سحر رمزي
روتردام – تنتهي بعد غد الاحد فعاليات مهرجان روتردام للفيلم العربي، والذي يشارك فيه خمسة أفلام مصرية، يوم للستات وعلي معزة وإبراهيم ومولانا والماء والخضرة والوجه الحسن ونوارة.
وعلي هامش المهرجان، نُظم أول أمس الخميس برعاية إدارة المهرجان وبالتعاون مع الهيئة القبطية الهولندية، ندوة حول الفيلم الوثائقي الذي لم يستكمل تصويره لقلة الموارد المالية، “عضما زرقا” للمخرج المصري روماني سعد، والذي آثار كثير من الجدل بين أبناء الجالية في هولندا.
وقبل الندوة عرضت إدارة المهرجان برومو الفيلم فقط، والذي يحتوي علي لقطات وصور قليلة جدا لا تتعدي أربع او خمس صور تعبر عن حالة الاستقرار الديني في المساجد والكنائس قبل ثورة يناير وما حدث من استهداف للأقباط وخاصة الكنائس بعد الثورة، حيث الهجمات الإرهابية المتعددة، وأوضح ذلك المخرج بسقوط الصليب من فوق أحدي الكنائس بعد محاولة تفجيرها.
و لم يظهر الفيلم إلا جانب واحد، حيث لم يعرض ردود أفعال المسلمين، الغاضبة علي كل ما حدث، ولا استهداف مراكز الشرطة والضباط ورجال القضاء والقوات المسلحة، وغيرهم.
وقد قامت بإدارة الحوار باللغتين الإنجليزية والعربية الناقدة السينمائية الإعلامية المصرية بسنت حسن سلامة، وكان ضيوف الندوة فاروق إبراهيم رئيس المركز الإعلامي الإسلامي بهولندا، وعصام عبيد سكرتير الهيئة القبطية الهولندية، وبحضور الإعلامي سعيد السبكي والدكتور هشام فريد رئيس مؤسسة “مصر في قلبنا” والإعلامية سحر رمزي رئيس اتحاد النساء العربيات بهولندا، وبحضور بعض من الإعلاميين الهولنديين ومن أعضاء اللجنة المنظمة
وفي البداية أوضحت الناقدة السينمائية بسنت حسن سلامة، ان كلمة عضما زرقا تدل علي التمييز العنصري، وتصنيف غير مقبول و يستخدمه فقط المتطرف فكريا،
ويجب ان يمتنع الجميع من استخدامه.
وعقب علي ذلك فاروق إبراهيم بالقول أنها كلمة كانت تستخدم في الماضي بدون أي حساسيات، عندما كان الجميع يتقبل من بعضه البعض كل شيء وكانت ثقافة الحب والمودة هي السائدة، وثقافة الاضطهاد الديني كانت غير موجودة في الماضي، بالتالي عندما كنت أطلقها علي صديق و نحن نتناول الطعام معاً كنا نضحك ولا نحمل في أنفسنا أي شعور بالحقد أو الكراهية، ولكن الان اختلفت الثقافات والمعاير، واصبح كل شخص يتحدث بحذر خوفا من أن يفسر كلامه بشكل آخر.
وأوضح الإعلامي سعيد السبكي أن كلمة عضما زرقا لها مفهوم آخر حيث تعبر عن ما تعرض له السيد المسيح حسب قوله وقول البابا توا ضروس في حديث سابق، أن السيد المسيح عندما صلب وعلق الحديد في قدميه ويديه، حتى أصبح العظم لونه أزرق، فاصبح البعض يستخدم كلمة عضما زرقا علي المسيحي، بناء علي ما حدث للسيد المسيح و لم تستخدم للتعبير عن الإهانة أو العنصرية.
كما علق الدكتور هشام فريد بالقول ان هناك أيضا حملات الاضطهاد والتعذيب التي تعرض لها المسيحيون على يد الأباطرة الرومان شاملة ومنظمة، في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية هي المسيطرة على معظم الأراضي التي انتشرت فيها المسيحية.
ومن جانبه اعلن عصام عبيد أنه لم يسمع هذه الكلمة من قبل، ولكنه يرفضها كتصنيف يطلق فقط علي المسيحي، وأكد ان الثقافة لابد وان تتغير ونتعلم قبول الاخر مهما كانت ديانته، وذلك عن طريق التعليم في المدارس، والجماعات.
