أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / أهداف الناتو العسكرية من الأزمات العربية
Participants attend the NATO Summit in Warsaw, Poland July 8, 2016. REUTERS/Kacper Pempel

أهداف الناتو العسكرية من الأزمات العربية

فى الوقت الذى تموج فيه الحروب والنزاعات الطائفية والمذهبية فى منطقتنا العربية يكثر الحديث حول التدخلات الأجنبية فى الأزمات الإقليمية، سواء لحسم المعركة أو تعقيدها،

ومن هنا كان لحلف شمال الأطلنطى ( الناتو) دور عسكرى يذكر فى مساندة ( الثوار ) الليبيين أو للقضاء على نظام معمر القذافى حينئذ، الأمر الذى فتح الباب أمام التكهنات باحتمالية عودة الحلف العسكرى الأوروبى من جديد للتدخل فى شئون الدول العربية، خاصة وعدم حسم المعارك بشكل أدى الى الاستقرار وبناء مؤسسات الدول، وهو الأمر الذى حرصت قيادات الحلف على توضيحه لعدد من قادة الفكر والخبراء الإستراتيجيين والصحفيين والإعلاميين المصريين، خلال تنظيمها لجلسات تشاور استمرت ليومين بمقر الحلف الرئيسى بالعاصمة بروكسل، فى إطار سياسة الدبلوماسية العامة التى ينتهجها الحلف حالياً لتوضيح بواطن بعض الأمور للرأى العام العالمى وخاصة العربي.

حاضر فى جلسات النقاش عدد كبير من المسئولين فى الحلف أوضحوا خلالها عددا من النقاط، وأجابوا على العديد من الاستفسارات التى ركزت – بطبيعة الحال- على الهيكل التنظيمى وآليات عمل الحلف والأهداف الإستراتيجية للتدخلات الخارجية خارج القارة الأوروبية، وحول مواقف الحلف من الصراعات الحالية فى المنطقة العربية كانت الإجابة أن الحلف يتجنب ـ اذا ما طلب منه ـ حل النزاعات بالقدرات العسكرية إلا بعد فشل التوصل لإدارة الأزمة بالطرق الدبلوماسية، حيث يتدخل عسكرياً تحت المادة الخامسة من معاهدة واشنطن التى تم تأسيس الحلف عليها، أو بموجب قرار أممى صادر عن الأمم المتحدة، أو أى منظمة ذات شرعية دولية.

وقد أقام حلف شمال الأطلنطى علاقات مع الجنوب متوسطية، منذ تسعينيات القرن الماضي، تحت مسمى الشراكة مع ست دول هى (مصر والأردن والمغرب والصومال وإسرائيل ثم انضمت اليهم الجزائر عام 2000) بهدف: أولا، المشاركة فى إحلال الاستقرار الأمنى والإقليمى . ثانيا، التوصل الى تطوير التعاون على الصعيد العسكرى وثالثا، بناء الثقة والتوصل الى تفاهمات متبادلة للتصدى لكافة التحديات.

وتطورت هذه العلاقات لتأخذ شكل منتدى حوارى تجتمع فيه الدول الثمانى والعشرون الأعضاء فى الحلف مع الدول الست سالفة الذكر، بالإضافة الى علاقات ثنائية مع كل دولة على حدة حيث يتم تطوير برامج للتعاون مع هذه الدولة منفردةً على أساس:

الملكية المشتركة: وتعنى أن الدولة والحلف يعملان على قدم المساواة فى الموضوع الذى يتم تحديده.

عدم التمييز: الفرص متساوية من ناحية توفير البرامج لكل الدول.

التفرقة الذاتية: كل دولة تنظر لاحتياجاتها وعلى هذا الأساس يقوم الحلف بتطوير البرامج.

مبدأ الاستمرارية: الحلف لايرغب فى أن يكرر الجهود المبذولة من المنظمات الأخرى وما يقوم به هو إضافة، فخبرة الحلف تكمن فى الدفاع والأمن.

ويعتبر الحلف انضمام مصر للشراكة معه أمرا مهما جداً، فحسب قول المسئولين به فإن مصر والتى انضمت فى العام 1994- دولة مهمة جداً لهم بحكم موقعها الإستراتيجى ودورها ووزنها فى المنطقة العربية، الأمر الذى تعززه الزيارات المتبادلة من الجانبين، والتى كان آخرها زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لمقر الناتو، مطلع الأسبوع المنصرم، فضلا عن الزيارات العسكرية.

وقد حازت الأزمة الليبية على المساحة الأكبر من النقاش على مدى اليومين، حيث عزا البعض النسبة الأكبر من الانفلات الأمنى الذى تعيشه ليبيا حالياً لتدخلات الناتو، وأنه كرس للانقسام فكانت إجابة بعض المسئولين أن ما حدث فى ليبيا كان خطأً ارتكبه المجتمع الدولى كافة؛ وقد كاشف مسئول إدارة الاتصال بالمكتب الصحفى للحلف عن اتصال أجراه رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج طلب فيه المساعده لتعزيز قدرات ليبيا الدفاعية فى المجال الاستخباراتى والأمن والمراقبين المدنيين، وحول ما اذا كانت الاستجابة لهذا الطلب ستكون تفضيل فريق على آخر فإن رأى «الناتو» فى هذا الصدد أن حكومة الوفاق هى الممثل الوحيد للشعب الليبى مع مراعاة النسيج الوطنى للشعب لذلك يواصل الحلف دعم جهوده فى الأمم المتحدة التى تقوى عملية المصالحة السياسية هناك.

أما بشأن الأزمة الدائرة حالياً فى سوريا فقد أكد أحد المسئولين أن الحلف يدعم ما أسفرت عنه الاجتماعات فى مدينة جنيف السويسرية، مؤكداً ضرورة إيجاد حل سياسى لهذه الأزمة، رغم مشاركة بعض الدول الأعضاء به فى إطار التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على تنظيم داعش.

وعن الصراع الدائر فى العراق بين الجيش النظامى وعناصر داعش الإرهابى فقد تواجد الحلف هناك من العام 2003 وحتى العام 2011، فى شكل بعثة تدريب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت موجودة آنذاك، والآن استجاب الحلف لطلب العراق للمساعدة والتدريب الأمنى ليس فقط لمحاربة داعش بل وإعطاء دورات على مستوى الضباط والجنود، وأشار المسئولون الى أن أولوياتهم الحالية فى العراق هى هزيمة داعش عسكرياً فى الميدان من خلال تعزيز قدرات الجيش العراقى خلال العام الجارى بناءً على طلبات محدده تلقاها الحلف من السلطات العراقية، وهى التدريب على اكتشاف العبوات الناسفة الألغام والتدريب حول كيفية تواصل المدنيين مع القوات المسلحة العسكرية، وإصلاح القطاع الأممى وتقديم المشاروات. كما تم إتخاذ قرار استخدام طائرات الـ «awacs» وهى تطير الآن فى سماء العراق وسوريا للوصول الى الصور الواقعية لأرض المعركة هناك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *