بكل معتقداتهم و لا يجروء أحداً ان يتجاوز في حق الاخر لان هناك قوانين رادعة و هناك أمن و حرية الأديان و حرية الأفكار مكفولة للجميع . و لنتذكر جميعاً ما فعله المجتمع الامريكي و الجمعيات الحقوقية و القضاة لدعم المسلمين في كل المدن منذ اقل من شهرين عندما تجاوز الرئيس ترامب و إصدر قرارات بمنع المسلمين من ٧ دول دخول امريكا الى ان تراجع لان هذا الفعل لا يمثل المبادئ الامريكية في شيء و تم الضغط على ترامب لان لا احد فوق سلطة القانون.
من يحاول بإلقاء المسؤلية على الأزهر فهو مخطئ لان هذا ببساطة سيوغر صدور معظم المسلمين نتيجة المساس بالمؤسسة الدينية و سيفقد التعاطف مع هذا الحادث او اي موقف مشابه مع غير المسلمين المروجين لمثل هذه الضلالات باتهام الاسلام مباشرة و رجاله و سيكون وقود اشتعال فتنة قد تأتي بالأخضر و اليابس لا قدر الله و لكن الاحرى ان نركز و نتكاتف على تفعيل القوانين الرادعة ضد الارهاب و زيادة كفاءات الأمن و تطوير استراتيجيات و تقنيات المعاملة مع الجريمة و الارهاب.
حقيقي أتمنى ان يتخلص بعض الإخوة الأقباط بالشعور بالاضطهاد و الدونية و عليهم ان يندمجوا اكثر كمصريين و هذا الحادث المؤلم يشرح الطبيعة التاريخية بين المسلمين و المسيحيين على ارض مصر و هو الحادث الاليم أسفر عن سقوط عدد (١٧ قتيل) منهم ( ٦ )مسلمين كانوا يقوموا بحراسة المصلين داخل الكنيسة. و الجميع يعلم بعدد من يسقط يوميا من الجيش و الشرطة على الحدود المشتعلة لحماية المسلم و المسيحي. و اخيرا و ليس آخرا ، رحم الله شهداء الوطن و رحم الله الابرياء .