كما تحدث عبيد أيضا عن التمييز العنصري، من حيث انعدام فرص العمل للأقباط كأساتذة في الجامعات أوفي المناصب الهامة مثل أمن الدولة وغيره، مؤكدا ان نسب العمالة للأقباط تقل بكثير عنها عند المسلمين، علما بأن عدد الاقباط وصل 20 مليون، وهو ما انكره بالمستندات السبكي مؤكدا من تصريحات للكنيسة بان العدد الإجمالي للأقباط في مصر “من 11 الى 12 مليون مسيحي”، وأضاف أن الحديث عن منح فرص عمل للأقباط حديث مستهلك خاصة في وقت تزيد نسبة البطالة عالمياً، وليس بالجديد ولا يوجد احصائيات مؤكدة عن عدد أساتذة الجامعات الاقباط او موظفي المراكز الهامة في مصر من الاقباط، وأن الحديث يعتبر بشكل عام، مقلق وخاصة وأنه يتم مناقشته خارج مصر، واتفق علي ذلك الدكتور هشام فريد.
وذلك مع الاعتراف أنه من حق كل مواطن مصري أن يطالب بكل حرية بحقوقه وهو ما أكد عليه فاروق إبراهيم، والناقدة بسنت حسن بدورها أكدت أن هذا الحديث يتم تداوله في العديد من البرامج المصرية، ولكن لا ننكر وجود وزيرة للهجرة ناجحة جدا في مجال عملها بجانب وجود سيدة تعمل كمحافظ من سيدات الاقباط وايضا ناجحة ومحبوبة في مجال عملها، وقالت رمزي وكذلك في مجلس النواب و ضمن رجال القضاء ورجال الشرطة والجيش أيضا من الأقباط .
وحول الإرهاب الذي يستهدف الكنائس و الاقباط في مصر، قالت حسن ليس فقط الاقباط من تستهدفهم المنظمات الإرهابية، بل هناك أيضا رجال الشرطة والجيش والنساء، وأوضحت لذلك مصر تحارب الإرهاب، وقد اعترض فريد مؤكدا ليس مصر فقط من تواجه الإرهاب وتحاربه بل العالم كله، وأكد السبكي أن عرض الفيلم بهذا الشكل غير منصف وأنه يجب ان ينقل كل الحقيقة ولا ينقل نصف الاحداث فقط،
كما قالت الإعلامية سحر رمزي الإرهاب في سيناء لا يفرق بين قبطي ومسلم ومن قُتلوا وهم يدافعون عن الكنائس كانوا ضباط وجنود مصر من المسلمين والمسلمات وكانوا يدافعون عن الكنائس وعن إخوانهم الاقباط، وماتوا من أجل حمايتهم،
وأضافت الضباط في مراكز الشرطة كانوا من المصريين الاقباط والمسلمين وكذلك في الجيش، وقالت رمزي التقسيم الان يسيء لنا جميعا ويؤثر علي مرحلة البناء، ويسيء لرئيس لا يفرق بشهادة الاقباط بين مسلم ومسيحي ويقول كلنا مصريين، وقد سارع ببناء كل كنيسة تعرضت لهجمات إرهابية، وذكرت بموقف البابا توا ضروس الوطني المشرف الذي قال عن حرق الكنائس سنصلي في المساجد لو احرقوها،
وأوضحت رمزي عرض صور لا تنقل الحقيقة الكاملة وندوة علي عنوان ليس من الانصاف ويعد تشويه للموقف المصري الرافض للإرهاب، وكان من الأفضل الانتظار حتى الانتهاء من العمل، ثم عرضه، او تجميع الأموال من 12 مليون مسيحي لحل الازمة المالية للفيلم وعرضه بشكل أفضل.
وأضافت إلا إذا كان الرفض لمضمون الفيلم الذى يعرض قضية حساسة ويمكنها ان تعكر الصفو وتنشر مزيد من الحقد والكراهية في المجتمع الواحد واعترضت حسن بالقول لم يطلب مخرج الفيلم مساعدات من أي جهة، ولكن من حقه ان يعرض وجهت نظره ونقف بجانبه وندعمه حتى يخرج فيلمه للنور، ويتحدث عن الإرهاب من منطلق نظرته القبطية،
وأوضحت رمزي العالم كله يشهد الإرهاب وهولندا علي سبيل المثال الحادث الإرهابي الوحيد في البلاد، تعرض له مسجد كان قد تم حرقه وأصيب اربع 4أشخاص، كذلك وصلت خطابات تهديد لأكثر من مدرسة ومسجد، ولم يتهم احد من المسلمين، الهولنديين بالإرهاب ، بل صنف علي انه إرهاب فكري من اليميني المتطرف، الذي يبث الكراهية والحقد ضد المسلمين.
وفى نهاية الندوة اعترف سكرتير الهيئة القبطية بأن الفيلم يجب أن يذكر الدور المشرف للمسلمين الشرفاء الذين وقفوا مع إخوانهم الاقباط في كل التفجيرات الإرهابية، وتوضيح ما فعله الإرهاب في البلاد بشكل عام للأمانة.