أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / محطة كهرباء عملاقة تنطلق من البرلس

محطة كهرباء عملاقة تنطلق من البرلس

المرحلة الأولي من محطة كهرباء البرلس العملاقة التي يتم افتتاحها خلال أيام بطاقة 4800 ميجاوات، هي أحد المشروعات القومية في انتاج الطاقة النظيفة، وهي واحدة من ثلاث محطات تقيمها شركة سيمنز الألمانية بمصر ،بجانب محطتي بني سويف والعاصمة الادارية لتسهم في انتاج الكهرباء وتوفير العملة الصعبة . والمحطة مقامة علي مساحة 250 فدانا في شمال محافظة كفر الشيخ علي الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر المتوسط في واحدة من أجمل بقاع المحافظة ، بتكاليف ملياري يورو بما يعادل 35 مليار جنيه .

آلاف من العمال والمهندسين المصريين يصل عددهم الي 8500 مهندس وعامل، وبعض الخبراء الأجانب ، يعملون في المحطة الجديدة طوال النهار والليل ، لإنجاز هذا المشروع القومي الكبير، هنا بالبرلس، كما أنها تعد أكبر محطة مركبة لإنتاج الكهرباء في العالم. محطة كهرباء البرلس الجديدة مقامة وفق أحدث الطرق العالمية في إقامة وتجهيز محطات الكهرباء. كما تمثل المحطة الأكبر لشركة «سيمنز» الألمانية، لأن المحطات الثلاث المصرية، وفي مقدمتها محطة كفر الشيخ، أكبر صفقة للشركة منذ إنشائها، وهو التحدي الكبير للشركة ولأطقم العمل بها، الذين لا يكلون علي مدار النهار والليل، بينما بدأت المحطة إنتاج وضخ الكهرباء بالشبكة الموحدة، انتظارًا لافتتاح المرحلة الأولي من هذه المحطة العملاقة.

المشروعات الاستثمارية

في البداية أوضح اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ أن المحطة واحدة من مشروعات المؤتمر الاستثماري بشرم الشيخ، الذي عقُد في مارس 2015 تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وستستفيد منها كل المشروعات الاستثمارية الكبري، ومنها مشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون، الذي سيفتتحه الرئيس إلي جانب عدد من المشروعات الأخري بمحافظة كفر الشيخ . وأضاف أن المحطة الجديدة تقام علي بعد 16 كيلو مترا من ميناء الصيد بالبرلس وهي أكبر محطة مركبة لإنتاج الكهرباء في العالم، وهناك محطات مركبة في بعض الدول العربية ، ولكنها أقل إنتاجية من محطة كهرباء البرلس العملاقة . وأشار الي أن المشروع يسهم في تحويل مناطق شمال المحافظة الي مناطق جذب سياحي وصناعي وعمراني بعد أن ظلت مهملة لسنوات طويلة.

البرنامج الزمني

وأكد المهندس هشام الجندي المدير التنفيذي لمحطة كهرباء البرلس أنه تم إنجاز 85 % من خطة المشروع، طبقا للبرنامج الزمني الموضوع سلفًا.

أضاف بأن المرحلة الأولي من المشروع تم الانتهاء من التشغيل التجريبي لها خلال يناير والنصف الأول من فبراير، وجارٍ التجهيز حاليًا لاختبارات الأداء، تمهيدًا لدخول الوحدات للتشغيل التجاري، وتم ضخ كهرباء علي الشبكة الموحدة لكهرباء مصر، بدءًا من شهر يناير الماضي، كعملية تدريجية بدأت بـ400 ميجاوات، ووصلت تدريجيًّا إلي 1600 ميجاوات خلال شهر فبراير.

ضعف إنتاج السد العالي

وأضاف إن إنتاج المحطة ضعف إنتاج السد العالي وقد تم تفريغ الطاقة المنتجة من خلال 6 دوائر نقل كهرباء علي جهد 500 كيلو فولت ، وتم تدريب مجموعة من المهندسين لتشغيل المحطة وصيانتها ، ويبلغ عدد العمالة الثابتة التي ستدير المحطة وتعمل علي تشغيلها وصيانتها 300 مهندس وعامل، وذلك بداية من 2018، وقد تم اختيارهم وتدريبهم بالفعل، وجارٍ تدريب 100 آخرين في ألمانيا، والمحطة ستغذي الشبكة القومية، التي بدورها ستوزع الكهرباء علي مناطق الاستثمار الزراعي والصناعي في كل أنحاء الجمهورية.

طاقم التشغيل

وأضاف المهندس محمد النادي، مدير تشغيل محطة كهرباء البرلس، أنه تم تدريب طاقم التشغيل الأساسي للمحطة تدريبا علي أعلي مستوي، في مصر وألمانيا، واستمر التدريب في مقر شركة »سيمنز« الألمانية لمدة 3 شهور، والنماذج التي تم تدريبها من المهندسين تم انتقاؤها علي أعلي مستوي. وتم التدريب في ألمانيا علي استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة في تشغيل الوحدات، للوصول بها إلي أعلي كفاءة ممكنة.

خطوط النقل

وأوضح المهندس خالد دياب مدير التركيبات الكهربائية والاختبارات بالمحطة أننا لكي نضخ الكهرباء بالشبكة الرئيسية لكهرباء مصر كان يلزمنا تفريع كهربي خاص بالمحطة، لربط الإنتاج الكهربائي بخطوط النقل GIS ، وقد تم تصميم صالة المفاتيح والمهمات الكهربائية بنظام الغاز المعزول، لزيادة مُعامل الأمان وتقليل الأعطال، وانتهينا من المرحلة الأولي ، ودخلت الخدمة منذ 2 نوفمبر 2016، وجارٍ الانتهاء من اختبارات المرحلة الثانية ، وسيتم تشغيلها وربطها بالشبكة القومية في مارس المقبل.

أما بخصوص الوحدات، فقد تم الانتهاء من جميع الاختبارات الكهربائية المتعاقد عليها، بخصوص 4 وحدات، وجارٍ التجهيز لباقي الوحدات الـ8 الأخري الخاصة بالمحطة بالمرحلتين الثانية والثالثة.

السلامة والبيئة

وأكد المهندس أحمد دبور، مسئول السلامة والصحة المهنية بالمحطة أننا نطبق أحدث وأعلي معايير السلامة والبيئة العالمية والدولية داخل نطاق المشروع ويتم اتخاذ جميع احتياطات السلامة اللازمة لتأمين جميع العاملين وتأمين البيئة داخل نطاق المشروع، كما أننا حريصون علي سلامة وأمن العاملين حتي الانتهاء من المشروع تمامًا، ولهذا تضم المحطة عددًا من العيادات الطبية، يتوافر فيها أطباء من كل التخصصات، وفي حالة وجود طارئ يتم نقل أي حالة للمستشفيات المتخصصة، وهناك سيارات إسعاف وسيارات إطفاء متوافرة في كل مناطق المشروع للتعامل مع أي حالات طوارئ قد تحدث أثناء العمل.

أعلي تقنية

وأضاف المهندس أحمد الحسيني، مسئول التركيبات الميكانيكية، أن المحطة منشأة وفق أعلي تقنية في إنتاج الكهرباء من نوع »H-CLASS«، فالتوربينة الواحدة تنتج 400 ميجاوات، ولدينا 4 مديولات، كل »مديول« مكون من توربينتين غازيتين وتوربينة بخارية وغلايتين لاستعادة الطاقة ، ينتج منها البخار ليُضخ في التوربينة البخارية، والمحطة علي مساحة 250 فدانًا، ويخدم التوربينة البخارية 4 أبراج تبريد، ولكل »مديول« برج تبريد، والتوربينة الغازية مكونة من 16 غرفة احتراق من النوع »CANNULAR« تعمل بالغاز، ويوجد »مديول« يعمل بالغاز والسولار كبديل في حالة انقطاع الغاز.

التحدي الأكبر

وأشار المهندس ياسر يوسف، مدير عام الأعمال المدنية، الي أنه في بداية إنشاء المشروع وجدنا التربة ضعيفة جدًّا، عقب اختبارات التربة الأولية، وكان هذا هو التحدي الأكبر، فالتربة لم تكن بالجودة المطلوبة، وتطلب الأمر تنفيذ كل المنشآت علي خوازيق مختلفة الأنواع، طبقًا لطبيعة كل منها وأحماله، مما أدي لزيادة تكلفة المشروع، كما أن طبيعة الطقس فرضت تحدّيًا آخر، فالمحطة علي البحر، وفي مواجهتها بحيرة البرلس بعد الطريق الدولي الساحلي، وأن المحطة تقع في الشريط الضيق بين البحر والبحيرة، لهذا تمّت دراسة المد والجزر في المنطقة منذ 20 سنة، للتنبؤ بطبيعة الطقس خلال الـ50 سنة المقبلة، لعمل الدراسات الفنية اللازمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *